سياسيون اسرائيليون يُصعدون ضد نتنياهو وغزة على مقصلة الطرفين

الساعة 06:47 م|06 يوليو 2019

فلسطين اليوم

بدأت لهجة الاتهامات تتصاعد بين الأحزاب الإسرائيلية في عدم قدرة حكومة نتنياهو في تحقيق الأمن خاصة أمام المقاومة في قطاع غزة والفشل في زيادة الاستيطان في الضفة المحتلة، استعداداً لخوض معركة إعادة الانتخابية بعد فشل نتنياهو من تشكيل الحكومة.

ويتخذ المسؤولون الإسرائيليون من قطاع غزة والأدوات التي يستخدمها المتظاهرين السلميين شرق القطاع من بالونات وطائرات ورقية التي أرهقت وأزعجت المستوطنين الإسرائيليين في المستوطنات القريبة من غزة مادة دسمة في مواجهة بعضهم البعض وتبادل الاتهامات في ضعف جيش الاحتلال في مواجهة المقاومة الفلسطينية.

وفشل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في حشد أغلبية لإطلاق حكومته الخامسة، وانتهى الأمر إلى سنّ الكنيست قانونا حلَّ به نفسه وأعلن عن إجراء انتخابات جديدة بعد ثلاثة أشهر.

وكان نتنياهو قد بدا في أبريل/نيسان الماضي في الطريق لولاية خامسة، بعدما حصد حزب الليكود بزعامته 35 من مقاعد الكنيست المئة والعشرين، رغم أنه يواجه اتهامات محتملة في ثلاث قضايا فساد. وينفي نتنياهو ارتكاب أي مخالفات ويتهم معارضيه بشن حملة اضطهاد ضده.

لكنه بعد أسابيع من المفاوضات، أخفق في التغلب على الانقسامات بين حلفائه العلمانيين والمتدينين.

الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي إسماعيل مهرة يرى بأن انتخابات الإعادة في "إسرائيل" ستحمل مفاجآت كبيرة للمستوطنين الإسرائيليين في ظل ما تشهده الحياة السياسية في الأراضي المحتلة من تغيرات كبيرة على مستوى التحالفات والانشقاقات وظهور أحزاب جديدة.

وأشار الكاتب مهرة في تصريح خاص لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، إلى أن المشهد الإعلامي الخاص بإعادة الانتخابات في إسرائيل لا زال مملاً وضعيفاً، متوقعاً أن تشهد الأيام القادمة حالة من الصراع والتوتر الشديد بين الأحزاب المختلفة خاصة مع قرب موعد اعتماد الأحزاب المنافسة للانتخابات.

وأوضح، أن الانتخابات الإسرائيلية لم تعد كالسابق فهي غير محسومة اطلاقاً في ظل التنافس الشديد والقوي خاصة مع تصاعد اليسار الإسرائيلي في مواجهة اليمين المتطرف.

وعن الأسباب التي دفعته للاعتقاد بأن إعادة الانتخابات في إسرائيل ستحمل مفاجآت جديدة قال: "هناك جملة من التغييرات التي حدثت بعد انتهاء الانتخابات الماضية أهمها عودة ايهود باراك للحياة السياسية والمنافسة على كرسي رئاسة الوزراء، إضافة إلى وجود تحالفات جديدة بين الأحزاب الإسرائيلية، وضعف حزب ازرق أبيض، وتأثر حزب بنيامين نتنياهو نتيجة الخلافات الشخصية والانشقاقات الداخلية، والتوجه العربي لتشكيل قائمة عربية مشتركة.

وتوقع مهرة، أن يحصد حزب افغدور ليبرمان على مقاعدة مضاعفة من الانتخابات الماضية بسبب تحركاته وتأييده من قبل الأحزاب اليمينية المتطرفة.

وفيما يتعلق بارتفاع اللهجة العدائية ضد قطاع غزة قال مهرة: "إن استهداف قطاع غزة والمقاومة والقضية الفلسطينية بشكل عام من أهم أولويات الأحزاب الإسرائيلية في مواجهة بعضهما البعض، مشيراً إلى أن جبهة قطاع غزة وعدم توفر الامن للمستوطنين على حدودها تعد مادة دسمة لصراع الأحزاب الإسرائيلية بهدف حصد أصوات الناخبين.

وأوضح مهرة في تصريح لـ"فلسطين اليوم"، أن اللهجة الإسرائيلية ستتصاعد وستتضاعف خلال الأيام القادمة ضد القضية الفلسطينية بشكل عام والضفة الغربية وقطاع غزة بشكل خاص، فيما تحظى السياسة الخارجية لإسرائيل بإجماع كافة الأحزاب الإسرائيلية.

وفي ذات السياق اتهم موشيه يعلون أحد قادة حزب أزرق أبيض، بنيامين نتنياهو بالاهتمام بنفسه، بينما الناس يموتون من التلوث في حيفا، والاثيوبيون محبطون وغاضبون، ولا توجد لديه خطط طويلة الأجل من أجلا البلاد، هو فقط يعتني بنفسه وليس بالمستوطنين.

وأوضح يعلون في تصريحات صحفية له، أن نتنياهو يطلق خطابات تحض على الكراهية والتحريض ضد نظام حكم القانون الإسرائيلي وضد كل من يعارضه، لافتاً إلى أن هذه تصرفات نتنياهو الأخيرة تشبه تصرفات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمام وسائل الإعلام وفقاً لقوله.

وأشار إلى أن ائتلاف أزرق- أبيض سيحاول أن يكون أكبر حزب للحصول على تفويض من الرئيس رؤوفين ريفلين ليقود الحكومة، وهذا ما يتم التركيز عليه حاليا.

وقال "نأمل تتوحد الأطراف وأن لا تهدر الأصوات، نحن بحاجة لمزيد من الوحدة، ولكن نتنياهو يحرض وهناك خيبة أمل".

وفي السياق ذاته اتهم رئيس حزب كحول لفان الجنرال بيني غانتس، حكومة نتنياهو بعدم توفير الحماية والأمن للمستوطنين في المستوطنات المحاذية لقطاع غزة الذين يتعرضون لخطورة "البالونات والطائرات الحارقة" والصواريخ.

وقال غانتس خلال جلسة لحزبه في مدينة عسقلان المحتلة ضمن حملته الانتخابية الجديدة:" نجلس اليوم في مدينة عسقلان ونريد أن نقدم خطتنا لتوفير الأمن والحماية لهم، فالمستوطنين لديهم فقط ما بين "20 إلى 25 ثانية" للوصول إلى الملاجئ حال أطلقت الصواريخ تجاههم من قطاع غزة".

وأضاف وفقاً للمستوطنين7: "إن إعادة توفير الحماية والامن للمستوطنين في غلاف غزة يبدأ من استعادة قوة الردع، فعندما يطلق الفلسطينيون طائرة ورقية علينا إطلاق صاروخ تجاههم، منبهاً إلى أن حكومة نتنياهو لا يعنيها توفير الحماية والامن للمستوطنين بقدر ما يهمها نقل مطار سدي دوف والملف النووي الإيراني والطائفة الأثيوبية".

وأشار في حال نجحنا –حزب كحول لفان- في الفوز بالانتخابات فإننا سنغير هذا الواقع في المستوطنات المحاذية لغزة ونعيد قوتنا ونوفر الأمن والحماية للمستوطنين.

أما الوزير الإسرائيلي (يوسي بيلين)، قال: "إن أكثر ما يضعف رئيس الحكومة الإسرائيلية (بنيامين نتنياهو)، هو قطاع غزة، لذلك يفضل "نتنياهو" دوماً أن يلتزم الصمت تجاه ما يحصل، ويواصل سياسة ضبط النفس تجاهه.

وأضاف بيلين، إن "رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، تلقى مؤخراً انتقادات قاسية من جبهتي الساحة السياسية والحزبية الإسرائيلية، بسبب سياسة ضبط النفس التي يظهرها إزاء حماس في غزة، لكن منتقديه لا يوجد لديهم البدائل، بمن فيهم وزيرا التعليم والحرب السابقان، نفتالي بينيت وأفيغدور ليبرمان".

وأضاف، أنه "من الصعب تصور الحالة التي نعيشها في إسرائيل، فقبل 14 عاماً، قرر رئيس الحكومة الأسبق أريئيل شارون الانسحاب بصورة أحادية الجانب من قطاع غزة، دون اتفاق مع السلطة الفلسطينية، برئاسة محمود عباس، ولا معرفة بما سيقوم تجاه ما سيحدث بعد تنفيذ الانسحاب من القطاع".

وأشار إلى أن "اليمين منح يده لشارون لأنه ترأس معسكره، واليسار كذلك منحه يداً أخرى لأنه لن يصوت ضد قرار بإنهاء جزء من الاحتلال للمناطق الفلسطينية، لكن صعود حماس في الانتخابات التشريعية، ثم سيطرتها على القطاع في 2007، حول غزة إلى منطقة تطلق الصواريخ على إسرائيل، التي ردت بدورها بفرض حصار محكم على القطاع، فيما ردت حماس بتكثيف إطلاق الصواريخ على إسرائيل لإجبارها على رفع هذا الحصار".

كلمات دلالية