وسط معارضة حركات مسلحة…

السودان: اتفاق بين «العسكري» والمعارضة ينتظر الاختبار

الساعة 08:23 ص|06 يوليو 2019

فلسطين اليوم

توصل المجلس العسكري الانتقالي الحاكم في السودان، وتحالف من أحزاب المعارضة وجماعات الاحتجاج، إلى اتفاق لتقاسم السلطة لمدة ثلاثة أعوام، يعقبها إجراء انتخابات، في تطور دفع الآلاف للخروج إلى الشوارع للاحتفال به.
وقال وسيط الاتحاد الأفريقي محمد حسن لبات للصحافيين إن الجانبين اللذين عقدا محادثات على مدى يومين متتاليين، اتفقا في وقت مبكر من صباح أمس الجمعة على «إقامة مجلس للسيادة بالتناوب بين العسكريين والمدنيين ولمدة ثلاث سنوات أو تزيد قليلا».
أقرّ التناوب على رئاسة المجلس السيادي وتشكيل مجلس وزراء من الكفاءات الوطنية
وحسب تجمع المهنيين السودانيين ينص على أن تكون الفترة الانتقالية 3 سنوات و3 أشهر، الـ 21 شهرا الأولى رئاستها للمجلس العسكري، والـ 18 التي تعقبها لقوى الحرية والتغيير.
وأوضح أن الاتفاق تضمن تشكيل مجلس وزراء من الكفاءات الوطنية تقوم قوى إعلان الحرية والتغيير بتشكيله.
وتابع « يتكون المجلس السيادي من 5 عسكريين و5 مدنيين بالإضافة لعضو مدني يتوافق عليه الطرفان ليصبح المجموع 11 عضوا».
وأشار التجمع إلى أن الاتفاق أجّل تشكيل «المجلس التشريعي بعد تشكيل مجلس السيادة ومجلس الوزراء».
وكذلك تم الاتفاق على «تشكيل لجنة تحقيق وطنية مستقلة للأحداث منذ 11 أبريل/ نيسان الماضي».
وقال عمر الداغر القيادي في قوى «الحرية والتغيير» «هذا الاتفاق يفتح الطريق لتشكيل مؤسسات السلطة الانتقالية، ونرجو أن يكون هذا بداية عهد جديد».
وأعربت نائبة رئيسة حزب الأمة القومي المعارض، مريم الصادق المهدي، عن أملها بأن يسفر الاتفاق عن «إحلال السلام ونهاية الظلم» في البلاد. كما أعلن حزب المؤتمر الشعبي (حزب الترابي) في السودان، تأييده للاتفاق لأنه «سيخرج البلاد من أزماتها».
في المقابل، اعتبر رئيس حركة «تحرير السودان» المتمردة، مني أركو مناوي، الاتفاق لا يعبر عن قضايا الوطن، ولا يقدر تضحياته.
وقال في بيان إن «أي اتفاق لم يؤسس على أرضية السلام يعتبر امتدادا للإنقاذ (النظام السابق).
كذلك أعلنت «حركة تحرير السودان/جناح عبد الواحد نور»، رفضها الاتفاق، واصفة إياه بأنه «خيانة للثورة ودماء الشهداء».
وقالت الحركة في بيان إن «الاتفاق خيانة للذين وهبوا أرواحهم من أجل الحرية والكرامة والتغيير الشامل والحكم المدني الكامل وبناء دولة المواطنة المتساوية».
إلى ذلك، رحبت كل من تركيا وبريطانيا وإثيوبيا وقطر ومصر والإمارات والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية، أمس الجمعة، بالاتفاق.
ويرى خبراء في الشأن السوداني، أن أكبر مهدد للاتفاق بين العسكري وقوى التغيير يكمن في تحركات ما تعرف بفلول النظام السابق، الذين سيعملون بقوة على إفشال الاتفاق بكل السبل حتى لو بانقلاب يطيح بالعسكري وقوى التغيير.
وسبق أن أعلن المجلس العسكري إبان تعثر تفاوضه مع «الحرية والتغيير» الشهر الماضي عن إفشال انقلابين اثنين. وإلى حين التوصل إلى اتفاق نهائي على كل تفاصيل الفترة الانتقالية يظل الوضع في السودان قابلا لكل الاحتمالات.
ووصف الاتحاد الأوروبي الجمعة بـ«الاختراق»، الاتفاق الذي تم التوصل إليه في السودان بين العسكريين وقادة الاحتجاج داعيا إلى تشكيل حكومة.
وقالت المتحدثة باسم وزيرة الخارجية فيديريكا موغيريني إن «الاتفاق الذي توصل إليه المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير في السودان بشأن انتقال مدته ثلاث سنوات بقيادة مدنية، والذي أعلنه الاتحاد الأفريقي، يشكل اختراقا».
ورحب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بالاتفاق الذي تم الإعلان عنه أمس بالعاصمة السودانية الخرطوم بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير.
كما رحبت دول عربية عديدة بالاتفاق بينها قطر والسعودية والبحرين ومصر.
 

كلمات دلالية