خبر بنكيران: حرب غزة أثبتت أن الشعوب مستعدة للتضحية مع قادتهم إذا كانوا صادقين

الساعة 03:08 م|28 يناير 2009

فلسطين اليوم: وكالات

أشاد قيادي إسلامي مغربي بآداء المقاومة الفلسطينية في مواجهة الحرب الإسرائيلية على مدى ثلاثة أسابيع متكاملة دون أن تسقط، واعتبر ذلك نقطة مضيئة في تاريخ المقاومة عامة والحركة الإسلامية خاصة، ودعا الحكومات العربية إلى إسناد المقاومة وتحمل مسؤوليتهم إزاء مصير القضية الفلسطينية، والعمل على استيعاب الحركة والاستفادة من خبراتها بدل الاستمرار في حربها والمضايقة عليها.

 

وأكد أمين عام حزب العدالة والتنمية المغربي عبد الاله بنكيران في تصريحات خاصة لـ "قدس برس" أن فشل إسرائيل في القضاء على "حماس" والمقاومة ودفع الناس للإنقلاب عليها يشير إلى أن الجماهير العربية تنتظر قيادات صادقة في الدفاع عنها لتقف معها، وقال: "لقد كنت من المتحفظين على استخدام مصطلح "النصر" في تصوير الذي جرى في غزة وأقول بأنه نجاح في الصمود، لولا أن الدكتور يوسف القرضاوي أقنعني بذلك في تفسيره للآية الكريمة المتصلة بنصرة الله للرسول صلى الله عليه وسلم ورفيقه في الغار، فكون المقاومة صمدت ولم تستطع القوات الإسرائيلية السيطرة على غزة وتحرير جنديهم والقضاء على المقاومة، هذا يثبت أن خيار المقاومة ممكن رغم هجمة السلاح، وعدم تناسبه مع امكانيات الدفاع، وأن الاعتصام بالله والاعتداد به خيار للدفاع عن الكرامة، وكون المواطن العادي لم ينقلب على المقاومة وعلى قيادته، على الرغم من شدة المعاناة التي تابعها العالم جميعا فإن الناس صبروا، وهذا يؤكد أن الجماهير إذا وجدت هذه القيادة التي تشاركهم كل شيء فإنها تصبر وتقاوم".

 

ودعا بنكيران النظام العربي الرسمي إلى إسناد المقاومة من باب الدفاع عن القضية الفلسطينية باعتبارها لا تخص الفلسطينيين وحدهم، وقال: "لا شك أن الانسداد في الأفق السياسي لا يزال سيد الموقف ما دام الأمريكيون والأروبيون مازالوا متنكرين للمقاومة ويصورونها على أنها إرهاب، ولذلك أعتقد أن المسؤولية المطلوبة هي من باقي الأمة، لأن قضية فلسطين هي قضية الأمة بكاملها، والحكام مسؤولون قبل الشعوب، على مناصرتها والدفاع عن المقاومة وتبنيها والمطالبة بإدماجها في الحوار على أساس حل فيه عدل، وهذا رهين بتجاوز هذه الأزمة لأن الطريقة التي فاوض بها الرئيس عرفات رحمه الله واتبعتها القيادة الفلسطينية بعده بطريقة أقل جرأة وشجاعة لم تثمر شيئا، وهو ما دفع بالعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس حسني مبارك إلى تبني خطابا مقاوما في قمة الكويت، وهذا تأثر بالمقاومة في غزة، وإذا كان الأروبيون والأمريكيون يدافعون عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها فألا يحق للشعب الفلسطيني الأعزل أن يدافع عن نفسه في وجه هذه الآلة العسكرية الهائلة؟ وأن يتمكن العرب من ضمان انسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية التي احتلتها عام 1967 ويكفلوا هم عدم العدوان عليها، لكن الاصرار على ضمان احتلال إسرائيل لكامل فلسطين وعدوانها المستمر على أهلها وحرمان المقاومة من الدفاع عن نفسها معادلة لا يقبلها العقل".

 

وجوابا على سؤال وجهته له "قدس برس" عما إذا كان لما بعد حرب غزة أي تأثير على علاقة الحكومات العربية بمعارضيها من قادة وكوادر تيار الإسلام السياسي، قال بنكيران: "ما جرى في غزة لا شك أنه سيفرض مراجعة سيفعلها الحكام العرب الأذكياء الذين يقرأون المستلهم القدرة على قراءة المستقبل، لأن الحركة الإسلامية تسكن المستقبل، ولأن الأمة لا يمكنها أن تستدير في وجه من استطاع أن يقف 22 يوما أمام الآلة العسكرية دون أن يسقط وتقتنع بمن انهار في أقل من ستة أيام، هذه قضية محسومة بحكم التاريخ".

 

وأكد أن الحركة الإسلامية استحالت إلى جزء من الواقع، وأن المستقبل لا يمكن أن يستنكر لهذا العنصر، وقال: "مع الأيام سوف تسقط كل عمليات الماكياج والمكر والخداع والمساعدات الدولية، كل هذا سيسقط وتعريه الأحداث وتعود الشعوب إلى حقيقتها وهويتها، ومن هنا فإن الحكام الأذكياء هموحدهم الذين سيراجعون مواقفهممن الحركات الإسلامية في اتجاه استيعابها والاستفادة من خبراتها في إحداث تنمية حقيقية، أما الحكام المستبدون الذي سيستمرون في غيهم حتى تفاجئهم الأحداث فقد لا يجدون الوقت بعدها للمراجعة، ذلك أن الحركة الإسلامية لا تطلب صدقة من أحد فهي جزء ثابت وشريف من الأمة، ومكانها نحتته بدمائها وتضحياتها"، على حد تعبيره.