خبر وربما يقوم بيبي ايضا بتقسيم القدس .. هآرتس

الساعة 02:48 م|28 يناير 2009

وربما يقوم بيبي ايضا بتقسيم القدس .. هآرتس

بقلم: نداف شرغاي

كم هو عدد الاشخاص الذين يتذكرون لماذا تم تقديم موعد الانتخابات؟ كم منا يذكرون ان شاس طالبت تسيبي لفني بعد استقالة اولمرت بتعهد بعدم طرح قضية القدس على طاولة المفاوضات، ولفني التي كانت قد بحثت المسألة مع الفلسطينيين حتى ذلك الحين – رفضت، ففشلت مساعي تشكيل الحكومة حينئذ؟

 

لا شك ان عملية "الرصاص المصهور" قد غيرت جدول الاعمال الشعبي كليا الا ان غياب القدس عن النقاش الجماهيري عشية الانتخابات مقلق جدا. اذ ان احدا لا يغرق في الاوهام والاعتقاد بان قضية القدس ستطرح في صبيحة اليوم التالي لتشكيل الحكومة. الفلسطينيون بمساعدة براك اوباما الذي وعد بان يكون حازما صارما سيضغطون على اسرائيل حتى تتجسد تركة اولمرت والتزاماته. ومن حق الجمهور ان يعرف من الان كيف سيتصرف السياسيون حينئذ.

 

هل سيسيرون على طريق مناحيم بيغن الذي قال لسفير الولايات المتحدة في اسرائيل سام لويس بان اسرائيل ليست جمهورية موز وان "شعب اسرائيل ان اضطر سيكتفي بالخبز والمرجرين الا انه لن يقبل الاملاءات" ام انهم سيفعلون ما فعلته لفني عندما حذرت الجمهور في هذا الاسبوع من نتنياهو مدعية ان مواقفه ستتسبب في تصادم مع اوباما.

 

لم يتحمس الجميع من انتصاب هامة بيغن، الا ان عددا كبيرا منهم عرفوا كيف يحترمونه. الخوف الذي تطرحه لفني من نتنياهو قد يشير الى ان الازمنة والاذواق قد تغيرت في الشارع الاسرائيلي الا انه يدلل ايضا على التغيرات التي حدثت في العمود الفقري القيادي في اسرائيل.

 

في فترة اريئيل شارون، ولفني، واولمرت كان التنسيق مع الولايات المتحدة مقدسا حتى اللامنطق والسخافة، واحيانا ساد لبس ان كان وسيلة ام هدفا بحد ذاته. ولكن اليوم ايضا – رغم الحكمة القيادية المصطنعة بيدو ان الجمهور في اسرائيل يدرك باحاسيسه المرهفة السليمة ان التنسيق مع الولايات المتحدة ليس كل شيء وقضية القدس كما نأمل تجسد ذلك. ولكن يتوجب على الجمهور في البداية ان يعرف كيف سيتصرف قادته في هذه المسألة.

 

افيغدور ليبرمان مثلا القوة الصاعدة في الاستطلاعات الاخيرة وقف قبل اشهر قلائل في مدينة داوود (اي سلوان بجانب البلدة القديمة) وقال ان فكرة تبادل الاراضي والسكان التي طرحها تسري على القدس ايضا وان احياء عربية في المدينة مثل جبل المكبر يجب ان تستبدل. ليبرمان لا يكشف للجمهور العريض في البلاد ما يعرفه الجمهور في القدس:- لكل حي يقع على خط التماس، حي عربي مجاور له او ملاصق به. جبل المكبر مثلا بعيدة على مسافة رمية حجر وسلاح خفيف من حي ارمون هنتسيف، صواريخ القسام التي تسقط على سديروت وعسقلان قد تصبح لعبة اطفال بالمقارنة مع ما حدث هنا مع التنازل عن "احياء الضواحي". يكفي ان نتذكر اطلاق النار على جيلو من بيت جالا طوال سنوات وتكرار صورة بؤرة الاحتكاك هذه على مئات النقاط على امتداد خط تقسيم يبلغ طوله عشرات الكيلومترات من اجل ادراك الواقع الهذياني – الذي لا يميل ساستنا للتحدث عنه – الذي ستحصل عليه هنا.

 

ولكن ليس ليبرمان وحده هو الذي سيقسم القدس. ايهود باراك مثلا قد تنازل من الماضي عن نصف القدس في كامب ديفيد (2000) وكان مستعد ايضا لتقاسم السيادة في جبل الهيكل (الحرام). طواقم لفني واولمرت جاهزة لصياغات مشابهة. نتنياهو هو الاخر ليس معفيا من اسئلة مثل:- ما الذي ينوي ان يفعله بالتركة التي خلفها له كل من باراك واولمرت اللذان وافقا على تقسيم القدس؟ وهل ينوي التصرف كما فعل في 1996 مع تركة بيرس عندما قسم الخليل؟ ام انه مستعد للالتزام من الان بالطريقة التي لا تقبل التأويل في ان موافقتهم حول القدس لا تلزمه وان التفاوض حول ذلك ليس واردا بالحسبان؟

 

للتقسيم – عدا عن المسائل والمعاني القيمية والتاريخية والدينية – آثار ومترتبات عملية اخرى:- احتمالية عالية لتدفق عشرات الاف الفلسطينيين نحو المدينة اليهودية اضافة لما يحدث الان شمالي المدينة او هجرة يهودية كبيرة جدا للقدس كما حدث اثر التقسيم في 1948. ولكن هذه مسائل صغيرة هامشية لا تكلف الاحزاب نفسها عناء توضيحها للجمهور.