خبر ليس كل شيء تعصبا رجوليا.... معاريف

الساعة 02:42 م|28 يناير 2009

بقلم: ابراهام تيروش

ياعيل باز ميلاميد بدأت اول أمس مقالها في هذه الصفحات بسؤال: لو كان رجلا يقف اليوم على راس كديما فهل كان الليكود سيتبنى ايضا شعار "هذا كبير عليها"؟ وجوابها، "انا مقتنعة ان لا"، فوجهت بذلك القضية نحو الملعب النسوي، المناهض للتعصب الرجولي. اما انا خلافا لها فمقتنع ان نعم. لانه لو لم يفعل مدراء حملة الليكود ذلك لكانوا اغبياء تماما، وهم ليسوا كذلك.

 

هيا نفترض مثلا – دون أن نمس باحد من المذكورين هنا – بان زئيف بويم او يعقوب ادري او حتى روني بار اون، وكلهم وزراء في اسرائيل، وجدوا انفسهم فجأة على رأس كديما، مرشحين لرئاسة الوزراء. لا ريب عندي أن كل قائد حملة انتخابية ومستشار اعلامي متوسط لحزب منافس كان سيستغل تجربتهم القصيرة والهزيلة نسبيا في شؤون حكم مركزية وفي الانشغال بالسياسة والامن ليستخدموا شعار "هذا كبير عليه".

 

"الكبير عليه/ها" هو شعار مشروع تماما في حملة الانتخابات بالنسبة لرجل وامرأة على حد سواء. ولا حاجة للمرء أن يكون قائد حملة انتخابية عبقري كي يخترعه. وهو مشروع لان منصب رئيس الوزراء في اسرائيل صعب ومعقد ومصيري اكثر مما في معظم دول العالم، وبالفعل جدير من يتبوأه، سواء كان رجلا ام امرأة، ان يكتسب قبل تعيينه تجربة متعددة الوجوه، طويلة في منظومات الحكم، السياسة الخارجية والداخلية.

 

سأشهد، بعد اذنكم على نفسي. كتبت في الماضي ان لفني عديمة التجربة المناسبة لتكون منذ الان رئيسة للوزراء، وان كانت خدمت – والاصح القول قفزت – في عدة وزارات حكومية. ذات الامور بالضبط كتبتها عن اوفير بينس، وزير قصير الوقت السابق في عدة وزارات، حين عرض نفسه في مرحلة معينة كمرشح لرئاسة العمل وبالتالي لرئاسة الوزراء.

 

لست محامي الليكود، انا بعيد عن ذلك. ولكن ياعيل التي تربط الشعار، المتعصب رجوليا في نظرها، بالحملة في غزة فقط، تتجاهل حقيقة أن الليكود بدأ يستخدم "كبير عليها" ضد لفني حتى قبل الحملة، وليس بالذات في السياق الامني – العسكري، بل في موقفه من ثقل وزن وتعقيد منصب رئيس الوزراء بشكل عام.

 

إذن من الاصح القول ان حملة "رصاص مصهور" ساعدت الليكود في أنه وجه في الرأي العام الشعار الى مسار آخر وربطه بادارة الحرب والموضوع الامني بشكل عام، والذي عاد الى مركز الحملة الانتخابية. فانتهاء الحملة ترك الجمهور في احساس واضح، يجد تعبيره في الاستطلاعات بان هذه مجرد هدنة مؤقتة، والحرب التالية، اكبر واشد من سابقتها، توجد على الطريق، قريبة منا. بمعنى، مواضيع الامن والحرب ستكون في رأس جدول الاعمال في المستقبل ايضا. وفي هذه، دون صلة بكونها امرأة، ينقص لفني بالفعل، مثلما ايضا بعض السياسيين الرجال الكبار، تجربة كافية.

 

ليس كل قول نقدي عن امرأة مصاب بالتعصب الرجولي. احيانا يكون مبررا. دور لفني في مداولات الثلاثية والمجلس الوزاري وفي قراراتهما بالنسبة لخطوات الحرب وانهائها، اكسبتها تجربة من النوع اللازم لرئيس الوزراء. وقد تجديها هذه ربما في المستقبل. ولكن في هذه المرحلة، كما تفيد الاستطلاعات فان هذا الدور لا يجعل منها بعد في نظر قسم كبير من الجمهور متساوية المكانة والقدرة في هذا المجال مع نتنياهو وباراك. قد يكون الجمهور مخطئا وقد يكون لا. ولكنه بالتأكيد لا يتضمن فقط رجالا متعصبين رجوليا.

 

تسيبي لفني وكديما هما الضحية السياسية الاساس لحملة غزة، ولكنهما ليسا الوحيدين. بعض الاحزاب الصغيرة، التي في ظروف اخرى قد تجتاز نسبة الحسم، فقدت على ما يبدو فرصتها في ذلك من اللحظة التي عاد الامن والحرب ليكونا الموضوعين الاساسين في الحملة الانتخابية. الان هذه لعبة الكبار فقط. لا يقبل الصغار الذين يركزون في مواضيع المجتمع والرفاه، البيئة، الاخلاق وسلامة الحكم.

 

اما الرابحون السياسيون الكبار من الحرب فهم الناخبون. الحملة الانتخابية القصيرة هذه لم يسبق ان كانت هنا ابدا، حتى ولا بعد حرب يوم الغفران الفظيعة. كسبنا شهرا من الثرثرة العقلية. خسارة فقط اننا احتجنا من اجل هذا الغرض لحرب.