خبر القدس محرك الانتخابات الإسرائيلية 2009

الساعة 02:04 م|28 يناير 2009

القدس المحتلة: خاص بفلسطين اليوم

في السابع والعشرين من أكتوبر الماضي أبلغت وزيرة الخارجية الإسرائيلية "تسيبي ليفني" رئيس الدولة "شمعون بيرتز" نيتها الذهاب إلى انتخابات مبكرة بعد عجزها تشكيل حكومة، هذا العجز كان بسبب رفضها طلبا ل"حركة شاس" بتعهد بعدم طرح قضية القدس على طاولة المفاوضات.

و نتيجة لذلك تستعد إسرائيل هذه الأيام لخوض انتخاباتها العامة في التاسع من شباط القادم، و كل حزب يضخ لجمهوره دعايته الانتخابية مستخدما كافة الوسائل والشعارات، الحرب على غزة، الاقتصاد،الأمن و و و القدس على رأس القائمة.

و رغم أن اليوم الأول للدعاية الانتخابية، يوم أمس الثلاثاء، لم تركز هذه الأحزاب على موضوع القدس ألا أن المراقبين يتوقعون أن تبرز القدس في الأيام المقبلة من الحملة الانتخابية.

و حول ما تحمله الدعاية الانتخابية للأحزاب الثلاثة الكبرى في إسرائيل "كاديما" و " الليكود" و "العمل" قال الباحث في مركز الدراسات الإسرائيلية "مدار" أن حزب الليكود  برأسه "نتانياهو" يعتبر أن القدس كاملة بقسميها الشرقية و الغربية و إيه مناطق خاضعة الخاضع لنفوذ بلدية القدس يجب أن تبقى تحت السيادة الإسرائيلية في أي اتفاق أو تسوية، و بحبس حزب الليكود فأنه يبقى حق لأبناء الديانات المختلفة مسيحيين أو مسلمين أن يمارسوا طقوسهم الدينية في القدس.

في حين يعتبر حزب كاديما برأسه تسيبي ليفني و رغم انه يحمل أفكارا متشابه إلا انه لا يرفض الانسحاب من بعض الأحياء في القدس الشرقية كأبو ديس مثلا أو القرى والبلدات خارج الجدار العنصري، بل أن هناك تصريحات لقياديين فيه أنه ممكن الانسحاب من أجزاء من القدس الشرقية أي الأحياء الشمالية كشعفاط أو بيت حنينا.

أما حزب العمل إنه يجب تقسيم القدس، أي أن الأحياء اليهودية تبقى تحت سيادة إسرائيل و هي القدس الغربية والأحياء الاستيطانية في القدس الشرقية، و هي عبارة عن حوالي 200 ألف بيت و ليست صغيرة كما يدعو لإقامة نظام دولي خاص بإدارة الحوض المقدس الذي يشمل البلدة القديمة و محيطها لكنه يقول إن كل يهودي في البلدة يجب أن يبقى تحت السيادة الإسرائيلية و المناطق اليهودية المقدسة كذلك.

وتابع الظاهر انه وان كانت الدعاية الانتخابية حتى الان لم تظهر قضية القدس بشكلها الجلي الا ان يهودية الدولة التي تنادت بها الأحزاب بالأمس كانت دليلا واضحا على التركيز على شمولية القدس ضمن هذا المسمى:"هناك أحزاب كثيرة لم تذكر مدينة القدس حتى دعاية العمل والليكود لم يكن فيها صور للمدينة، لكن قضية يهودية الدولة أساسية و خصصوا طرحها بشكل قوي و منفر مثل ليفني و مبدأها أنه يجب قيام دولة والحفاظ على يهودية إسرائيل، و نتنياهو وباراك يسيرون بذات الاتجاه".

وأضاف:"كاديما والعمل لديهم استعداد للانسحاب من أحياء في القدس الشرقية والسبب التخلص من أكبر عدد ممكن من العرب في القدس، و حسب المعطيات ثلثين سكان القدس هم من اليهود والتوقعات أن يزداد العرب مع مرور السنين، فعدد العرب في القدس يقل أكثر ما يمكن هو الهدف ولهذا السبب مستعدون للانسحاب من أحياء معينة من القدس في حال التوصل لاتفاق، و الليكود لا يطرح هذا الشيء رغم أنه ممكن أن يوافق عليه لأننا لا ننسى أن نتنياهو عندما كان رئيس وزراء انسحب من الخليل وفق اتفاق الخليل، وجائز أن يوافق على هذا المبدأ لكنه لا يطرح ذلك في دعايته الانتخابية بهدف كسب الأصوات اليمينية ومستعمري القدس فلا يذكر الانسحاب لهدف انتخابي".

وتطرق الظاهر الى دعاية واضحة لحزب "إسرائيل بيتنا" والذي  يتزعمه ليبرمان يطرح أن يتم سلخ مناطق من إسرائيل وضمها للسلطة من أجل بقاء الطابع اليهودي لدولة إسرائيل، وهذا الامر بحسب الظاهر ليس بالامر البسيط فحسب استطلاعات للرأي بأنه يمكن أن يتفوق على العمل ويشكل القوة الثالثة، فليبرمان يؤيد انسحاب إسرائيل من الضفة لكنه يشترط سلخ منطقة لإسرائيل أي تبادل الأراضي كضم الكتل الاستيطانية لإسرائيل وسلخ منطقة المثلث للسلطة.

و فيما يتعلق بتهويد المدينة و إقصاء العرب يقول الظاهر أن هذه سياسات لا يعلن عنها في البرامج الانتخابية للأحزاب ولا أي تطرق لمسألة تهجير الفلسطينيين أو ما يعرف بالترانسفير الصامت، ففي السنوات الأخيرة يعاني المقدسيون من ممارسات تقسيم المدينة كالإثبات أنه يسكن المدينة وإجراءات الإقامة، و نجحوا حتى اليوم في طرد حوالي سبعة آلاف مقدسي وهذا عدد غير قليل.

و هناك إجراء آخر حسب قانون المواطنة أي أنه ممنوع من يحمل الهوية الإسرائيلية أن يتزوج من الضفة الغربية أو قطاع غزة أو عدة دول عربية ك"لبنان وسوريا والعراق"، و الحل يكون إما أن تقسم العائلة أو الزوج يغادر إلى بلد زوجته ويفقد هويته وليس المستهدف الرئيسي في ذلك الفلسطينيين من أراضي ال48 ولكن المستهدف أكثر هم سكان القدس بسبب احتكاكهم مع سكان الضفة الغربية ولا فرق بينهم وهناك تواصل جغرافي بينهم، وهذا أسلوب لترحيل المقدسيين، لكنها سياسات غير معلنة.