ماذا وراء تصريحات نتنياهو.. حرب أم تفاهمات؟

الساعة 09:16 م|30 يونيو 2019

فلسطين اليوم

استبعد محللان سياسيان أن يلجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى حرب مع غزة "غير محسوبة النتائج"، ودون أهداف واضحة، وفي ظل الحالة الحرجة التي تعيشها إسرائيل نتيجة فشل نتنياهو تشكيل حكومة، وتوجه الحالة السياسية الإسرائيلية إلى انتخابات الكنيست التي ستجري في 17 أيلول/سبتمبر المقبل.

وأوضح المحللان أن تصريحات نتنياهو الأخيرة التي توعد فيها غزة بمزيد من الضغط، واللجوء إلى عملية عسكرية تأتي في إطار الصراعات السياسية الداخلية مع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية.

الكاتب والمحلل السياسي د. يوسف رزقة "إن تنياهو لا يريد حربا في غزة، لأنه لا يريد إدارة غزة في اليوم التالي للحرب، ولا يريد حربا ثمنها خسائر كبيرة في قوات النخبة الإسرائيلية، دون جدوى سياسية، ولا أحسب أن هذه الحسابات غائبة عن زعيم أزرق أبيض، لأنه كان رئيسا للأركان ويعرف غزة جيدا؟!".

وقال في مقالٍ له بعنوان لغز غزة بين غانتس ونتنياهو: غزة تراقب المزايدات، وتخرج لسانها للتهديدات، ويمكنها أن تملي على نتنياهو وغيره إجراءات محددة، من خلال سياسة حافة الهاوية التي تتبعها حماس من أجل الحصول على تفاهمات أفضل من أجل سكان غزة. التفاهمات تراوح مكانها، وهي تزيد وتنقص بفعل الظروف القائمة، وفي هذه المرة تبدو ناقصة بتعويق الأموال القطرية، والوقوف عند الصيد، ووقود محطة الكهرباء، ولكن حماس التي وافقت على الوساطة الأخيرة للأمم المتحدة لن تترك الموظفين والفقراء دون الأموال القطرية.

وتابع: غزة تقرر. و(إسرائيل) تقرر. والسياسة القائمة منذ سنوات تقوم على فكرة شدّ الحبل، مع عدم قطعه، لأن في قطعه ضررًا منظورًا وغير منظور، ولا يكاد يتحمله الطرفان، وحين يتمكن طرف من تحمله تكون هناك حرب لا محالة ... من يراهنون على تراجع حماس وغزة في ظل تهديدات غانتس ونتنياهو واهمون، لأن غزة لن تخسر كثيرا في تفجر الصراع، وما تخسره (إسرائيل) أكبر.

وزاد "الحلّ البديل لسياسة شدّ الحبل هو رفع الحصار، والقبول بتهدئة مدنية حقيقية، أو بهدنة سياسية حقيقية بشروطها الفلسطينية، وبزمنها المحدد فلسطينيا".

بدوره، اتفق الكاتب والمحلل السياسي حمزة أبو شنب مع سابقه في أنَّ نتنياهو لا يرغب بالدخول في حرب مع قطاع غزة غير محسوبة النتائج، مشيراً إلى أن تصريحاته التي يهدد فيه بمزيد من الضغط على قطاع غزة تأتي في سياق المزايدات الانتخابية الداخلية الإسرائيلية.

وأوضح أبو شنب لـ"فلسطين اليوم" أن نتنياهو يتعرض لضغوط شديد في إطار المنافسة السياسية من منافسيه، مشيراً إلى أن تهديدات نتنياهو كانت موجهة إلى الجبهة الداخلية الإسرائيلية مفادها انه قادر على اتخاذ قرارات جرئية تجاه أي جبهة تهدد الأمن الإسرائيلي.

وتوقع أبو شنب ان تشهد الفترة الحالية استمراراً لتفاهمات التهدئة لاسيما ان المؤسسة الأمنية والعسكرية والسياسية تؤيد الذهاب تجاه تفاهمات تخفف من الحصار عن قطاع غزة، في المقابل لا تؤيد التوجه إلى حرب غير محسوبة النتائج.

محلل إسرائيلي يتوقع الحرب

وحسب المحلل العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم"، يوءاف ليمور، فإن "المتفائلين المزمنين فقط يصدقون أن الواقع تغير من أساسه، في نهاية الأسبوع الماضي. ورغم التوصل إلى تهدئة، لكن من دون تفاهمات أوسع سيستأنف إطلاق النار سريعا. وخلال الأسبوع الحالي سيعود الوفد المصري إلى زياراته للقدس وغزة، في محاولة لدفع خطوات أوسع".

ولفت ليمور إلى أن فشل اتفاق التهدئة يمكن أن يأتي من جهة إسرائيل، لأن نتنياهو يؤيد اتباع "سياسة معتدلة" تجاه القطاع، وأن الجيش الإسرائيلي يدعم هذا التوجه، لكنه قد يتجه نحو التصعيد على ضوء الانتقادات التي يوجهها أقطاب المعارضة الإسرائيلية له وللاتفاق، بسبب الحرائق في "غلاف غزة"، وسعي المعارضة، من "كاحول لافان" برئاسة بيني غانتس وحتى إيهود باراك، الذي رشح نفسه في الانتخابات أيضا، إلى كسب تأييد الناخبين.

أن يسبب هذا الوضع الداخلي في إسرائيل، العودة إلى العقوبات على غزة. "ومن هنا يصبح تدهور الوضع سريعا. وليس مؤكدا أنه سيكون بالإمكان وقفه بالكلام، من دون صواريخ، ولذلك فإن تقدير الوضع هو أنه سيبقى مثلما كان منذ بداية السنة: فصل الصيف سيكون متوترا جدا، ومستوى العنف سيرتفع وينخفض".

وكان بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال أكد اليوم الاحد ، ان "إسرائيل" فرضت عقوبات على غزة مؤخراً أبرزها وقف إدخال الوقود، وإن لزم الأمر مستقبلاً سنستخدم إجراءات أكثر صعوبة"، وتابع "قد نضطر للقيام بعملية عسكرية في نهاية الامر".

وقال نتنياهو في مستهل جلسة الحكومة "لست معجباً بانتقادات المعارضة الموجهة للحكومة حول التعامل مع غزة" ومن يطالبنا بعملية عسكرية في غزة هم أول من سينتقدنا حال قمنا بها".

وتابع "اتفهم معاناة سكان غلاف غزة، ونعمل بقدر الإمكان على تخفيفها" على حد زعمه.

 

 

كلمات دلالية