خبر بالدمع يكتبونها..رسائل الأسرى وذويهم تبث همومهم وتوصل ما قطعته إدارة السجون الإسرائيلية

الساعة 10:12 ص|28 يناير 2009

فلسطين اليوم – غزة

"كيف حالك يا شاكر شو أخبارك يارب تكون بخير احنا اشتقنالك كثير وكنا مفتقدين وجودك معنا خلال العدوان الإسرائيلي على غزة ولكن بقينا صامدين لكي نحافظ على حياتنا على أمل أن نلتقي في يوم ما بك بعد خروجك من سجون الاحتلال".

 

هذه بعض كلمات خطتها أم الأسير شاكر عبيد من بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة في رسالة كانت منهمكة في كتابتها لإيصالها لابنها شاكر الذي يقبع في سجن عسقلان علها تستطيع التواصل معه وإخباره عن أحوال أسرته بعد العدوان الذي تعرضت له غزة على مدار قرابة 3 أسابيع.

 

فالرسائل التي يخطها ذوو الأسرى لأبنائهم في سجون الاحتلال تكاد تكون من أهم وسائل التواصل بين الأسرى وذويهم بعد انقطاع برنامج زيارات الأسرى وحرمانهم من اللقاء بأبنائهم.

 

وبينما كانت تنهمك أم شاكر في كتابة رسالتها كانت المواطنة فاطمة أبو معمر تحاول إنجاز رسالتها لزوجها موسى (29 عاماً) الذي يقبع في سجن نفحة الإسرائيلي منذ سنتان تحاول فيها طمأنته على حالها وحال طفلتهما شذى الذي يجهل ملامح وجهها الملائكي الذي بدأ ينضج بعيداً عن والدها الذي حرم من ملامسته بسبب اعتقاله من قبل قوات الاحتلال.

 

وبعد أن انتهت أم شاكر من كتابة الرسالة التفتت إلى إحدى السيدات التي تبرعت بجمع الرسائل من ذوي الأسرى لتسليمها للجنة الدولية للصليب الأحمر التي تتكفل بإرسال الرسائل للأسرى.

 

" عندما أكتب رسالة لشاكر أشعر أنه يجلس أمامي وأحتضنه فأتحدث إليه عن كل مايحدث في غيابه فهو ابني البكر وحامل همي ورب الأسرة، وأحس وكأنني أراه أمام عيني وهو يقرأ رسالتي وسأظل أكتب له الرسائل حتى أجده يوماً أمام عيني وأتحدث إليه بكل شئ" تقول أم شاكر وقد علت وجهها لمحة حزن تبحث عن قرب أكثر لابنها.

 

وأوضحت أم شاكر أن ابنها شاكر (22 عاماً) تعرض للاعتقال أثناء اجتياح قوات الاحتلال لبلدة بيت حانون قبل 9 أشهر، وكان المسؤول عن رعاية إخوته الثلاثة بعد وفاة والده منذ أن كان يبلغ من العمر 9 سنوات، منوهةً إلى أن شاكر يقبع في سجن عسقلان بدون محاكمة حيث تواصل المحاكم الإسرائيلية تأجيل محاكمته دون أسباب سوى مواصلة معاناته واستمرارها.

 

وفي جانب آخر من المكان تجلس أم الأسير أمين محمدين من منطقة الشجاعية شرق قطاع غزة حاضنةً صورة ابنها أمين التي تظهر ملامحه التي تكبر شيئاً فشيئاً بعيداً عنها حيث لم حرمت من زيارة ابنه الذي يقبع في سجون الاحتلال منذ 7 سنوات لم تره خلالها سوى مرتين.

 

تقول أم أمين:" أتمنى أن أرى ابني أمامي فالرسائل في كثير من الأوقات لا تصل إلى الأسرى وهم أيضاً لا يستطيعون إرسال الرسائل لنا بسبب منع إدارة السجون من إرسال الرسائل لذويهم".

 

الأسيرة المحررة رجاء الغول من منطقة جنين وصفت سعادة الأسرى والأسيرات بالرسائل التي تصل إليهم من ذويهم، قائلةً:" كنا ننتظر وقت وصول الرسائل على أحر من الجمر لأنها تشكل لنا أهمية كبرى في معرفة أحوال وأخبار أهلنا وذوينا وتعطينا القوة والصمود لتحمل معاناة الأسر، خصوصاً للأسرى والأسيرات المتزوجين ولهم في الخارج أطفال يتلهفون لمعرفة أخبارهم".

 

وتضيف الغول التي كانت تقبع في سجون تلمود حيث يضم قسم 12 المعتقلة فيه 45 أسيرة، أن إدارة السجون كانت تعاقب الأسرى بحرمانهم من الرسائل التي تصل إليهم من ذويهم، وبقطعها عنهم لفترات طويلة، في الوقت الذي يسمح لهم بإرسال الرسائل شهرياً.

 

ولاتزال رسائل الأسرى هي أمل لكثير من عائلات الأسرى التي حرمت من زيارة أبنائها ورؤيتهم والاطمئنان على أحوالهم.