الجنازة حاشدة .. والميت كلب.. بقلم : خالد صادق

الساعة 11:52 ص|27 يونيو 2019

فلسطين اليوم

بقلم : خالد صادق

على منصة مرتفعة حيث أقدامه تحاذي جبهاهم, وقف صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المدعو غاريد كوشنير يتبخير ويستعرض صورته وكلماته أمام مجموعة ممن يطلقون عليهم اسم «تنابلة السلطان», أولئك الذين يهزون رؤوسهم موافقين على أي شيء وكل شيء مهما كان شاذا أو غريبا, دون ان ينبسوا ببنت شفه, فهؤلاء مهمتهم فقط هز الرؤوس, والموافقة على ما يقوله كوشنير, وما يريده ويرغب به دونالد ترامب, وبنيامين نتنياهو.

 موفدة صحيفة هارتس العبرية إلى البحرين قالت « أنْ نجم الورشة، غاريد كوشنير، كبير مُستشاري الرئيس الأمريكيّ يتوجّه إلى الشعب العربيّ الفلسطينيّ من فوق رأس القيادة الفلسطينيّة الرسميّة ليُبلِغهم بأنّ ترامب لم ينسَ فِلسطين, وكأنها تتهكم على ما يحدث مضيفة «إنّ وزير خارجيّة البحرين يلتقي مع المدير العّام لمُستشفى “شيبا” الإسرائيليّ، البروفيسور يتسحاق كرايس، حيث سيجتمعان اليوم مرّة أخرى. كرايس قالت لصحيفة (هآرتس)، تفاجأنا جدًا من الاستقبال الحّار والبنّاء من قبل السلطات الرسميّة في البحرين، التي تبحث عن تحدّياتٍ مُشتركةٍ، ووجدنا أنّ الطرف الثاني، أيْ مملكة البحرين، على استعدادٍ تامٍّ للمشاريع المُشتركة بين الطرفين الإسرائيليّ والبحرينيّ في المُستقبل المنظور.الورشة، كما تراها الصحافية الإسرائيلية، هي تقديم رؤية طوباويّة إلى الفلسطينيين تعرِض عالمًا أفضل، بشرط أنْ يقبلوا الاقتراح السياسيّ الذي يعتزم الأمريكيون تقديمه إلى الطرفين بعد انتخابات الكنيست المقررة في أيلول (سبتمبر) المقبل.

من ناحيتهما عبرّا مُوفدا التلفزيون الإسرائيليّ موآف فاردي وغيلي كوهين، عن سعادتهما من الضيافة البحرينيّة، وأكّدا على أنّ سيارة من طراز “مرسيدس” كانت تنتظِرهما خارِج الفندق، حيثُ ينعقِد المؤتمر، لتنقل كلا مشاركٍ إلى وجهته. ولفتا في تقريرٍ لهما من المنامة أنّهما شاركا مع بقية الصحافيين الإسرائيليين، مساء الثلاثاء في مأدبة عشاءٍ ملكيّةٍ نظّمها العاهِل البحريني حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، على شرف المُشارِكين في المؤتمر. الإسرائيليون الغير مرحب بهم من الشعب البحريني أرادوا استفزاز مشاعر  البحرينيين والعرب, فقام  مُوفد صحيفة (يسرائيل هيوم)، أرئيل كهانا، بالتقاط صورةٍ لنفسه على خلفية مقّر “الجمعيّة البحرينيّة لمُقاومة التطبيع مع العدوّ الصهيونيّ” في المنامة، وهو يُشهِر جواز سفره الإسرائيليّ، وكأنه يقول للشعب البحريني أننا جئنا إليكم رغما عنكم, وان التطبيع مع مملكتكم قائم لا محالة شئتم أم أبيتم, وأنكم أصبحتم في قبضتنا أيها البحرينيون, دون ان يدرك هذا المهووس ان البقاء للشعوب وليس للحكام, وان مستقبل كيانهم إلى زوال, وان ما يحصل الآن من بعض الزعماء العرب لا يعبر عن رؤية وموقف الشعوب العربية, إنما يعبر عن موقف رسمي خاص ليس للشعوب العربية أي علاقة به.

في فندق «الفور سيزنز» بالمنامة احتسى الإسرائيليون البيرة اللبنانية, «وثملوا» على حلم شرق أوسط جديد, هذا ما أُرفق بصورة شاركها الصحافي الصهيونيّ، باراك رافيد، من القناة الـ13 بالتلفزيون العبريّ على صفحته في “تويتر” الذي يحلم بالسلام من اجل «الرخاء»’ ولا ادري وسط هذه الحماسة التي تتلبسه هل يدرك أن «الجنازة حاشدة, والميت كلب», فمؤتمر البحرين يفهم الأمريكان والصهاينة تماما انه فشل قبل انعقاده, على الأقل لأن السلطة الفلسطينية قاطعته وناشدت العرب لمقاطعته, لكنها بالتأكيد خطوة كيدية الهدف من ورائها ان تثبت أمريكا لنفسها أنها تستطيع فرض ما تريد, على من تريد, وحتى تطمئن «إسرائيل» على مستقبلها في المنطقة, ولكن هيهات, فالنضال الفلسطيني سيتصاعد في أعقاب مؤتمر البحرين, والضفة ستلتحق بغزة بمسيرات كبرى تؤسس لانتفاضة جديدة طالما خشى منها الاحتلال الصهيوني وحاول تجنبها.

 

 

كلمات دلالية