خبر « إسرائيل » لم تستكمل الأهداف الإستراتيجية للحرب على غزة.. وإعادة الهجوم بات مستحيلاً الآن

الساعة 08:25 ص|28 يناير 2009

فلسطين اليوم – قسم المتابعة

اتصالات الساعات الأخيرة من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، دعت خلالها واشنطن القيادة الإسرائيلية إلى وقف إطلاق النار قبل خروج الأوضاع عن السيطرة عشية دخول الرئيس الأمريكي الجديد باراك اوباما إلى البيت الأبيض، ورغم ادعاء إدارة بوش أن العملية الحربية قد حققت أهدافها، الا ان دوائر عسكرية واستخبارية اسرائيلية أكدت أن الحرب لم تستكمل ، وأن الكثير من الأهداف التي وضعت على الطاولة من قبل المستوى السياسي والعسكري في تل ابيب لتحقيقها لم تنجز كما ان احدا لا يستطيع توقع الفترة الزمنية التي يمكن فيها للهدوء في القطاع ان يستمر، فهناك بعض الأهداف الإستراتيجية والخطوات الضرورية لم يتم اتخذاها خوفا من عدم القدرة على السيطرة خلال هذه الفترة الزمنية وسير العمليات وانسحاب القوات.

 

وقالت مصادر سياسية لصحيفة المنار المقدسية إن الفرصة التي حصل عليها جيش الاحتلال والمستوى الاستخباري لتحقيق انجازات إستراتيجية لن تتكرر أبداً، كما أن الدمار وعدد الشهداء الكبير الذي سقط في القطاع أثناء الحرب، بات يشكل حاجزا وجدارا أمام إقدام "إسرائيل" في المستقبل على أية عملية عسكرية ضد قطاع غزة، أي أن إسرائيل لن تستطيع توفير المناخ الدولي والدعم الإقليمي والمظلة الأمريكية للقيام بحملة كتلك التي نفذتها في غزة.

 

وأضافت المصادر نقلا عن جهات عسكرية إسرائيلية أن إسرائيل لا تستطيع ضمان متانة قوة الردع لديها، حتى وان تردد حديث عن إعادة ترميم هذه القوة، وهناك تساؤلات فيما اذا كانت لقوة الردع بعد حرب غزة الأساسات الكافية للصمود امام المشاغبات وبعض التحديات لأمن اسرائيل في المستقبل والقادمة من القطاع، كما ان من بين المسائل التي تحتاج الى متابعة مستمرة مسألة تهريب السلاح والانفاق على محور صلاح الدين.

 

وحسب هذه المصادر فان اسرائيل لا تخشى فقط تهريب الاسلحة، بل ايضا تسلل الخبرات الى القطاع لإعادة بناء قوة فصائل المقاومة العسكرية والأمنية.

 

وتعترف بعض الدوائر في قيادة المنطقة الجنوبية وفي وزارة الحرب الإسرائيلية أن المواجهة بين الجنود والعناصر المسلحة في القطاع كانت مواجهة شرسة، وأن الكثير من الأسلحة التي قام الجيش بتدميرها والمخازن التي قصفها من الجو والبر والبحر كانت تمنح الحركة القدرة على القتال لأسابيع طويلة، وأن حركة حماس كانت تمتلك مخزونا كبيرا من السلاح داخل غزة نفسها، والحصار الذي فرض على المدينة في محاولة لمنع تدفق الاسلحة والذخيرة الى المقاتلين شكل صعوبة كبيرة، واعترفت هذه الجهات بان مستوى التدريب القتالي لرجال المقاومة كان عالياً، وأن العديد من الكمائن التي استخدمها مسلحو الحركة وغيرها من التنظيمات في غزة شبيهة الى حد كبير بالكمائن التي استخدمها حزب الله في حرب تموز 2006.

 

وتوقعت هذه الدوائر أن تكون سياسة ضبط النفس الإسرائيلية متينة، وأن الجيش والمستوى السياسي الحالي أو القادم لن يسارع إلى الإعلان عن انهيار وقف النار في حل كانت هناك خروقات فلسطينية، يمكن تحملها.

 

وحول الأوضاع في الضفة المحتلة تشير الدوائر الإسرائيلية إلى أن تقديرات الأجهزة الاستخبارية تشير إلى رغبة حركة حماس في زعزعة الاستقرار عبر تنفيذ عمليات انتقامية ضد أهداف إسرائيلية بعيداً عن ساحة غزة، في محاولة للتأكيد للطرف الاسرائيلي بأن الحركة تتمتع بقوة وتأثير وقدرة على زعزغة الاستقرار في الضفة أيضاً، في محاولة لتحقيق المزيد من المكاسب والتنازلات الإسرائيلية لتوفير الظروف المناسبة للبقاء وتدعيم حكمها في قطاع غزة.