دعا لورشة عمل وطنية رداً على ورشة المنامة

القائد النخالة: الحفاظ على المقاومة وانهاء الانقسام عاملان مهمان لمواجهة صفقة القرن

الساعة 07:04 م|25 يونيو 2019

فلسطين اليوم

حدد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة، مجموعة من الواجبات التي يفترض على الشعب الفلسطيني الحفاظ عليها من أجل مواجهة صفقة القرن الأمريكية.

وأكد القائد النخالة في كلمته خلال المؤتمر الوطني الفلسطيني لمواجهة صفقة القرن ومؤتمر البحرين الذي أقيم في غزة مساء اليوم الثلاثاء، أن إعلان الوحدة الوطنية شعاراً قابلاً للتطبيق في مواجهة إسرائيلي ومواجهة العدوان من الواجبات التي يفترض الحفاظ عليها لمواجهة صفقة القرن.

وشدد على أن الحفاظ على السلاح ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي من أهم العوامل والواجبات لمواجهة صفقة القرن مهما كانت الإغراءات.

ودعا القائد النخالة إلى عقد ورشة عمل وطنية، يشارك فيها كل مكونات شعبنا، رداً على ورشة البحرين الصهيونية.

وقال يجب علينا أن نختار طريق المقاومة والكفاح المسلح والتمسك بفلسطين كاملة، حتى لا نترك مجالاً للذين يتسترون ببعضنا تحت مقولة "ما يقبله الفلسطينيون نقبل به".

وأضاف الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي: "إن كنا نريد أن تكون منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني، علينا سحب الاعتراف بالعدو الإسرائيلي، وإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية".

 

نص كلمة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي القائد زياد النخالة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصلاةُ والسلامُ على سيّدِنا محمدٍ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومَنْ والاهُ إلى يومِ الدينِ.

 

الإخوةُ الكرام، كلٌّ باسمِهِ ولقبِهِ.

الأخواتُ الكريمات.

السلامُ عليكم جميعًا ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.

 

إنَّهُ ليومٌ مشهودٌ أن يقفَ الشعبُ الفلسطينيُّ وقفةً واحدةً، في مشهدٍ افتقدناهُ منذُ سنواتٍ طويلةٍ، ومعنا كلُّ الشعوبِ العربيةِ والإسلاميةِ وأحرارِ العالمِ، في مواجهةِ ما يسمى "صفقةَ القرنِ" التي تستهدفُ تصفيةَ ما تبقى من القضيةِ الفلسطينيةِ.

فما هي "صفقةُ القرنِ" التي يجبُ أن نحددَ ملامحَها وجوهرَها؟

أولاً: اعتبارُ القدسِ عاصمةً للكيانِ الصهيونيِّ.

ثانياً: لا دولةٌ فلسطينيةٌ، وضمُّ ما تبقى مِنَ الضفةِ الغربيةِ إلى الكيانِ الصهيونيِّ.

ثالثاً: ضمُّ هضبةِ الجولانِ المحتلةِ إلى الكيانِ الصهيونيِّ.

رابعاً: إنهاءُ القضيةِ الفلسطينيةِ كقضيةٍ للأمةِ العربيةِ وللمسلمينَ.

خامساً: تهجيرُ أكبرِ عددٍ ممكنٍ مِنَ الفلسطينيينَ مِنَ الضفةِ الغربيةِ، ومِنْ فلسطينَ التاريخيةِ.

سادساً: توريطُ الأمةِ العربيةِ في حروبٍ أخرى، واستنزافُها، لصالحِ الكيانِ الصهيونيِّ.

سابعاً: توطينُ الفلسطينيينَ في الدولِ التي يقيمونَ فيها.

ثامناً: تحويلُ مَنْ يتبقى من الشعبِ الفلسطينيِّ إلى عمالٍ وعبيدٍ لدى المشروعِ الصهيونيِّ.

تاسعاً: تقديمُ بعضِ المعوناتِ لبعضِ الدولِ العربيةِ، لاستيعابِ نتائجِ الصفقةِ وما يترتبُ عليها.

كلُّ هذه العناوينِ وغيرُها، هي صفقةُ القرنِ التي ترفعُ رايتَها الولاياتُ المتحدةُ، والكيانُ الصهيونيُّ، وبعضُ النظامِ العربي.

فماذا نحن فاعلونَ كشعبٍ فلسطينيٍّ؟ وما هو واجبُنا وردُّنا على هذه العناوينِ وهذه الصفقةِ؟ وهل نستطيعُ كشعبٍ رفضَها، ومن خلفِنا أمةٌ عربيةٌ، وأمةٌ إسلاميةٌ، وشعوبٌ حرةٌ تملأُ الأرضَ تتعاطفُ مع قضيتِنا؟ ولكن قبلَ ذلكَ يجبُ أن نوصّفَ حالتَنا، حتى نستطيعَ أن نجيبَ على الأسئلةِ الكبرى التي تواجهُنا.

لقد قاتَلْنا على مدارِ الوقتِ، ومنذُ بداياتِ القرنِ التاسعَ عشرَ، بما هو متاحٌ لدينا من إمكانياتٍ، وقدَّمْنا عشراتِ آلافِ الشهداءِ من أبنائِنا وأهلِنا، ومئاتِ آلافِ الجرحى، على مدارِ قرنٍ كاملٍ مِنَ الزمانِ. ولكنْ وكما خططَتِ الحركةُ الصهيونيةُ وحلفاؤُها مِنَ الدولِ الغربيةِ، أوصلَتْ جزءاً منّا لتجربةِ الاعترافِ بالعدوِّ، والتسليمِ بأنَّ الجزءَ الأكبرَ من فلسطينَ أصبحَ "إسرائيل"، علَّ وعسى أن نأخذَ الجزءَ المتبقيَ لإقامةِ دولةٍ فلسطينيةٍ عليه... وغابَ عنّا أنَّ المشروعَ الصهيونيَّ قامَ على أساسِ أنَّ الدولةَ اليهوديةَ أساسُها ومركزُها الضفةُ الغربيةُ، وما أطلقَ عليه اليهودُ اسمَ "يهودا والسامرة". وهذا يعني أنّنا قاتَلْناهم قبلَ ذلكَ على هامشِ المشروعِ الصهيونيِّ، وليس في مركَزِهِ...

وبعدَ ذلكَ قدمَ العربُ ومعهم الدولُ الإسلاميةُ ما أُطلقَ عليه مبادرةُ السلامِ العربيةُ التي تعرفونَها، والتي رفضَتْها "إسرائيلُ" جملةً وتفصيلاً. ولم ننجزْ أيَّ شيءٍ من هذه المبادرةِ إلاّ الإقرارَ العربيَّ بالكيانِ الصهيونيِّ. والأسوأُ من ذلكَ أنَّ الذينَ ذهبوا بعيداً في مشروعِ ما سُميَ بالسلامِ معَ العدوِّ، إنْ كانوا عرباً أو فلسطينيينَ، ما زالوا يصرونَ أنْ يأخذُوا مَنْ يعارضُ مشروعَ السلامِ الوهمِ "اتفاقَ أوسلو، أو مبادرةَ السلامِ العربيةَ" إلى مواقعِهم دونَ أدنى منطقٍ أو أقلِّ حجةٍ، إلاّ الضعفَ والهوانَ... ولقدِ ارتفعَ جدارُ وهمِ السلامِ بينَنا كشعبٍ فلسطينيٍّ لدرجةِ العداءِ والاقتتالِ لصالحِ المشروعِ الصهيونيِّ. ودفعَ بتعزيزِ ذلكَ الظروفُ الصعبةُ التي يعيشُها شعبُنا، والضعفُ العربيُّ العامُّ. وارتفعَ صوتُ الذينَ ينادونَ بِقَبُولِ دولةِ إسرائيلَ، حتى أصبحَ هو الصوتُ الأعلى الذي يجدُ صداهُ رسمياً أينما ذهبْتَ في المنطقةِ العربيةِ والعالمِ، وصوتَ الذينَ ينادونَ بالإصرارِ على الحقِّ الفلسطينيِّ هو الصوتُ الأضعفُ والصوتُ المنبوذُ والصوتُ غيرُ الواقعيِّ.

أيُّها الإخوةُ والأخواتُ

نحن اليومَ في مواجهةِ صفقةِ القرنِ نقفُ أمامَ الحقيقةِ بدونِ أوهامٍ، فلا دولةٌ ولا سلامٌ. فهل نتوقفُ جميعاً فلسطينيينَ وعرباً، ونعيدُ تقييمَ كلِّ شيءٍ، ونعودُ إلى البداياتِ، ونقولُ نحن شعبٌ وقعَ عليهِ ظلمٌ تاريخيٌّ، وعليهِ أن يدفعَ هذا الظلمَ مهما كانَتِ التضحياتُ؟

اليومَ لدينا فرصةٌ تاريخيةٌ لنعيدَ حساباتِنا من جديدٍ، ونفتحُ آفاقاً أمامَ شعبِنا وأمامَ أجيالِنا القادمةِ، بأنَّ هذا المشروعَ الصهيونيَّ الذي تسللَ إلى جسدِ الأمةِ عبرَ بوابةِ فلسطينَ يجبُ أن يُقاومَ. هذا السُّمُّ الذي حقنَهُ الغربُ في جسدِ الأمةِ يجبُ أن لا نقبلَ به، لأنه سيقتلُنا جميعاً عرباً ومسلمينَ. والذينَ يدركونَ ماذا تعني القدسُ، وماذا تعني فلسطينُ، يعلمونَ أنَّ هذه المنطقةَ قيمتُها هي ليست بحجمِ مساحتِها، ولكنْ بجوهرِها. وإلاّ فالجغرافيا الفارغةُ في العالمِ هي أكثرُ مِنَ الجغرافيا المأهولةِ... فلم يكنِ الغرضُ من إقامةِ وطنٍ لمجموعةٍ دينيةٍ مضطهدةٍ في فلسطينَ هو سببٌ إنسانيٌّ وأخلاقيٌّ، ولو كانَ كذلكَ لفعلوا ذلكَ في أيِّ مكانٍ في العالمِ.

في الحقيقةِ لقدِ استهدفوا فلسطينَ قلبَ العالمِ، فهي درةُ التاريخِ، ودرةُ الجغرافيا، ومركزُ الكونِ. لقدِ استغفلونا واستضعفونا، فهل نغادرُ المكانَ، أو نعيشُ على هامشِهِ، كما يرغبُ البعضُ منا، أو نقفُ جميعاً في مواجهةِ هذا العدوانِ؟ والآفاقُ مفتوحةٌ أمامَنا... اليومَ أصبحْنا أكثرَ قدرةً على الفهمِ، وأكثرَ قدرةً على المقاومةِ، رغمَ أنفِ المحبطينَ الذينَ يعتبرونَ حديثَنا عنِ المقاومةِ، وحديثَنا ضدَّ العدوِّ، يستجلبُ العدوانَ والحصارَ، وأنَّنا يجبُ أن نكونَ أكثرَ مرونةً، ويجبُ أن نكونَ أكثرَ تذللاً، ولقد أرهقَتْنا الحروبُ فلا داعيَ للمبالغةِ، ولا داعيَ لإظهارِ أنَّنا نستطيعُ الدفاعَ عن أنفسِنا، لا داعيَ لأيِّ شيءٍ يغضبُ العدوَّ...

هذه الأصواتُ نسمعُها ونقرأُها، رغمَ أنَّ العالمَ كلَّهُ يرى كيفَ أنَّ العدوَّ يحيطُ نفسَهُ بالجدرِ، ويتراجعُ... ألا يرى هؤلاءِ أنَّنا رغمَ الحصارِ، ورغمَ الظروفِ الصعبةِ، نستطيعُ أن نفعلَ شيئاً؟! وهنا أقولُ للمحبطينَ والمحبطينَ: ألم نجربِ السلامَ معَ العدوِّ؟ ألم نوقعْ على سلامٍ معَ العدوِّ؟ ألم نخرجْ رجالَنا وأمنَنا شرطةً ودورياتٍ لحمايةِ المستوطناتِ، وما زلْنا نفعلُ؟ ألم يتصدَّ البعضُ منا للقضاءِ على الإرهابِ الفلسطينيِّ، كما يقولونَ، والإرهابِ الدوليِّ؟

لقد فعلْنا ذلكَ وأكثرَ، وما زالَ البعضُ منا يفعلُ ذلكَ. هل يريدُ البعضُ أن نعيدَ التجربةَ مرةً أخرى في غزةَ؟ وهي ماثلةٌ أمامَنا، ولم نَجْنِ منها إلاّ ما تَرَوْنَهُ مِنَ الاستيطانِ، ومصادرةِ الأراضي، وملاحقةِ الناسِ وتدميرِ بيوتِهم، بل ملاحقةِ الناسِ في كلِّ شيءٍ وقتلِهم. فصفةُ القتلِ هي صفةٌ ملازمةٌ للمشروعِ الصهيونيِّ، وهي صفةٌ للاحتلالِ، وفوقَ كلِّ ذلكَ يحددونَ لنا مَنْ يجبُ أن يأخذَ راتباً، ومن لا يأخذُ، ومن يتلقى العلاجَ، ومن يُمنعُ من ذلكَ. مَنْ مِنْ ضباطِ الأمنِ لائقٌ ومتعاونٌ، ومن هو غيرُ لائقٍ... كلُّ هذا يحدثُ وأكثرُ. وأنا أتحدثُ هنا فقط لأذكرَ شعبَنا، سليلَ الشهداءِ، وسليلَ أصحابِ الحقِّ، ماذا يعني الاحتلالُ؟ وماذا تعني إسرائيلُ؟

والآنَ لدينا فرصةٌ، ونحن جميعاً في مواجهةِ الحقيقةِ، إلاّ إذا كابرْنا، وأخذَتْنا العزةُ بالإثمِ، وذهبْنا مرةً أخرى للشروطِ، وتقديمِ فروضِ الطاعةِ لبرامجَ أثبتَتْ فشلَها، وأذلتْنا حتى أصبحَ بعضُنا يفضلُ التعايشَ والتفاوضَ معَ العدوِّ، على التعايشِ معَ الشعبِ الفلسطينيِّ، مقابلَ امتيازاتٍ تافهةٍ شلا تساوي حذاءَ شهيدٍ.

الإخوةُ والأخواتُ

دعونا في هذه الفرصةِ أن نتوقفَ قليلاً كشعبٍ واحدٍ، ونقيّمَ أينَ أخطأْنا، وأين أصبْنا، وماذا يمكنُنا أن نفعلَ، والمقاومةُ تثبتُ يوماً بعدَ يومٍ في فلسطينَ وغيرِها أننا إذا صمدْنا وقاتلْنا يمكنُ أن نحققَ ما لم نحققْهُ بالسلامِ والمفاوضاتِ.

لم يتبقَّ أمامَنا من خياراتٍ... فالسلامُ كان عقيماً، وأصبحَ استسلاماً، وتعقدُ له مؤتمراتٌ وورشاتُ عملٍ "البحرينُ نموذجاً"، نطعمُكم لتعيشوا، وبعضُ العربِ يدعونَنا لانتهازِ الفرصةِ "وزيرُ خارجيةِ السعوديةِ نموذجاً".

الإخوةُ والأخواتُ

كان بودّي أن نتحدثَ أكثرَ، ولكنّنا أصبحْنا جميعاً أكثرَ إدراكاً، وأكثرَ وعياً لما يُراد لنا. وهذا يفرضُ علينا واجباتٍ ينبغي أن نقومَ بها اليومَ قبلَ الغدِ:

أولاً: أن نحافظَ على سلاحِنا ومقاومتِنا، مهما كانتِ الإغراءاتُ، ومهما كانتِ الرغبةُ في حمايةِ الذاتِ، فالعدوُّ لا يريدُنا إن كنا مقاومينَ أو مسالمينَ.

ثانياً: أدعو إلى عقدِ ورشةِ عملٍ وطنيةٍ، يشاركُ فيها كلُّ مكوناتِ شعبِنا، ردّاً على ورشةِ البحرينِ الصهيونيةِ.

ثالثاً: نختارُ طريقَ المقاومةِ والكفاحِ المسلحِ، والتمسكَ بفلسطينَ كاملةً، حتى لا نتركَ مجالاً للذينَ يتسترونَ ببعضِنا تحتَ مقولةِ "ما يقبلُهُ الفلسطينيونَ نقبلُ بهِ".

رابعاً: سحبُ الاعترافِ بالعدوِّ الإسرائيليِّ، وإعادةُ الاعتبارِ لمنظمةِ التحريرِ الفلسطينيةِ، إن كنا نريدُ أن تكونَ منظمةَ التحريرِ الفلسطينيةَ ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعبِ الفلسطينيِّ.

خامساً: إعلانُ الوحدةِ الوطنيةِ شعاراً قابلاً للتطبيقِ في مواجهةِ إسرائيلَ، ومواجهةِ العدوانِ.

المجدُ للشهداءِ

الحريةُ لأسرانا

النصرُ لشعبِنا

والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه

 

كلمات دلالية