تحليل ساسة ومحللون: ورشة المنامة "فاتحة خير" وَحدَت المواقف حولها

الساعة 01:14 م|24 يونيو 2019

فلسطين اليوم

تتواصل الجهود العربية والمحلية في مواجهة ما تسمى "ورشة المنامة" المنبثقة من "صفقة القرن" وتداعياتها، وسط إصرار على توحيد الصف الداخلي الفلسطيني والعربي من أجل التصدي ومقاومة المخططات "الإسرائيلية" والأمريكية وخطرها على القضية الفلسطينية والمنطقة العربية بأكملها.

ساسة وكتاب ومحللون، أجمعوا على ضرورة تشكيل جبهة شعبية عربية وإسلامية موحدة لمواجهة "ورشة المنامة"، مشيرين إلى أنها تعتبر وسيلة غير مشروعة للالتفاف على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وقبول الكيان الإسرائيلي المحتل كـ "دولة" في المنطقة العربية.

"شكر خاص"

من جهته، يرى الكاتب "معن بشور" ورئيس المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن، أنه يجب شكر من أعلن عن "صفقة القرن" لأنه أتاح لنا الفرصة لكي نتوحد من جديد ونتمسك بالحق الفلسطيني، وإنجاز عمل مشترك بين قوى الأمة العربية.

وقال بشور، خلال حديثه لـ"إذاعة القدس": نحن نطمح لأن تتلاقى كل التيارات وفصائل العمل القومي والعربي والإسلامي، في إطار جبهة شعبية لمواجهة الهيمنة الأمريكية والمشروع الصهيوني، مشيرًا إلى أن حضور الفصائل والشخصيات العربية في ملتقى (متحدون ضد صفقة القرن) والذي عقد في 2 حزيران الماضي كان تجربة ناجحة.

"المصلحة الوطنية"

وأضاف: "نحن أمام ملتقى شعبي يومي بالفعاليات والمؤتمرات المناهضة لورشة المنامة ويجب أن تستمر المعركة في وجه صفقة القرن، لذلك سنعقد في السابع من هذا الشهر وبالتفاهم مع الهيئات العربية المعنية ملتقى شعبي أخر على هامش المؤتمر الذي سينعقد في بيروت.

وتابع: "الملتقى الشعبي العربي الموسع الذي سيعقد في السابع من تموز/يوليو 2019، بدعوة من “لقاء متحدون من أجل مواجهة صفقة القرن” إلا محاولة من أجل ايجاد الإطار المناسب لمناقشة كل آليات وسبل مواجهة هذه الصفقة التي لم تبدأ “بورشة البحرين” ولن تنتهي مع نهايتها".

وشدّد بشور، على أنه يجب استكمال اللقاءات الهادفة والبعيدة عن المصالح الخاصة، لإيجاد مناخ جديد والالتفات للقضية الفلسطينية كبيرة وتوحيد المصلحة الوطنية والعربية، مشيدًا بالمسيرات المناهضة لصفقة القرن وورشة المنامة، والتي كان أخرها مسيرة المليون في المغرب ضد صفقة العار، وباقي الدول العربية، بالإضافة إلى الفعاليات في دمشق وبيروت وبغداد.

"غباء سياسي"

ولفت بقوله: "هناك تحولات تحدث على المستوى الفلسطيني والعربي، وأخرى إقليمية ودولية بعد الإعلان عن صفقة القرن واصفًا إياها بـ (صفقة غباء سياسي)، ومن أطلقها ليس على دراية بما يحصل من تغيرات مع تنامي محور المقاومة الممتد من غزة إلى الخليج".

وتابع بشور: "هذه الملامح تشير إلى أننا أمام مرحلة جديدة على كل كافة المستويات، ويجب أن تكون فرصتنا ونغتنمها لانتزاع حقوقنا المشروعة في ظل التراجع للهيبة الأمريكية والإسرائيلية".

"صفقة إجرامية"

بدوره، أكد رئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس يوسف سلامة، أن الموقف الفلسطيني من صفقة القرن وورشة المنامة مشرف "فاتحة خير" لتوحيد الصف الفلسطيني لتحطيم كل المؤتمرات التي تتعرض لها القضية الفلسطينية، مبينًا أن صفقة القرن صفقة "إجرامية" وتهدف لإلغاء الحقوق الفلسطينية وقبول الكيان المحتل كدولة في المنطقة العربية.

وأوضّح سلامة لـ "إذاعة القدس"، أن الشعب الفلسطيني من خلال فعالياته ومسيرة العودة يؤكد على تمسكه بحقوقه كاملة غير منقوصة للعيش بحياة كريمة، مشيرة إلى أن دعوة بعض الدول العربية لورشة المنامة التي دعت إليها الدول العربية تساوق وتطبيع مع الاحتلال "الإسرائيلي".

"دور الاعلام والعلماء"

 وأشاد بدور الاعلام الفلسطيني المسموع والمرئي والمكتوب في مواجهة "صفقة القرن" وتداعياتها، والدور لعلماء الأمة ومسؤوليتهم في التوعية والإرشاد، مطالبًا العرب والمسلمين بعدم الاختلاف فيما بينهم وألا ينسوا قضيتهم الأولى

وأردف سلامة: "فلسطين ليس قطعة أرض كما يتوهم البعض، بل هي جزء من عقيدة الأمة الإسلامية والعربية، والتمسك بفلسطين هو تمسك بالعقيدة، ويجب أن يعي العرب بضرورة المحافظة على القضية الفلسطينية التي ترفع قدرهم وشأنهم بالدفاع عن بوصلة القدس.

"رشوة للفلسطينيين"

على الصعيد ذاته، تساءل رئيس التجمع الفلسطيني المستقل والخبير في القانون الدولي عبد الكريم شبير "لماذا هذا العنوان لورشة المنامة في البحرين تحت عنوان السلام والازدهار- فتح التنمية الاقتصادية والاستثمار في الضفة وغزة والمنطقة؟".

وأجاب شبير في مقال صحفي له، أن هذا العنوان في مخطط الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني يعتبر بمثابة رشوة للفلسطينيين معتقدين بأن المرحلة الراهنة التي يعيشها الشعب الفلسطيني هي أزمة اقتصادية خانقة افتعلها الاحتلال الصهيوني بدعم ومساندة من الإدارة الأمريكية، والممول لهذه الصفقة هم بعض الدول العربية.

 ويرى أن ورشة المنامة، هي وسيلة غير مشروعة، للالتفاف على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، والتي هي حقوق غير قابلة للتصرف، كما أقرتها الشرعية الدولية، وهي سرقة لأموال العرب، ومحاولة فاشلة لإنهاء وتصفية القضية الفلسطينية.

"فشل ذريع"

 وأوضّح شبير، أن الادعاء بتركيز ورشة المنامة على التعاون الاقتصادي الفلسطيني الاسرائيلي، دون الإشارة إلى إنهاء الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية، هو فشل ذريع لكل من خطط لها، او سيحضر هذه الورشة التي يرفضها أصحابها الحقيقيين.

كما شدّد في مقاله، على أن الحقوق الفلسطينية غير قابلة للتصرف ولا تسقط بالتقادم، كما جاء بالعديد من القرارات الدولية، مشيرًا إلى أنه باقية وثابتة في قرارات الشرعية الدولية، والمشروع الوطني الفلسطيني.

ويرى شبير أن المعركة الحقيقة مع الاحتلال الصهيوني، هي معركة ديموغرافية، وهو صراع وجود لا حدود، مؤكدًا أنه لا بد من دعم وتعزيز صمود المواطن الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بكل أشكال الدعم المعنوي والمادي.

"إنهاء الانقسام"

كما أكد وجوب إنهاء الانقسام البغيض وتصليب الموقف الفلسطيني من خلال توحيد الكل الفلسطيني، ووضع استراتيجية وطنية يتفق عليها الكل الفلسطيني، وأهم نقاط هذه الاستراتيجية، هو تدويل القضية الفلسطينية بالمؤسسات الدولية، وكسب التعاطف الدولي لصالح قضيتنا المركزية، وسحب الاعتراف من الاحتلال.

وأضاف: "يجب تفعيل دور القضاء الدولي، وملاحقة قادة الاحتلال الصهيوني، عن الجرائم التي اقترفها بحق أبناء شعبنا الفلسطيني، لتحقيق العدالة، والمسألة الدولية، وتفعيل المقاومة بكل أشكالها وصورها، وخاصة المقاومة الشعبية من كل أبناء الشعب الفلسطيني، سواء بالأراضي الفلسطينية المحتلة أو في كل دول العالم التي يتواجد بها الفلسطينيين".

وأنهى شبير مقاله، بأن قرار الحرب أو السلم، لا يكون إلا بالإجماع الوطني، وأن يتحمل مسؤوليته الكل الفلسطيني

كلمات دلالية