خبر إعلامي يرصد كيف تجنّد الإعلام الإسرائيلي في الحرب على غزة

الساعة 04:25 م|27 يناير 2009

فلسطين اليوم: وكالات

لم تكن حرباً بالطائرات والمدافع والدبابات والزوارق البحرية وحسب، بل كانت بالكلمة المكتوبة والمفردات المنطوقة والمشاهد المتلفزة كذلك. هكذا بدا العدوان الإسرائيلي على غزة، حصيلة تفاعل مثير بين صوت القصف وأصداء الإعلام، في حالة تعاون لم يسبق أن تحققت في التجربة الإسرائيلية على هذا النحو منذ عقود طويلة.

 

فالإعلام الإسرائيلي دقّ طبول الحرب، وقام بالتغطيات من فوهة البندقية، وحاول اختلاق "صورة نصر" في وعي الإسرائيليين، وتحوّل إلى مجرد ناطق باسم الجيش الإسرائيلي.

 

هذا ما يستنتجه إعلامي من فلسطينيي 48، عكف طوال الحرب، وما سبقها وما تلاها، على دراسة أداء وسائل الإعلام الإسرائيلية، وموقفها من المؤسسة العسكرية وآلة الحرب ووقائع الميدان. وقد جاءت خلاصاته لتسلّط الضوء على حالة التبعية والاستعمال التي تخيم على المشهد الإعلامي الإسرائيلي، وفق حديث مطوّل أدلى به لوكالة "قدس برس".

 

فالإعلامي عبد الحكيم مفيد، سكرتير التحرير في صحيفة "صوت الحق والحرية"، الصادرة في أم الفحم في الداخل الفلسطيني المحتل سنة 1948، لاحظ إنّ "الإعلام الإسرائيلي لم يبدأ مشواره والتعاون بينه

وبين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من هذه القضية، أو خلال العدوان على غزة، ولكنه خلال هذا العدوان

وصل إلى ذروة غير مسبوقة".

 

وأضاف مفيد لـ"قدس برس"، أنّ الإعلام الإسرائيلي ليس فقط مُجنّد (بفتح النون) (في خدمة العدوان)،

بل إنه يعمل على أساس أنه مجنِّد (بكسر النون)، ويرى أنّ المعادلة التي وضعها الإعلام الإسرائيلي

في هذه الحرب هي نتاج حرب لبنان الثانية.

 

وأشار مفيد إلى أنّ القاعدة الإعلامية الإسرائيلية المشهورة هي "هدوء، إنهم يطلقون النار"، وأنها قاعدة وصلت إلى ذروة غير مسبوقة، فلا يتوقف الأمر عند حدود أنّ الإعلام الإسرائيلي غير ناقد، بل إنه لا يقول إلاّ رواية الناطق بلسان الجيش، وفوق ذلك أخذ هذا الإعلام يسدي النصائح العسكرية والسياسية للجيش والقيادة السياسية الإسرائيلية.