الطلبة الفلسطينيون في السودان.. منهم من عاد بخُفي حُنين و منهم من ينتظر!

الساعة 08:41 م|18 يونيو 2019

فلسطين اليوم

يعيش الطلبة الوافدون بشكل عام و الفلسطينيون على وجه الخصوص في الجامعات السودانية مصيراً مجهولاً بعد اغلاق الجامعات الذين يدرسون بها، في ظل الاضطرابات التي تشهدها البلاد منذ عدة أشهر.

و لا يتوقف الأمر عند توقف العملية الدراسية في الجامعات السودانية، و ضياع فصولاً و سنوات كاملة على الطلبة في مختلف التخصصات الجامعية، بل إضافة الى ذلك اشتكى العديد من هؤلاء الطلبة من انعدام الأمن على حياتهم في ظل الظروف الراهنة، كما أن الظروف المعيشية أصبحت صعبة جداً في ظل صعوبة الحصول على اهم مقومات الحياة كالخبز و الطعام ، مشيرين الى أن الظروف الأمنية غير مطمئنة بعد فرض حالة الطوارئ لمدة عام كامل في السودان في ظل وجود مظاهرات واعتصامات عمل في الشارع السوداني وحتى في الجامعات.

و قد استمعت مراسلة "وكالة فلسطين اليوم الاخبارية" لشكاوى عدد من الطلبة الذين تمكنوا من الخروج من السودان و العودة الى فلسطين، كما استمعت لمناشدات عدد من أهالي الطلبة الذين ما زالوا هناك، و لا يستطيعون العودة الى بلادهم، و يواجه ذويهم صعوبة في توصيل المصروف الشخصي لهم.

الطالب "أحمد م"، 20 عاماً، و فضل ذكر اسمه الأول فقط، و هو طالب في كلية الطب بإحدى الجامعات السودانية، أشار الى أنه درس فصلاً واحداً في الكلية منذ خروجه من قطاع غزة، وتوقف عن الدراسة بعد تدهور الأوضاع الأمنية في السودان.

و لفت الى أنه اضطر لمغادرة السودان بعد معاناة كبيرة، و عاد الى قطاع غزة، بعد أن قضى سنتين هناك، و ضاع وقته و جهده بلا فائدة.

و أكد بأن ما دفعه للعودة الى القطاع هو صعوبة الحياة، و عدم قدرة ذويه على توصيل ما يحتاجه من مصاريف شخصية، لافتاً الى أن الخروج من المنزل مجرد مغامرة لا يقوى عليها الطلبة هناك.

من جهته أكد "ح.ب"، 22 عاماً، و هو طلبة في السنة الثالثة بكلية الهندسة بأحد جامعات السودان، أن جهد و وقت و تكلفة دراسة 3 سنوات من عمره لا يزال مجهول المصير، و لا يعلم ما اذا كانت ستعود الظروف لطبيعتها و يكمل دراسته أم لا.

و قال لمراسلتنا: "جلسنا في المنزل ننتظر أن تهدأ الأوضاع الأمنية هناك، و لكن طال انتظارنا، و أصبحت اقامتنا هناك مكلفة، و ما زاد الطين بلة هو صعوبة التنقل و الحصول على الطعام، و مقومات الحياة".

و أكمل يقول:"كنا نقضي أياماً متتالية على الماء فقط، لعدم وجود المال و صعوبة الوصول الى اماكن بيع المواد الغذائية".

بدورها عبرت والدة الطالب "أ.أ"، عن قلقها على مستقبل ابنها، الذي عاد مؤخراً من السودان بعد أن أمضى عدة سنوات دراسية هناك، و عاد قبل أن يكمل دراسته و يحصل على شهادة جامعية.

و قالت: "لقد تحملنا النفقات العالية التي تكلفها الدراسة الجامعية في كلية الطب بالجامعة السودانية، و لكن لصعوبة الوضع، اضطر ابني للعودة الى فلسطين بعد الاحداث التي جرت هناك، دون الحصول على شهادة جامعية".

و تابعت تقول: "لا ندري الى متى سيبقى هذا الحال، و ما اذا كان ابني سيعود بعد فترة لاكمال دراسته، أم أن جهده و تعبه ضاع دون جدوى".

أما والد الطالب "ع.م"، فحمل وزارة التربية و التعليم و السفارة الفلسطينية في السودان المسؤولية عما آل اليه وضع الطلبة هناك"، مؤكداً بأن السفارة هناك لم تلتف الى هؤلاء الطلبة و لم تقدم لهم المساعدة، لا سيما و أن الكثير منهم محتجز داخل السكن الذي يعيشون فيه، و أن ذويهم لا يستطيعون توصيل المال لهم بسبب حالة الطوارئ المفروضة في البلاد.

و لم يتسن لمراسلتنا التواصل مع مصدر في السفارة الفلسطينية في السودان للاطلاع على ظروف الطلبة هناك.

أما وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، فقد أعلنت اليوم الثلاثاء، أنها تتابع أوضاع الطلبة العائدين من السودان الشقيق ولم يستكملوا دراستهم فيها، بسبب الأوضاع السائدة هناك.

وقالت الوزارة في بيان لها، إن "وزير التعليم العالي والبحث العلمي محمود أبو مويس أعطى توجيهاته للجامعات الفلسطينية بتسهيل قبول الطلبة العائدين من السودان، على أن يكون ذلك ضمن ما تسمح به تعليمات الوزارة وأنظمة وتعليمات الجامعات". وفق الوكالة الرسمية

وأشار إلى أن "هؤلاء الطلبة بإمكانهم استكمال دراستهم في أي جامعة غير فلسطينية معترف بها من قبل الوزارة، ضمن الشروط والأنظمة والتعليمات السارية المعمول بها".