خبر فاروق أبو عيسى: اتهام الجنائية الدولية للبشير تهديد لأمن واستقرار السودان

الساعة 11:42 ص|27 يناير 2009

فلسطين اليوم - الخرطوم

حذر ناشط سياسي وقانوني سوداني من مغبة التعاطي مع محكمة الجنايات الدولية في الوقت الراهن، واعتبر قراراتها بشأن الرئيس عمر البشير وعدد من المواطنين السودانيين خطرا يهدد أمن واستقرار السودان بالكامل، ووأكد أنه بناء على ذلك فإن التعاطي معها غير مفيد للسودان من هذه الزاوية.

 

وأكد الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب وعضو البرلمان السوداني فاروق أبو عيسى في تصريحات صحفية رفضه تسليم أي مواطن سوداني سواء كان الرئيس عمر البشير أو غيره لمحكمة الجنايات الدولية، وقال: "أنا واحد من الذين ناضلوا انطلاقا من موقعي كأمين عام لاتحاد المحامين العرب في حث الحكام العرب على الانضمام لمحكمة العدل الدولية ومن المؤمنين بها، لكن الذي يتم الآن بالنسبة لموقف المحكمة من السودان خطر على أمن وسلامة السودان بالكامل، والتعامل معها بتسليم أي مواطن لها سيعرض أمن البلاد للخطر، ومن هنا أنا أعرض التعامل معها بهذا الشأن، وقد كانت لي تجربة خاصة من خلال اشتراكي في هيئة الدفاع في قضية لوكربي ورأيت بأم عيني المعايير المزدوجة في التعامل مع المتهمين العرب، ومن هنا أنا أيضا أنا أنصح ليس السودان فقط وإنما العرب بعدم التعامل معها".

 

لكن أبو عيسى أكد أن معارضته لقرار محكمة الجنايات الدولية بشأن اعتقال الرئيس عمر البشير أو غيره من المسؤولين السودانيين لا تعني أنه يوافق على اعتقال زعيم المؤتمر الشعبي حسن الترابي الذي دعا الرئيس البشير إلى تسليم نفسه للمحكمة تجنيبا للسودان مغبة العقوبات المحتملة، وقال "لقد أصدرنا في الهيئة العامة لأحزاب المعارضة بيانا في اليوم الأول أعربنا فيه عن رفضنا لاعتقال الدكتور الترابي وطالبنا بإطلاق سراحه ومحاكمته محاكمة عادلة إذا كان متهما ومنحه الحق في الدفاع عن نفسه، لكن السلطات الأمنية منعت الصحف من نشر البيان، وأنا من حيث المبدأ أقف ضد الاعتقال الإداري الذي أعتبر أن السودان عانى منه الكثير، وضد مدرسة الاعتقال عموما، ولذلك طالبنا بإطلاق سراح الترابي ومحاكمته محاكمة عادلة، وسأنضم لهيئة الدفاع عنه على الرغم مما لحق بي من ظلم في عهده".

 

على صعيد آخر نفى أبو عيسى ما نقلته بعض وسائل الإعلام السودانية اليوم الثلاثاء (27/1) من أن مؤتمر الحزب الشيوعي قد انتخبه ضمن أعضاء اللجنة المركزية للحزب، وقال: "لقد دعيت للجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحزب الشيوعي مثلي مثل غيري من السياسيين السودانيين، وقد حضرت بمعية زوجتي ثم غادرت المؤتمر، وسمعت بهذا الخبر في الصحف وهو غير صحيح على الإطلاق فأنا لا علاقة لي بالمؤتمر أصلا، وهو خبر صنعته بعض الأجهزة وأشاعته من عندها".

 

وأشاد أبو عيسى بفعاليات مؤتمر الحزب الشيوعي واعتبرها انجازا سياسيا للسودان، وقال: "لقد حضرت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي كان حدثا سياسيا مميزا وفخرا للشعب السوداني كله وهو تأكيد على أن الديمقراطية راسخة وراكزة لديه، وهو وجه من وجوه التسامح الضروري للحفاظ على وحدة السودان. والفضل فيه يعود إلى الشعب السوداني المتمرس بالديمقراطية وبإرثه وتقاليده وقيمه الدينية والإنسانية. والمؤتمر الذي يعقد بعد أرعين عاما من السرية يعتبر نقلة نوعية في عمل الحزب الشيوعي السوداني الذي قدم الكثير للعمل النقابي والسياسي في السودان، وهو اليوم يقف في ذات الخندق مع كافة القوى الوطنية في رفض التعاطي مع محكمة الجنايات الدولية باعتبارها تهدد أمن واستقرار البلاد".

 

ونفى أبوعيسى أن تكون لدى الحزب الشيوعي ثقافة معادية لهوية السودان العربية والإسلامية، وقال: "لقد عملت مع الحزب الشيوعي السوداني حتى سبعينات القرن الماضي، وكنا في الاجتماعات الرئيسية عندما يأتي وقت الصلاة نتوقف للسماح لأعضائنا بآداء الصلاة، لا سيما عندما يتعلق الأمر بصلاة المغرب التي يعتبر وقتها ضيقا، وقد وزعوا علينا في مؤتمرهم الأخحير وثائقهم وتقاريرهم التي تعكس احترامهم للأديان ويعتبرون أن لها دورا مهما في تطوير المجتمعات"، على حد تعبيره.