خبر أكاديميون فلسطينيون: التسوية أخفقت والحرب أظهرت تقصير السلطة والمنظمة

الساعة 11:40 ص|27 يناير 2009

فلسطين اليوم - رام الله  

أكد مفكرون وكتاب سياسيون فلسطينيون، أنّ الحرب التي شنها الجيش الإسرائيلي منذ 27 من كانون الأول (ديسمبر) الماضي على قطاع غزة، لم تكن تستهدف وقف إطلاق الصواريخ من القطاع أو القضاء على حركة "حماس" فحسب؛ بل هدفت أساساً إلى إضعاف حركة التحرر الوطني، وكسر إرادة الشعب الفلسطيني، والقضاء على المقاومة ومشروع الاستقلال، حيث "جاءت الحرب على غزة استمراراً لأهداف اجتياح شارون لمدن الضفة الغربية وجرائمه عام 2002"، وفق تقديرهم.

 

واعتبر هؤلاء المفكرون والكتاب، أنّ التسوية السياسية وما صاحبها من مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي قد أخفقت، وحذّروا من أنّ الحرب على غزة قد أظهرت تقصير قيادة السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير.

 

وشدّد هؤلاء في بيان أصدروه الاثنين، على أنّ "مقاومة الاحتلال ليست حقاً للشعب الفلسطيني فحسب بل هي واجب أيضاً أقرّته كل الشرائع الدولية، وهي طريقه لدحر الاحتلال ونيل حقوقه الوطنية في الاستقلال وتقرير المصير والعودة". وشدد المفكرون والكتاب على أنه "بات واضحاً أنّ الرهان على مسار أوسلو وخارطة الطريق وأنابوليس لم يجلب للشعب الفلسطيني سوى المزيد من الاستيطان والحصار والتجويع، والعدوان الإسرائيلي المدعوم والمسنود من الإدارة الأمريكية"، على حد تحذيرهم.

 

وقال البيان الذي حمل عنوان "الحرب العدوانية على غزة: تبعاتها ومتطلباتها ـ نحو تجسيد الوحدة ومقاومة الاحتلال"، إنّ "جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي مارستها وتمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والتي نتج عنها أكثر من ألف وثلاثمائة شهيد وجرح أكثر من خمسة آلاف غالبيتهم من المدنيين، تتشكل نسبة عالية منهم من النساء والأطفال والمسنين؛ تتم بالترافق مع تواصل الاحتلال الاستيطاني والاغتيالات والاعتقالات وخلق المعازل في الضفة الغربية، وتسارع عملية تهويد القدس بهدف تقويض إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967".

 

ورأى المفكرون والكتاب أنّ "هذا كله يستدعي اصطفاف كل قوى الشعب الفلسطيني في خندق واحد للمقاومة، لإحباط أهداف الاحتلال وفي مقدمتها تكريس فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة، ومقاومة الاحتلال الاستيطاني وجدار الفصل العنصري في الضفة الغربية، وإحباط المشروع الإسرائيلي لاستكمال إقامة معازل (بانتوستانات) مسلوبة الإرادة والسيادة وتابعة لإسرائيل"، كما قالوا.

 

واستنتج البيان أنّ "الحرب العدوانية على قطاع غزة قد أبرزت تقصيراً فادحاً في أداء كل من قيادة السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، من حيث التقاعس في التصدي لهذه الحرب ولأهدافها، فهي لم تنتزع زمام المبادرة لقيادة كافة التحركات الرامية للتصدي للعدوان وكشف أهدافه الحقيقية، كما لم تبادر بما يكفي من الخطوات الإيجابية لتوحيد الجهود الفلسطينية في مواجهة الحرب على غزة، مثل وقف المفاوضات وقفاً تاماً، ووقف التنسيق الأمني، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين. بل وصلت الأمور إلى تدخل الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية في وضع قيود مشددة على حرية التظاهر تأييدا ومؤازرة للمقاومة والصمود في قطاع غزة"، كما جاء فيه.

 

وحذّر البيان من المساعي الجارية حالياً، عربياً ودولياً، "لاختزال قضية الشعب الفلسطيني إلى مجرد حالة إنسانية كل ما تحتاجه هو المساعدات والهبات الخيرية، منبهاً من مخاطر الانجرار، تحت الضغوط الغربية والدولية الرسمية، إلى توقيع اتفاق قد يشكل قيداً على حركة الشعب الفلسطيني التحررية".

 

وخلص البيان إلى أنّ الظرف الوطني "بات يتطلب من كل القوى السياسية الفلسطينية التوجّه نحو إعادة بناء إجماع وطني جديد بعيد عن التخندق والحسابات الفئوية، وقادر على إعادة تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية بحيث تعبر عن مصالح وأهداف وتطلعات الشعب الفلسطيني، بما يؤدي إلى تصليب الوضع الذاتي في مواجهة تحديات المرحلة القادمة، وتعزيز وحدانية تمثيل الشعب الفلسطيني"، حسب نصِّه.

 

والموقعون هم جميل هلال، جهاد شجاعية، حازم القواسمي، حزام طهبوب، خالد ناصيف، داود التلحمي، ذوقان قيشاوي، رامي مهداوي، رولا سلامة، رامي نصر الدين، رامي أبو خليل،  رائد الشعراوي، زكريا محمد، سعد عبد الهادي، شادي زين الدين، طالب عوض، عارف الجفال، عطاف يوسف، عصام العاروري، عمر رحال، عماد الأصفر، عبد الرحمن أبو عرفة، فرج غنيم، فيحاء عبد الهادي، فراس جابر، فادي عيسى، فراس عطا، ممدوح العكر، معين الطاهر، ناصر الريس، نظمي الجعبة، نصر عبد الكريم، ناصر الشيخ علي، هاني المصري، وليد الشوملي، يعقوب زخريا، يوسف الديك.