خبر الرئيس السوري: « إسرائيل » لا تفهم سوى لغة القوة

الساعة 09:06 ص|27 يناير 2009

فلسطين اليوم – قسم المتابعة

أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن إسرائيل فشلت في ضرب فكرة المقاومة والصمود وفي استئصال المقاومة في غزة، مشيرا إلى أن إسرائيل لا تفهم سوى لغة القوة، مشيرا إلى أنها لا تبدي جدية في ما يتعلق بالمفاوضات وأنها "غير راغبة في السلام.

 

وقال الرئيس الأسد في حديث مع قناة المنار اللبنانية إن الاستثمار السياسي للمقاومة هو لاستعادة الحقوق ولو نجحوا بإلغاء المقاومة في لبنان أو غزة لكان مصير الأمة ومصير فكرة الصمود ونهج المقاومة الانهيار، مؤكدا أن موقف سورية واضح بالنسبة لدعم المقاومة في كل الظروف وأي احتلال يقابله مقاومة. وأن الموازي لعملية السلام ليس بالضرورة المبادرة العربية بل هو المقاومة.

 

وأضاف الأسد أن إسرائيل "لا تهتم بمجلس الأمن ولا بالأمم المتحدة ولا بميثاقها، ولا تهتم بالجامعة العربية ولا بقراراتها". وقال إنها "تفهم لغة الواقع" و"اعتمدت في سياستها منذ وجودها ومن قبل وجودها منذ بدأ المشروع الصهيوني بفرض الأمر الواقع على العرب".

 

وأكد أن المفاوضات غير المباشرة التي فتحتها بلاده مع إسرائيل بوساطة تركية ستبقى مجمدة، وكرر مطالبة الإسرائيليين بالانسحاب من هضبة الجولان والتراجع إلى خطوط ما قبل الرابع من يونيو/ حزيران.

 

وردا على سؤال حول ربط تحسن العلاقات العربية العربية بافتراق سورية وإيران، قال الرئيس السوري إن "البديهي أكثر أن نقول ان العلاقات العربية العربية مرهونة بإيقاف العلاقة مع إسرائيل وليس مع إيران.. وهذا ينقلنا للجواب.. المحاولة منذ سنوات هي خلق العدو البديل.. لكي لا نفكر بالعدو الأصلي والحقيقي وهو إسرائيل.. كان لا بد من وضع إيران في موقع العدو البديل لكي تتشتت الجهود مرة أخرى تجاه العدو الوهمي ويكون العدو الأصلي مرتاحاً.. بكل بساطة وصراحة".

 

وأكد الرئيس السوري أن الانتصارات ستستمر وهي كدرجات السلم ستؤدي لانتصارات أخرى. وقال: "هناك خلق لحالة من المقاومة. كل حالة من هذه الحالات كرست نهج المقاومة.. كرست مصداقية لفكر المقاومة. وهذا برأيي هو أهم إنجاز سياسي. النهج لديه تفصيلات كثيرة.. لديه قضايا مختلفة .. هذه الانتصارات التي حصلت هي انتصارات صغيرة في انتصار كبير وهي سوف تستمر ولابد أن يكون هناك معارك أخرى بشكل أو بآخر.. ليس بالضرورة أن تكون كلها عسكرية.. ولكن هذه الانتصارات هي كدرجات السلم التي ستصل لانتصارات أخرى .. لا يمكن أن نصل للانتصار الأخير دون هذه الانتصارات".

 

وأبدى الرئيس الأسد تفاؤلا حذرا إزاء السياسة الأميركية في عهد الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما، وقال "لدينا مؤشرات إيجابية ولكن تعلمنا أن نكون حذرين، وألا نخضع حساباتنا لهذه المؤشرات، فطالما لا يوجد شيء ملموس، علينا أن نفترض أن الأمور لم تتغير بعد".

 

وبخصوص الحوار مع الإدارة الأميركية الجديدة قال الأسد "طالما هناك شروط لن يكون هناك حوار، هم يعرفون هذا الشيء". وكشف أن هذا الحوار "بدأ منذ أسابيع بشكل جدي من خلال شخصيات مقربة من الإدارة أرسلت للحوار مع سوريا".

 

وعن المصالحة التي قيل إنها تمت في قمة الكويت الاقتصادية بينه وبين العاهل السعودي الملك عبد الله، قال الأسد إن "الاحترام على المستوى الشخصي موجود، ولكن إذا كان المقصود هو مصالحة المواقف أو مصالحة السياسات فهذا بحاجة لحوار طويل".

 

وأوضح أنه لم يتم تحديد موعد لأي لقاءات قريبة مع المسؤولين السعوديين، وصرح بأن الأجواء هي "أجواء تفاؤل"، وأنه "لا بد من بدء الحوار (...) والاتصال المباشر".

 

وردا على سؤال حول مدى عمق الخلافات ومدى تأثيرها على مستقبل الأمة العربية، قال الرئيس السوري: "لكي نكون موضوعيين.. هي نوعاً ما عميقة.. لا نستطيع أن نقول انها خلافات شكلية أو سطحية.. نحن في سورية موقفنا واضح بالنسبة لدعم المقاومة في كل الظروف.. تخطىء المقاومة.. تصيب المقاومة.. كلنا نخطىء ونصيب.. ولكن أن نخطىء وأن نصيب لا يعني بأن نتخلى عن المبدأ وهو دعم المقاومة. أي احتلال تقابله مقاومة.. وبشكل بديهي لا بد من الوقوف معها وإلا فأنت تقف في الصف الآخر.. هذه وجهة نظر سورية. على سبيل المثال.. كان هناك خلاف.. مثلاً .. حول موضوع العلاقة مع إيران.. يعتقدون أن العلاقة مع إيران كأنها علاقة مع عدو وهذا كلام نحن لا نقبله في سورية.. إيران بلد صديق.. بلد جار.. بلد هام في هذه المنطقة.. حتى لو اختلفنا معه.. وحتى لو أخطأت إيران فالأفضل أن نذهب لإيران ونقول لها أنت أخطأت.. نحن نختلف معك في هذا الموضوع.. كان هناك خلاف على بعض التفاصيل المتعلقة بلبنان وطريقة التعاطي معه.. وغيرها من القضايا. هناك عدد لا بأس به من القضايا الخلافية".

 

وأشاد الرئيس السوري بالسياسة التركية وقال إنها أثبتت مصداقيتها في الأعوام القليلة الماضية و"حرصها على قضايا العرب بشكل لا يقل عن حرصنا نحن".

 

وقلل الأسد من خطورة الوجود العسكري لحلف شمال الأطلسي في البحر المتوسط لمنع عمليات منع تهريب الأسلحة إلى غزة، وقال إن هذا الوجود "لا يقلقنا، وما يقلقنا هو عدم فهم الغرب لحقيقة الأمور وبالتالي ينتقل من خطأ إلى خطأ".