انضمام الأردن ومصر إلى مؤتمر البحرين انجاز للولايات المتحدة - هآرتس

الساعة 01:27 م|13 يونيو 2019

بقلم: عاموس هرئيل

 

(المضمون: في مؤتمر البحرين ستعرض الولايات المتحدة الجزء السهل في صفقة القرن نصف الناضجة. والجزء الاصعب سينتظر نتائج الانتخابات الاسرائيلية - المصدر).

 

ادارة ترامب سجلت لنفسها انجازا دبلوماسيا لا بأس به عندما اعلنت مصر والاردن والمغرب الواحدة تلو الاخرى عن المشاركة في المؤتمر الاقتصادي الذي بادرت لعقده الولايات المتحدة في البحرين. جهود الاقناع التي بذلها غارد كوشنر، صهر الرئيس ترامب، آتت أكلها أخيرا. الاردن ومصر التي تحتاج كثيرا للمساعدات الاقتصادية وتأملان بالحصول على جزء من الاموال التي ستتدفق من الخليج للفلسطينيين، سترسلان مندوبون الى المؤتمر، حتى لو كان من غير الواضح بأي مستوى. من المحتمل أن اسرائيل ايضا ستشارك.

 

من ما زالوا يصممون على عدم المشاركة في المؤتمر هم الفلسطينيون انفسهم. بالنسبة لحماس لا داعي للحديث، ولكن بالنسبة للسلطة الفلسطينية فهي ترفض طلبات واشنطن والخليج منها. وهي تقوم بالضغط على رجال اعمال في المناطق من اجل عدم المشاركة وعدم الاستجابة للدعوات الشخصية التي وجهت لهم.

 

حسب وعود البيت الابيض فان هذا الصيف سيكون صيف صفقة القرن للادارة الامريكية. وهذا الامر لن يحدث كما يبدو بسبب الانتخابات الاخرى، وربما بدرجة ما يتنفسون الصعداء في الادارة. مما تسرب عن الخطة يبدو أنها لم تنضج حتى النهاية. بالنسبة للفلسطينيين لا تعتبر نقطة بداية. الصفقة والوساطة الامريكية منحازة في نظرهم لاسرائيل، الى درجة أنه لا توجد أي فائدة من الجلوس على طاولة المفاوضات.

 

الآن يمكن تمديد الانشغال في الصفقة للسنة القادمة. الجزء السهل فيها – الوعود الاقتصادية بعشرات مليارات الدولارات التي لم يتعهد أحد بدفعها وهي غير مشمولة في الجدول الزمني المتشدد – سيتم عرضه على العالم في مؤتمر البحرين. الجزء الصعب – الخطة السياسية التي حسب معرفتنا لا تتضمن دولة فلسطينية مستقلة، بل وتقيد بشكل كبير مكانة الفلسطينيين في القدس – سينتظر نتائج الانتخابات وتشكيل الحكومة القادمة في اسرائيل. حتى ذلك الحين سيكون ترامب منشغل بجهود انتخابه من جديد للرئاسة. لذلك، من غير المستبعد أن يكون تأجيل آخر لموعد غير محدد.

 

في هذه الظروف وعلى خلفية عدم الثقة بين الطرفين والصعوبة التي تواجهها الادارة في المضي قدما في خطط مركبة، يبدو أن هذا الوضع هو الوضع المفضل. ولكن الخطر المحتمل يكمن في السيناريو الذي يتم ذكره بين الفينة والاخرى في اوساط اليمين في اسرائيل وفي محيط نتنياهو نفسه. اذا قامت الادارة بعرض الخطة والفلسطينيون رفضوها كما هو متوقع، فان ترامب ونتنياهو يمكنهما استغلال ذلك للدفع قدما بعملية ضم أحادي الجانب لقسم من مناطق ج في الضفة الغربية. وسيكون لاسرائيل كما يبدو مبرر لذلك لأنها سترد بالايجاب ("نعم، ولكن") على المبادرة الامريكية التي سيرفضها الفلسطينيون.

 

رمز اليمين في طاقم السلام الامريكي، السفير الامريكي في اسرائيل ديفيد فريدمان، أشار الى احتمالية الضم في مقابلة أجراها في نهاية الاسبوع الماضي مع صحيفة "نيويورك تايمز". وفي سيناريو متطرف أكثر وفي ظروف فيها مستقبله السياسي والشخصي موضوع على كفة الميزان فان نتنياهو يمكنه فحص عملية الضم عشية الانتخابات، على أمل سحب المزيد من اصوات اليمين لليكود، حتى بدون عرض المبادرة الامريكية.

 

السنوات الاخيرة كانت مشبعة بالتحذيرات من قسم الاستخبارات في الجيش الاسرائيلي من انفجار الساحة الفلسطينية. حتى الآن هذه التحذيرات لم تتحقق، رغم أنه كان هناك فترات متوترة بشكل خاص، وعلى رأسها احداث "الانتفاضة الصغرى" لعمليات الطعن والدهس التي اندلعت في ايلول 2015 واستمرت سنة تقريبا. ضم أحادي الجانب اذا حدث سيضع التحدي الأكبر أمام التنسيق الامني بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.

 

السرعة التي انتقل فيها الطرفين الى الروتين اليومي على حادثة اطلاق النار على رجال شرطة فلسطينيين في نابلس فجر أول أمس، تدل على الرغبة في مواصلة وتثبيت الوضع القائم. ولكن خطة الضم ستكون من نوع مختلف تماما.

 

في الوقت الحالي الحرارة ترتفع بالتدريج على حدود القطاع، بعد اسابيع من الهدوء المتعمد. حماس عادت وسمحت للخلايا باطلاق البالونات الحارقة على اسرائيل وعدد الحرائق في حقول غلاف غزة ارتفع بشكل بارز. رد اسرائيل حتى الآن منضبط جدا ويقتصر على تقليص مساحة الصيد المسموح بها الى درجة الاغلاق الكامل أمس.

 

حسب تصريحات حماس يتم التخطيط لمظاهرة كبيرة وربما عنيفة اكثر من المعتاد في الغد. وكالعادة سيتم بذل جهود للتهدئة من خلال محادثات اقناع من قبل المخابرات المصرية، ودفعة شهرية اخرى من الاموال – 30 مليون دولار من قطر. ولكن بعد خمسة اسابيع على جولة العنف الشديدة في القطاع التي جبت حياة اربعة اسرائيليين وعشرات الفلسطينيين، يبدو أن الطريق الى المواجهة العسكرية القادمة بدأت تقصر.