خبر حاخامية جيش إسرائيل: اقتلوا أطفال ونساء غزة

الساعة 07:38 م|26 يناير 2009

فلسطين اليوم – غزة

الوحشية مطلوبة مع الأغيار (غير اليهود).. اقتلوا النساء والأطفال في غزة".. ذلك بعض من أحدث ما تم الكشف عنه من فتاوى وإرشادات دينية يهودية تلقاها جنود الاحتلال الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة.

إذ كشفت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية اليوم الإثنين أن العميد آفي رونتسيكي الحاخام الأول في الحاخامية العسكرية لجيش الاحتلال، وزع كراسات إرشادية على الجنود المشاركين في  العدوان على غزة أمرهم فيها بعدم الرحمة مع المدنيين. والحاخامية العسكرية هي الهيئة الدينية المكلفة بتوجيه الإرشادات والمواعظ الدينية للجنود الإسرائيليين.

وقال عاموس هارئيل المراسل العسكري للصحيفة: إن رونتسيكي ألقى "مواعظ" أمام معظم ألوية الجيش، التي شاركت في الحرب، لحثهم على التعامل بوحشية مع المدنيين الفلسطينيين، معتبرا أنه لا يوجد مدنيين بين الفلسطينيين.

وأوضح هارئيل أن رونتسيكي حرص على جلب عدد من أكثر الحاخامات تطرفا وعنصرية لإلقاء المواعظ على الجنود قبيل الشروع في العدوان وأثناءه وبعده، منهم الحاخام شاؤول الياهو، الذي أفتى أمام الجنود بجواز قتل النساء والأطفال الفلسطينيين.

ونظرا لأن الكثير من الضباط والجنود الذين شاركوا في العدوان هم من أتباع التيار الديني الصهيوني، فإن الكثير منهم تأثر بمواعظ هؤلاء الحاخامات وعملوا بها، بحسب مراسل "هاآرتس".

ولفت هارئيل إلى أن الجنود والضباط قالوا إنهم كانوا يستشعرون الوازع الديني في القتال أمام المقاومة الفلسطينية.

وقتلت إسرائيل خلال الحرب التي بدأت يوم 27-12-2008، ودامت 22 يوما، أزيد من 1330 فلسطينيا وجرحت نحو 5300 آخرين، نصفهم تقريبا من النساء والأطفال، فضلا عن الدمار الواسع.

الأطفال والنساء

كما وزعت الحاخامية العسكرية على الجنود، بحسب هارئيل، فتوى أصدرها الحاخام شلومو افنير مدير مدرسة "عطيرات كوهنيم" المتطرفة في القدس المحتلة، توجب على الجنود التعامل مع المدنيين الفلسطينيين بنفس الصورة التي أوجبتها التوراة على اليهود في تعاملهم مع قوم "علقيم"، بقيادة شمشوم، أي قتل الأطفال والنساء، وحتى الدواب، بدون تمييز أو رحمة، بحسب الفتوى.

وجاء في الفتوى أن "القاسم المشترك بين قوم علقيم والفلسطينيين الآن أن كلا منهم يمثل شعبا أجنبيا يريد طردنا من أرضنا، مع أنه ليس لهما أي صلة بهذه الأرض".

 

وشددت فتوى أخرى للحاخامية على أنه "في الحرب، يتوجب عدم إبداء أي رحمة تجاه العدو.. يجب ضربه بكل قوة وعدم إبداء أي مظهر من مظاهر الرحمة".

القلب الحنون!

صحيفة "بشيبع" الدينية الإسرائيلية كشفت هي الأخرى أن الحاخام المكلف بالإرشاد الديني لكتائب الاحتياط المشاركة في الحرب على غزة، أصدر أيضا مواعظ دينية للجنود تشدد على عدم التعامل برحمة مع جميع الفلسطينيين.

وأوضح هارئيل أنه بعد معاينة الكثير من المواعظ يتبين بشكل واضح أنها تنبع من اعتبارات عنصرية، وتحث على قتل المدنيين الفلسطينيين دون تمييز.

وشرح الحاخامان حان حلميش ويوفيل برويند، العاملان بالحاخامية العسكرية، في موعظة إرشادية، كيف أن "الأعداء يستغلون القلب الإسرائيلي الرحيم والحنون لتحقيق أهدافهم، ومن ثم لا يجب استخدام الرحمة مع المتوحشين".

الرجل المبارك

ولم تقتصر عمليات التحريض العنصري ضد الفلسطينيين على الحاخامات والقيادات الدينية في إسرائيل، بل امتدت لتشتمل أيضا الحركات والأحزاب اليمينية المتطرفة.

إذ دعا منشور يحمل توقيع حركة "تلاميذ الحاخام إسحق جيزنبرج"، حاخام المدرسة الدينية المعروفة باسم "قبر يوسف"، إلى "عدم الاكتراث بحياة المدنيين في غزة، فهم مجرمون، ونحن ندعوكم إلى تجاهل كل القيم والأوامر التي من شأنها أن تعرقل سير القتال كما يجب أن يكون.. دمروا العدو".

وجيزنبرج هو صاحب مقال "الرجل المبارك" الذي يبارك فيه الإرهابي اليهودي باروخ جولدشتاين، مرتكب مذبحة الخليل عام 1994.

وصمة عار

وتواجه هذه الفتاوى والمواعظ معارضة داخل إسرائيل، حيث توجه المحامي والناشط الحقوقي ميخائيل سفاراد بطلب إلى وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك من أجل إبعاد العميد آفي رونتسيكي، الحاخام العسكري الأول، من منصبه.

واعتبر سفاردا أن الحاخام العسكري الأول استغل موقعه في الجيش، الذي يحظى فيه بحرية كبيرة، لنشر أيديولوجية متطرفة، ليلصق بالجيش كله وصمة عار كبيرة.

غير أن متحدثا باسم جيش الاحتلال أعلن أن رئيس أركان الجيش شخصيا يراجع المواعظ التي يتم توزيعها على الجنود، وأن مكتب وزير الدفاع غير معني بهذه "الأمور الداخلية" داخل الجيش.

 

وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن استخدام الفتاوى الدينية لتبرير استهداف المدنيين خلال الحروب التي تشنها إسرائيل تزايد في الداخل الإسرائيلي مع انطلاق انتفاضة الأقصى في سبتمبر 2000، لكن الأمر زاد بشكل كبير خلال الحرب الأخيرة على غزة.