خبر غزة وبشرى النصر /فايز أبو راس

الساعة 07:17 م|26 يناير 2009

 

ما تحقق في غزة لم يكن شيئا عاديا, بل حدثاً استثنائياً وهو شيء متجاوز لكل قوانين الحرب المعروفة,لأن الجيش الصهيوني المكتمل العديد والعدة الممسك بالأرض والبحر والجو والفضاء الذي ترهبه الجيوش كونه أحد أقوى الجيوش في العالم, يقف أكثر من ثلاثة أسابيع بكل قوة ناره وجبروته عاجزاً ثم يندحر مهزوماً أمام غزة المعرّاة من كل سلاح يستحق الذكر الاّ سلاح الإيمان والإرادة .

 

الشعب المحاصر والجائع في غزة هو بطل المعركة وهو صاحب الانتصار وهو الذي دفع ضريبة الدم واليه يرجع الفضل في صمود غزة وحماية المقاومة وإفشال أهداف العدوان, وهو الذي يستحق الاحترام وان يتم التمسك بحقوقه الوطنية والحفاظ عليها وعدم  التنازل عنها أو التهاون بها وتركها بيد فريق التفاوض الذي سيفرط بها على موائد التشاور أو التفاوض والمباحثات مع الأعداء أو الأشقاء على السواء بشكل رسمي أو غير رسمي, وأن تكون لدينا الثقة بالنفس وبصحة خيار المقاومة كطريق وحيد لتحصيل الحقوق, ونتأكد بأن النصر الذي تحقق في غزة قابل للتحقيق  مرات أخرى وفي أماكن أخرى إذا صح منا الإيمان والعزم والإرادة والتصميم, والشعب الذي قدم كل هذه التضحيات في غزة يستحق منا الثقة به والوفاء له وعدم السماح بأن تذهب تضحياته هدراً وهو جاهز أن يعطي المزيد.

 

مقاومة غزة المنتصرة جسدت الوحدة الوطنية الفلسطينية الحقيقية في الميدان, هذه الوحدة التي يجب أن تتعزز وتتجذر اليوم ولاحقاً بين كل الأطراف المشاركة في المعركة والنصر بغض النظر عن الأحجام والأدوار التي قام أو يمكن أن يقوم بها كل فريق, ويجب أن يكون لهذه الوحدة الميدانية حضورها ومشاركتها التمثيلية اللاحقة في الحياة السياسية والتنظيمية والإدارية والإعمارية في غزة, إضافة الى الهيئات والمنظمات الشعبية المختلفة التي أبلت بلاءً حسناً في معركة الدفاع عن غزة أمّا من غاب عن معركة غزة أو تغيّب عنها فهو مع الطرف المهزوم وعليه أن يعيد حساباته إذا أراد أن يعود الى  خيار المقاومة.

 

انتصرت غزة بلحمها الحي أمام حمم النار والحديد وبضعفها أمام جبروت القوة  بالإرادة والصمود أمام الغطرسة والقهر والعنف, وهي قادرة كل يوم على أن تخلق ملحمة صمود جديدة, لكن كم من السنين يحتاج العدو للقيام بحرب جديدة؟؟؟؟!!!    انتصار غزة خارج دائرة المألوف لأن الطرف الذي يملك من الماديات كل شيء انهزم أمام الطرف الذي لا يكاد يملك من الأشياء المادية أي شيء, لذلك هنالك ما هو غير مادي يقف خلف هذا النصر, ببساطة شديدة نصر غزة ليس له غير عنوان واحد انه رسالة بشرى بالنصر القادم , فاستبشروا خيراً, فإن الله مُنجزٌ على أيديكم نصراً.