مستشار ملك المغرب: بعد صفقة القرن هذا ما بحثه كوشنر بالرباط

الساعة 05:10 م|04 يونيو 2019

فلسطين اليوم

تساءل الناطق السابق باسم القصر الملكي، حسن أوريد، زميل الدراسة للعاهل المغربي محمد السادس، عن آثار زيارة جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمغرب، بخصوص موقف الرباط من "صفقة القرن".

جاء ذلك في مقال نشره بموقع TRT عربي، اختار له عنوان "جاريد كوشنر في الرباط.. فهل حدث تطور ما في موقف المغرب في ما يخص صفقة القرن؟".

وسجل الكاتب منذ البداية، أن "الجوانب الإيجابية للزيارة بالنسبة للرباط، هي العودة إلى ملف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. فللمغرب رصيد تاريخي، وهو طرف يحظى بالقبول من الطرفين. الجانب الآخر هو بعث الدفء في العلاقات الأمريكية المغربية التي شابها الفتور".

وتابع بأن "الزيارة ليست منفصلة كذلك عن سعى المغرب لتجاوز الغيوم مع كل من الرياض وأبو ظبي. وهو السعي الذي ما فتئ المغرب يعبر عنه من خلال عمل دبلوماسي مكشوف؛ مثل الزيارة التي قام بها مؤخرا وزير الخارجية ناصر بوريطة، لدول الخليج في أفق التهيؤ لزيارة الملك محمد السادس للمنطقة، أو من خلال التفاتة رمزية مثل استقبال الملك محمد السادس لمستشار ولي العهد تركي آل الشيخ الذي عبر عن موقف مناوئ لترشيح المغرب للمونديال بطريقة فجة".

وزاد أن "التطورات الأخيرة التي تعرفها الساحة العربية، من خلال الحركية التي يعرفها الشارع، وبخاصة بعد الإطاحة برئيسين في كل من الجزائر والسودان، تؤثر من دون شك على معسكر الملكيات. لقد اجتمعت دول الخليج زائد كل من الأردن والمغرب، عقب الموجة الأولى للربيع العربي، وهو ما نُعت حينها بمعسكر الملكيات، ولا يمكن للملكيات أن تظل لا مبالية بما يجري، وهي مدعوة لرص صفوفها أمام التغييرات الجارية".

وأفاد: "من العسير أن يظل المغرب في منطقة الحياد التي سبق أن عبر عنها وزير الخارجية في حوار له مع قناة الجزيرة في شهر يناير المنصرم قبيل زيارة سيرغي لافروف للمنطقة، ولا حتى في الندوة الصحافية التي أدلى بها في أعقاب زيارة الملك عبد الله الثاني للمغرب".

وأضاف أن "التحولات التي تعرفها المنطقة فضلا عن العلاقات الوشيجة التي تربط العائلة الحاكمة بالمغرب بكل من العائلتين الحاكمتين بالسعودية والإمارات ترسخ الوعي، من منظور الرباط، على تجاوز نزلة البرد القائمة".

وأوضح أن "من العسير ألا يفهم بالنسبة للمقتضى الأول التوتر القائم ما بين الولايات المتحدة وإيران، وبالنسبة للشق الثاني، ما يجري بليبيا وما تعرفه الساحة الجزائرية".

ومضى يقول: "لربما يضاف إلى تدوينة المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط الذي رافق كوشنر، جايسون غربنبلات، عقب الجولة، حول ابتهاجه بالزيارة إلى المغرب والتنصيص على أن المغرب صديق وحليف استراتيجي. وهو أمر في غاية الأهمية بالنسبة للرباط، بعد فترة إن لم يطبعها الجفاء، فعلى الأقل لم تتسم بالدفء المعهود الذي طبع العلاقات المغربية الأمريكية. لقرابة سنتين ليس لواشنطن سفير في الرباط".

وسجل: "فكيف ستستطيع الرباط أن توفق ما بين إرهاصات توجه جديد، ومواقفها المبدئية من القضية الفلسطينية وموقف السلطة الفلسطينية التي ترفض حضور قمة المنامة، وترفض وساطة واشنطن منذ قرار ترمب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس؟".

ويخصوص صفقة القرن قال: "لم يصدر موقف رسمي من الأمر، ومن المستبعد أن يغير المغرب موقفه المبدئي من مقترح (صفقة القرن)، أو أن يأتي بموقف لا ترضاه السلطة الفلسطينية، بخاصة وأن الملك محمد السادس يرأس لجنة القدس".