يقصفون في سوريا والرأس في لبنان وفي غزة- معاريف

الساعة 12:04 م|04 يونيو 2019

فلسطين اليوم

بقلم: تل ليف رام

لقد كانت الغارة المنسوبة لسلاح الجو في مطار تي 4 في لواء حمص في سوريا هي ظاهرا واحدة اخرى من غارات عديدة في سوريا ضد الوسائل القتالية التي تصل في ارساليات مباشرة في الطائرات من طهران لتصل الى الميليشيات المؤيدة لايران او لحزب الله. اما عمليا فهذه هي الليلة الثانية على التوالي التي تهاجم فيها طائرات سلاح الجو اهدافا في سوريا وتجبي اثمانا بالارواح ايضا.

ان المعنى المباشر هو ان الرد الاسرائيلي على اطلاق الصواريخ نحو جبل الشيخ يتواصل هذه المرة في عملية متواصلة ليومين. وذلك بينما في كل ليلة من الليلتين تكون اهداف الهجوم مختلفة جوهريا. ففي الليلة الاولى كان هذا ضد مواقع وبطاريات مدفعية لجيش الاسد في هضبة الجولان، اما في الليلة الثانية – فهجوم هام في مطار تي 4 في عمق سوريا، على مسافة نحو 60 كيلو متر فقط عن تدمر.

 

          ان توجه العملية لدى قيادة المنطقة الشمالية والجيش الاسرائيلي واضح ولا مساومة فيه. هدفه هو عدم السماح باي شكل لتحويل حدود الشمال – سواء مع سوريا أم مع لبنان – الى خط مواجهة يومية آخر، مثلما على حدود القطاع. ويدور الحديث عن معادلة مختلفة جوهريا عما يجري في الجنوب. على صاروخ وحيد يتفجر في جبل الشيخ، بلا اصابات ومع ضرر طفيف فقط، ذهب الجيش الاسرائيلي بعيدا بإذن من القيادة السياسية في سياسة الرد، وحسب منشورات في سوريا، فانه يهاجم على مدى يومين متواليين اهدافا هناك. يدور الحديث عن تواصل يعتبر شاذا حتى في سنة الذروة لسلاح الجو من ناحية عملياتية، الا وهي 2018. فحجم هجمات سلاح الجو انخفض في الاشهر الاخيرة، مما يبرز هذين اليومين الاخيرين كشاذين حتى بالنسبة لفترات اخرى في ا لماضي.

 

          ظاهرا، كان يفترض بالعام 2019 ان يكون اكثر استقرارا من ناحية اسرائيل في الجولان – فالروس يضغطون للاستقرار، بل وعادوا للمواقع المعروفة على طول الحدود، نشاطات الجيش الاسرائيلي ضد الايرانيين، الى جانب وضعهم الاقتصادي الصعب بسسبب الضغط الامريكي، يوفر التحولات، فتقلص التموضع الايراني في سوريا. نظريا، فان الوضع الجديد المتشكل في سوريا يفترض أن يخفض مستوى التوتر. اما عمليا – فالوضع مختلف تماما، وهو بالتأكيد متفجر وخطير على اسرائيل.

 

          ان عامل التغيير المركزي في المنطقة هو حزب الله. فاغلب مقاتلي المنظمة اللبنانية - الشيعية في سوريا عادوا الى الديار، ولكن ليس للمنظمة اي نية لمغادرة الدولة الناسفة. وهي تترك لنفسها امكانية العمل من سوريا حتى في اثناء حرب مع اسرائيل في لبنان، والى أن تنفذ عمليات ارهابية دون الاعلان عنها بواسطة منظمات تتلقى منها الدعم والتمويل المباشرين – وهو نمط عمل الحرس الثوري حقا. في السنوات الاخيرة كان سلاح الجو حذرا جدا من أن يضرب نشطاء حزب الله في سوريا. ومع ذلك، فان هذا الوضع يمكن ان يتغير كنتيجة لقرار عندنا.