بدون رئيس "يوجد مستقبل" ربما يكون هناك مستقبل- هآرتس

الساعة 12:00 م|04 يونيو 2019

فلسطين اليوم

بقلم: ب. ميخائيل

يئير لبيد، هكذا تزداد الاصوات، يجب عليه التنازل عن اتفاق التناوب مع بني غانتس. هذا طلب حكيم ومطلوب. أولا، هذا الاتفاق من البداية كان غريب وزائد. ثانيا، المصوتون لا يتحمسون من انتخاب أنصاف قادة. ثالثا، الوجود القريب من الكرسي العالي يدوس بثقله على النقاط المؤلمة لاعضاء الكنيست الحريديين ويمنع أي حوار معهم. ولكن بالاساس يجب على لبيد التنازل لأنه يناسب منصب رئيس الحكومة بالضبط مثلما يناسب أن يكون لاعب محور في "ام.بي.إي". سبع سنوات يدور فيها في عالم السياسة ويبدو أنه لم ينجح في أي يوم في الانحراف سواء في اقواله أو افعاله، عن المستوى المتوسط المتوقع. لا يجب فقط على لبيد التنازل عن التناوب، بل ايضا عن بقرة من البقرات المقدسة جدا والقريبة جدا من قلبه: تجنيد الحريديين "مساواة في العبء" حسب الشعار. ايضا هذه البقرة حان الوقت لذبحها. منذ ولادته كان هذا الحيوان زائد وضرره اكبر من أي فائدة افتراضية له.

 

          يكفي ما يفعله المتجندون المتدينون حتى الآن كي نعرف حجم الغباء. تعصب ديني هائج في القواعد، كراهية مقرفة للنساء في التدريبات، الحاخامات يأمرون الضباط، تهويد هائج ورجس كتيبة "نيتسح يهودا" الحريدية (التي جنودها نكلوا بأب أمام أولاده) والتي تقتضي حقا أن تغير اسمها الى كتيبة "نيتسح الاخوة شمعون وليفي". لماذا؟ (انظروا لسفر التكوين 49 – 5). متحررا من التناوب الزائد ومن الاستحواذ المرضي التجنيدي للبيد يستطيع بني غانتس أن يقدم للناخبين، المتدينين والعلمانيين، برنامج تكون فيه طريق جديدة، رؤية اصيلة، بعيدة عن الروتين السياسي المتعب ويكون فيها تجديد منعش: تعهد بمنح اعفاء كامل ومطلق من الخدمة العسكرية لجميع الحريديين، ليس كحيلة ولا كمعروف ولا كرشوة قبل المفاوضات الائتلافية، بل كخطوة أولى قبل تحويل كل الجيش الى جيش مهني والغاء كامل للتجنيد الاجباري للجميع.

 

          الجميع سيكونون رابحين. الحريديون سيتحررون من نير الجيش. الجيش سيتحرر من نير الحريديين. الشباب الذين سيختارون التجنيد كمهنة سيحظون براتب مناسب. والشباب في اسرائيل سيحظون بثلاث سنوات اخرى من الدراسة، نضج وتطور مريح، صفقة ربح كاسحة.

 

          ومن يعرف، ربما بفضل هذا البند في الحملة ايضا يعود للحياة "حلف تاريخي" ربط في الماضي بين الحريديين والقسم العقلاني (نسبيا) في السياسة الاسرائيلية.

 

          بالضبط، حزب مفعم بالجنرالات يمكنه أن يسمح لنفسه بتقديم هذا الاقتراح. حيث أنهم يعرفون الحقيقة. الجيش سبق وأعلن في عدة مناسبات بأنه سيتدبر أمره بدون جنود الخدمة الالزامية. معظم المهمات العسكرية اصلا ينفذها الجيش المهني. ايضا اعمال الاحتلال والقمع تنفذ بالاساس من قبل قوات مرتزقة، وقد حان الوقت ايضا لاعفاء الجيش من المهمات "التعليمية" التي فرضت عليه وتحريره من ضرورة أن يطبع على المزيد من الاجيال خاتم الطاعة والقوة والانغلاق، التي هي ضرورية لتنفيذ مهمات عسكرية. المجتمع الاسرائيلي بدون شك سيكسب من ذلك والجيش المهني بدون شك سيكون اكثر نجاعة من الجيش الالزامي.

 

          حزب ازرق ابيض يمكنه أن يكون الحركة الاولى التي تعلن بصوت عال أن حق عدم التجند هو من حق كل مواطن في اسرائيل وليس فقط الحريديين. الشعار المناسب الذي يجب طرحه على الناخبين يجب أن يكون "ليس مساواة في العبء بل مساواة في الاعفاء".

 

          ولبيد؟ لا يجب عليه ترك الحزب لا سمح الله. هو سيواصل كونه قابل للاستخدام في اللافتات، تمثيل الحركة في الخارج وتشجيع الهتافات في المسيرات الشعبية. فقط يجب عليه أن لا يكون مزعج.