انهيار البنى التحتية في غزة يعرض "إسرائيل" للخطر- هآرتس

الساعة 11:57 ص|04 يونيو 2019

فلسطين اليوم

بقلم: تسفرير رينات

انهيار البنى التحتية للمياه والمجاري والكهرباء في قطاع غزة تعرض المياه الجوفية ومياه البحر للخطر، وتعرض شواطيء الاستجمام ومنشآت التحلية – هذا ما جاء في تقرير جديد تناول التأثيرات البيئية للوضع في غزة على اسرائيل. في التقرير الذي أعده خبراء من جامعة تل ابيب وجامعة بن غوريون جاء أن احراق النفايات والبالونات الحارقة خلقت مؤخرا مشكلة تلوث الجو في اسرائيل. التقرير الذي أعد بناء على طلب من منظمة البيئة "ايكوبيس الشرق الاوسط"، عرض في يوم الاثنين في المؤتمر السنوي لاتحاد "اطباء صحة الجمهور ومدارس لصحة الجمهور". المؤتمر عقد ايضا بمشاركة اتحاد الاطباء البيطريين.

الطلب على الكهرباء في غزة يبلغ الآن 450 ميغاواط، لكن قدرة التزويد تبلغ على الاكثر 240 ميغاواط. في اعقاب ذلك فان نقص الكهرباء لتشغيل منشآت تكرير مياه المجاري، و70 في المئة من مياه الصرف الصحي في غزة تتدفق يوميا نحو البحر دون معالجة. كذلك في غزة هناك سحب زائد للمياه الجوفية. والنتيجة هي أن معظم المياه الجوفية ملوثة. حسب التقرير في السنة القادمة كمية المياه الصالحة للاستخدام حسب معايير منظمة الصحة العالمية ستصل الى صفر.

معدو التقرير الذين اعتمدوا ضمن امور اخرى على بيانات معهد ابحاث المياه والبحيرات في اسرائيل التي اشارت الى أن تلويث مياه المجاري أدى قبل ثلاث سنوات الى شل منشأة التحلية في عسقلان. التلويث يمكن أن يؤدي الى ارتفاع تركيزات الجراثيم حتى الى منطقة اسدود. في غزة نفسها حوالي نصف شواطيء البحر غير صالحة للسباحة بسبب تركيزات البكتيريا في المياه. تدفق مياه المجاري يعرض للخطر مصدر هام لآبار المياه الجوفية التي توجد في وادي شكما في جنوب شرق عسقلان. اسرائيل تحول مياه المجاري الى منشأة تكرير في سدروت، لكن التسربات التي تحدث اثناء الفيضانات في الشتاء ما زالت تعرض للخطر المياه الجوفية. خطر آخر هو تطور البعوض الذي يمكنه نشر فيروس حمى النيل.

 

          في المقابل، معدو التقرير اشاروا الى زيادة في تلويث الجو في غلاف غزة. لقد قارنوا بين تركيزات التلوث الجوي التي قيست في المنطقة في الصيف الماضي في اعقاب اطلاق البالونات الحارقة وبين تركيزات السنة السابقة ووجدوا ارتفاع في الحالات التي فيها يوجد في المنطقة تركيزات مرتفعة من بكتيريا التلوث بقطر صغير والتي يمكنها أن تخترق جهاز التنفس. في الوقت الذي كان فيه في العام 2007 التركيز الاعلى الذي تم قياسه هو 37.25 ميكروغرام للمتر المكعب، ففي العام 2018 تم قياس تركيز اعلى وصل الى 51. تلوث البيئة هو نتيجة للحرائق في الغابات والمناطق الزراعية التي تنتج عن البالونات الحارقة. ايضا سكان القطاع يكشفون لفترة طويلة للتلوث الجوي في اعقاب حرق النفايات في مواقع جمع النفايات غير المنظمة.

 

          حسب التقرير تستطيع اسرائيل أن تقلص بشكل كبير تأثير تلوث البيئة من غزة بواسطة متابعة جودة مياه البحر. اغلاق منشآت التحلية في عسقلان عند الحاجة وتحويل مياه الصرف الصحي الى منشأة تحلية في اسرائيل. مع ذلك، تكاثر السكان في غزة وزيادة كميات القمامة تصعب على اسرائيل القيام بذلك مستقبلا.

 

         "استنتاجات التقرير تشير الى واقع صحي – بيئي خطير جدا مع تأثيرات مباشرة على الامن القومي الاسرائيلي". قال مدير منظمة "ايكوبيس الشرق الاوسط"، جدعون برومبرغ. "بدون عمل سريع سنصل الى وضع انتشار أوبئة وتلوثات من شأنها أن تزهق الكثير من الارواح سوا في اسرائيل أو في غزة. التي لن تستطيع أي قبة حديدية أو جدار النجاح في منعها.