خبر ذوو أسرى غزة: عيون دامعة وقلوب حائرة تبحث عن وسيلة لطمأنة أبنائهم بعد العدوان

الساعة 10:33 ص|26 يناير 2009

فلسطين اليوم – غزة (تقريرخاص)

كانت الطفلة تسنيم هاشم العتال (9 سنوات) تحتضن صورة والدها بينما كانت تحاول الظهور على إحدى القنوات التلفزيونية التي تتواجد داخل مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة غزة لتغطية اعتصام ذوي الأسرى الأسبوعي، علً والدها الذي يقبع في السجون الإسرائيلية يرى صورتها ليطمأن عليها وعلى والدتها وإخوتها بعد عدوان متوحش دام 22 يوماً على قطاع غزة.

 

وبعيون كانت تملؤها الشوق والحنين لوالدها كانت تسنيم تتنقل من مكان إلى آخر بحثاً عن الكاميرات والوسائل الإعلامية عل صوتها وصورتها تصل إلى والدها الذي حرمته قوات الاحتلال وكافة الأسرى والمحررين من التواصل مع ذويهم داخل السجون في الوقت الذي منعت فيه زيارة أهالي قطاع غزة لأبنائهم الأسرى.

 

فتسنيم التي تدرس في الصف الرابع الإبتدائي وتقطن مع عائلتها في منطقة حي التفاح على الخط الشرقي شرق القطاع، لم تستطع الذهاب للمدرسة لكي تتمكن من حضور اعتصام ذوي الأسرى والذي يعتبر الأول بعد إعلان وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، لتطمئن والدها وتثلج صدره بأخبار أهلها بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

 

تقول تسنيم لـ"فلسطين اليوم": أنا ماخفت خلال العدوان الإسرائيلي ولكن كنت بحتاج يكون بابا جمبي علشان يطمن علينا ونطمن عليه، وكنت خايفة أموت أو يقصفونا بدون ما يشوفنا ولا أقدر أحضنه مثل أول".

 

أم محمد والدة تسنيم تجلس هي الأخرى بين النساء اللواتي تجمعن داخل مقر الصليب الأحمر للاعتصام والمطالبة بالإفراج عن كافة الأسرى حاملةً إحدى صور زوجها، تقول: " أحاول التواصل مع زوجي لكي أطمئنه على أولادي لأنه بالطبع قلق علينا بسبب وجودنا على الخط الشرقي للقطاع كمنطقة خطرة نواجه فيها كل أشكال العدوان الإسرائيلي".

 

وأضافت أم محمد ولها  6 بنات و3 أولاد أكبرهم 25 سنة وأصغرهم أنس 6 سنوات، أن زوجها هاشم الذي يعمل ساعي بريد في غزة، اعتقلته قوات الاحتلال خلال مروره عبر معبر إيرز بعد عودته من المستشفيات الإسرائيلية بعد أن أجرى عملية جراحية في عينه بسبب مرض السكري.

 

وأشارت العتال، إلى أنها لم تزر زوجها المعتقل داخل سجن بئر السبع ايشيل، وتقوم بإرسال رسائل له عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، كما تحدثت عبر إحدى الإذاعات المحلية لكي تحاول طمأنته على أحوالهم بعد الدمار والخراب والحرب التي شنتها إسرائيل على القطاع.

 

وطالبت العتال المؤسسات الحقوقية والدولية بالعمل على حل مشكلة منع قوات الاحتلال لذوي أسرى قطاع غزة من زيارة أبنائهم الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، مناشدةً المسؤولين وكافة قيادة الفصائل الوطنية بالتمسك بالوحدة الوطنية من أجل العمل على إحياء قضية الأسرى. 

 

وحال الطفلة تنسيم هو حال المئات من ذوي الاسرى القاطنين في القطاع والذين عاشوا خلال الثلاث اسابيع الماضية في عدوان متواصل من قبل اليات الاحتلال الاسرائيلية وكلهم املا لمعانقة ابنائهم وطمئنتهم عن احوالهم بعد العدوان الغاشم.