خبر شركاء سريون .. هآرتس

الساعة 10:19 ص|26 يناير 2009

شركاء سريون

بقلم: شاحر ايلان

        (المضمون: معاداة الاحزاب العربية لاسرائيل وجيشها هو السبب في صعود حزب يميني متطرف مثل "اسرائيل بيتنا" - المصدر).

        الاحزاب العربية لا تعتبر خطرا على اسرائيل بسبب تآمرها على فكرة كون اسرائيل دولة يهودية. ولا بسبب التصريحات التي تطلقها تأييدا للاعداء. هذه الامور بحد ذاتها لا تعتبر تهديدا. التهديد الحقيقي يكمن في ان ما تفعله الاحزاب العربية يؤدي الى تعزيز قوة "اسرائيل بيتنا" وافيغدور ليبرمان. وليبرمان لا يشكل تهديدا للنظام الديمقراطي فقط. ان وصل ذات يوم الى سدة الحكم فقد يقود الدولة نحو الضياغ والخسران، من الصعب جدا التأثر كثيرا من انجازات هذا الحرب في الكنيست المنتهي هذا ان كانت لديه كهذه. يجب ان لرصيده غير الهام اقامة وزارة الشؤون الاستراتيجية التي تنافس من حيث الاهمية وزارة التطوير الاقليمي وحقيقة ان عضوة الكنيست الاكثر اثارة للاعجاب في القائمة استرينا ترتمان قد استبعدت منها لصالح عارضتين (اورلي ليفي وانستاسيا ميخائيلي). ان اخذنا كل هذه الامور بعين الاعتبار سيكون فهم سبب صعود ليبرمان في الاستطلاعات مسألة صعبة. الجواب على ذلك هو انه الوحيد على ما يبدو الذي يعبر عن غضب الجمهور الهائل والاحزاب العربية.

        محكمة العدل العليا احسنت صنعا عندما رفضت قرار استبعاد الاحزاب العربية الثلاث. من المهم جدا للمجتمع الاسرائيلي ان تكون الاحزاب العربية ممثلة في الكنيست لان البرلمان الاسرائيلي سيكون من دونها هيئة ابرتهايد. ومع ذلك، لا يكف الواحد عن سؤال نفسه لماذا يشغل قادة الاحزاب العربية انفسهم الى هذه الدرجة فيما يحدث في السلطة الفلسطينية بينما تقل نجاعتهم وخدمتهم لمن اختاروهم. في بعض الاحيان يصعب عدم الاشتباه بهم (مثل شاس) انهم يسعون للابقاء على الضائقة حتى يكون هناك من ينتخبهم.

        من الصعب ان نفهم كيف وضع عضو الكنيست جمال زحالقة نفسه مؤخرا على يسار ابو مازن لانه لا يطالبه بتقديم القيادات الاسرائيلية للمحاكم جراء ما اسماه "مذبحة غزة". كما انه دعى قادة الاحزاب العربية لاعادة  النظر في تأييدها لرئيس السلطة الفلسطينية. ان كان زحالقة يضع نفسه بين ابو مازن وحماس فلماذا لا يقوم ليبرمان بوضعه في ذلك الموقع؟

        عضو الكنيست احمد الطيبي اعتبر العملية في غزة "الانتصار الاكثر خزيا ولا اخلاقية في التاريخ الحديث". هذه العبارة غير ذكية لدرجة يصعب فيها ان نصدق ان الطيبي هو الذي قالها. ولكن يبدو ان الجيش الاسرائيلي لكونه جيش دولة اسرائيل لا يستطيع الا ارتكاب جرائم الحرب من وجهة نظر هذه الاحزاب. هم لن يتفهموا دوافع هذا الجيش في اي وقت من الاوقات ومواصلة الادعاء ان تصرفاته وردوده تتجاوز كل المقاييس غير آبهين بكونه ذو معايير اخلاقية افضل من تلك التي تتميز بها جيوش اخرى مثل الجيش العراقي او الايراني او الروسي.

        هذا ما يتسبب في ارتفاع اسهم ليبرمان، من المشكوك فيه ان يتمكن الطيبي وزحالقة من السماح لنفسيهما بتجاهل دروس التاريخ. احزاب على شاكلة "اسرائيل بيتنا" تزيد من قوتها في الازمات في اماكن كثيرة في العالم. وهذه الاحزاب قادرة على فرض نظام مركزي فردي. ليبرمان نفسه لا يخفي رغبته في وجود نظام يقف على رأس رئيس قوي جدا. كما انه لا يخفي رغبته في وضع الجدار بصورة تضع اغلبية عرب اسرائيل من ناحيته الشرقية.

        لذلك يجدر بالسياسيين العرب ان يراجعوا انفسهم. هل يتوجب عليهم حقا ان يقولوا الامور طوال الوقت باكثر الاساليب غلظة وفظاظة؟ وهل من الضروري دائما ان يتعاملوا مع الجيش الاسرائيلي واسرائيل على انهما عدو؟ هل يجب حقا ان يذكروا الناخب دائما بانهم لا يعترفون بالدولة اليهودية؟ ذلك لانه وفقا لما تظهر فيه الامور الان لا شك انهم شركاء ليبرمان الاساسيون وانهم يقومون بقطع الغصن الذي نجلس كلنا عليه.