خبر تاج النصر لحماس ..معاريف

الساعة 10:18 ص|26 يناير 2009

تاج النصر لحماس

بقلم: عاموس غلبوع

 

        (المضمون: ينشأ الانطباع بان حكومة اسرائيل ترغب حقا في منح حماس انتصارها السياسي وذلك من خلال الاستجابة لمطالبها مقابل تحرير شليت -  المصدر).

 

        مر نحو اسبوع منذ وقف النار في اعقاب انهاء حملة "رصاص مصهور" في غزة ونحن نوجد الان في بداية حرب من نوع جديد : الحرب على الصورة والى الانجازات السياسية. ومع أن حماس ضربت بشدة ولكن مكانتها الدون هذه هي مدخل لحرب جديدة، تلك الموجهة للرأي العام (الفلسطيني، العربي، العالمي وكذا الاسرائيلي). وحسب نتائج مركز المعلومات للاستخبارات والارهاب في معهد تراث الاستخبارات، فان المعركة التي تديرها الان حماس  - بمساعدة وثيقة من "الجزيرة"، "محور الشر" ومحافل دولية مختلفة – تستند الى خمسة عناصر:

        الاول، اعتذاري في جوهره، يقرر بان ليست حماس هي التي شنت الحرب، وليست هي المذنبة فيها. مذنبة اسرائيل التي نسجت مؤامرة لتصفية "المشكلة" الفلسطينية، من خلال سحق حماس، التي تشكل "المقاومة" للاحتلال الاسرائيلي وتقف على رأس الكفاح ضد الكيان الصهيوني.

        العنصر الثاني، كاذب ومفتري في جوهره، يعرض الصورة التي بموجبها مس الجيش الاسرائيلي بالمدنيين ولا سيما بالاطفال عن عمد. حماس تحاول عرض صورة وكأن الجيش الاسرائيلي ارتكب جرائم حرب متواصلة، استخدم وسائل قتال محظورة، دمر عن قصد المباني والمؤسسات العامة، وكاد لا يقاتل ضد مقاتلي الحركة. في اطار هذه الفريات تعد حماس ساحة قتال جديدة حيال الجيش الاسرائيلي: دعاوى قضائية ف ي الدول الغربية. في المعركة على هذا العنصر تحظى حماس ليس فقط بمساعدة من جانب تلفزيون "الجزيرة" بل وايضا بمساعدة اسرائيليين مختلفين.

        العنصر الثالث، الاقتصادي والسلطوي في جوهره، يشدد على التزام حماس باعادة بناء القطاع واعطاء مساعدة مالية محددة لكل عائلة عن بيتها الذي دمر او تضرر، وعلى كل قتيل وجريح. وفضلا عن ذلك، فقد بدأت حماس في كفاحها لتحقيق مصلحتها المركزية: فتح كل المعابر الى قطاع غزة برقابتها وان تكون رب البيت المسؤول عن كل الاموال، المساعدات والاحتياجات التي ستوجه الى القطاع. هي وليس ابو مازن.

        العنصر الرابع هو ايضا كاذب في مضمونه، يأتي بعروض عابثة عن قصص بطولة لرجال حماس وقدراتهم العسكرية الذين صمدوا امام آلة الحرب الاسرائيلية.

        العنصر الخامس، استفزازي في جوهره ويسجل اتجاها للمستقبل، يعرض بداية اعادة بناء الانفاق ويعلن عمليا بان احدا لن يمنعنا من العودة لتهريب السلاح والتسلح لاننا حركة مقاومة لباب نشاطها هو العنف تجاه اسرائيل.

        صحيح ان اسرائيل تستعد لصد مزاعم حماس وخطواتها، ولكن يبدو أن قيادتنا السياسية تستعد اولا وقبل كل شيء للانتخابات، وهذا مفهوم بما فيه الكفاية. المشكلة هي أن السياق السياسي الداخلي عندنا يمنح حاليا تفوقا لحماس ومؤيديها.

        في حالة واحدة، برأيي، يثور الانطباع بان حكومة اسرائيل ترغب حقا في منح حماس النصر السياسي. فجأة على خلفية اراء محللين بان فقط تحرير جلعاد شليت كفيل بان يرجح الكفة في الانتخابات لصالح كديما، بشرنا بان رئيس الوزراء والوزراء غيروا رأيهم في هذه المسألة. واذا كانوا حتى الحرب عارضوا طلب حماس تحرير كل القتلة مقابل شليت، فان الحرب لطفت موقفهم. الان هم مستعدون لان يبدوا "سخاء المنتصرين"، والتنازل لمطالب حماس قبل الحرب.  المهم ان ينشأ الانطباع بان شليت يوشك على العودة الى الديار قبل الانتخابات.

        هل حكومة اسرائيل الحالية مستعدة حقا لان تمنح حماس انجازها الاكبر وتري العالم بانها المنتصر الحقيقي واننا نحن الخاسرون؟ من الصعب التصديق، الا اذا كانت الصهيونية لاسياسية عشية الانتخابات تشوش عقلها السليم.