طقوس سنوية..

تقرير كعك العيد في غزة.. كرنفال نسائي و"لمات" رمضانية حتى الفجر

الساعة 01:36 م|27 مايو 2019

فلسطين اليوم

تتزين رائحة الأحياء السكنية والشوارع في قطاع غزة بنكهة الكعك المميزة، لاسيما مع دخولنا في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، والذي تنشغل فيه ربات البيوت الغزّية بتحضير "كعك العيد" لتقديمه عند استقبال الضيوف في عيد الفطر كطقوس سنوية لدى الفلسطينيين.

وتجتهد النساء في إعداد الكعك والمعمول وسط مشاركة عائلية واسعة، حيث تنتشر رائحته الزكية من البيوت لتعلن اقترب العيد، والاحتفال به بهذه الطقوس المميزة رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعايشها الكثير من العائلات في قطاع غزة.

الخمسينية أم صالح، يشاركها أبنائها وبناتها بدأت بإعداد المواد اللازمة للكعك، مشيرة إلى أن مشاركة الجميع في صناعته يضفي على الكثير من الفرح والبهجة في استقبال لعيد الفطر، خاصة ما وصفتها بـ "اللمة الحلوة" والتعاون في صناعة الكعك حتى ساعات الفجر.

وتقول لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إن تجهيز الكعك أصبح لديهم عادة سنوية لا يخلو من رمضان ويضفي طابعًا خاصًا عندما يصنع في المنزل، ويشارك في صناعته كافة أفراد العائلة في أجواء من الاحتفال والتعاون، استعداداً لاستقبال العيد.

وأوضحت أم صالح بأنه على الرغم من الجهد الكبير الذي يتطلبه عمل الكعك في المنزل، الا أنها تفضل صناعته في المنزل وعدم شراؤه جاهزاً، لافتاً الى أن رائحة الكعك في البيت لوحدها تكفي لإضفاء أجواء السعادة في المنزل، كونه من أهم الطقوس التي يمارسها الفلسطينيون في عيد الفطر السعيد.

أما المواطنة أم محمود، قررت شراء الكعك الجاهز من محل الحلويات، فالظروف الاقتصادية الصعبة تمنعها من اعداد الكعك كما كل تعده عام ناهيك انه يحتاج وقت وجهد كبيرين، واكتفت بشراء 2 كيلو من الكعك والمعمول الجاهز.

وتشير لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" إلى أن الكعك من أهم اللوازم التي يتم شراؤها لاستقبال عيد الفطر السعيد، ولا يمكن الاستغناء عنه حتى لو كان جاهزاً غير مصنع منزلياً، لافتة أنها تقترض مبلغا من المال لتوفير الكعك والمعمول كأحد الطقوس المهمة في نهاية شهر رمضان، وفق أم محمود.

ويزداد في هذه الآونة صناعة الكعك كإحدى المهن التي يمكن أن توفر دخلاً للعائلات ذات الدخل المحدود، من خلال صناعته وبيعه في المحال التجارية، أو في البيوت، أو عن طريق البيع الالكتروني، فيما تتنافس الكثير من السيدات على اغتنام هذه الفرصة لبيع كميات كبيرة من الكعك والمعمول واستغلاله كموسم سنوي.

في السياق، قال صاحب محلات القدرة للبهارات والمواد الغذائية رائد القدرة، إن الأسواق الغزّية تشهد تراجعًا كبيرًا في شراء لوازم وكلفة الكعك مقارنة بالعام الماضي، لافتًا إلى عزوف نسبة كبيرة من زبائنه عن شراء لوازم الكعك بسبب اقتطاع رواتب موظفي السلطة وتأخر صرفها.

وأضاف القدرة لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الأيام الأخيرة المتبقية توضّح حجم اقبال المواطنين على شراء لوازم الكعك والعجوة، مبينًا أن المواطنين يلجؤون لإعداد للكعك والمعمول في ليلة القدر استعدادًا لاستقبال الضيوف في العيد.

ومن ناحية أخرى، وعلى الرغم من أهمية وجود كعك العيد في سلم أولويات قائمة المشتريات، إلا أنه ينصح عدم الاسراف في تناوله لاحتوائه على مواد قد تصيب الانسان بالسمنة وامراض اخرى، على الرغم أن فيه قيمة غذائية، تختلف حسب المواد التي تدخل في صناعتها وهذه المواد بصورة عامة يكمل بعضها البعض وتعطي في النهاية غذاء متكاملا مرتفع القيمة الغذائية، فدقيق القمح غني بالمواد النشوية والبروتينية وبه قدر من الدهون، كما يحتوي على الكالسيوم والحديد ويعطى قدرا عاليا من السعرات الحرارية 322 سعرا لكل 100 جرام.

وتحتوي التمور المستخدمة في حشو الكعك على نسبة عالية من النشا والسكر وقدر بسيط من البروتين والدهون، وتصل نسبة الكالسيوم بها الى 60 مليجرام لكل 100 جرام وتعطى قدرا من الطاقة يصل الى 245 سعرا لكل 100 جرام.

وتعتبر صناعة "كعك العيد" من مظاهر الاحتفال بفرحة قدوم هذه المناسبة العظيمة، إذ تحضره الكثير من البيوت قبيل عيدي الفطر، والأضحى بأيّام قليلة، وذلك لتقديمه للضيوف في أيام العيد المباركة.

كعك1
كعك2
كعك3
كعك4
كعك5
كعك6
كعك7
كعك8
كعك9
كعك11
كعك10
 

كلمات دلالية