حكومة مجلس "يشع" – بني براك- هآرتس

الساعة 11:07 ص|27 مايو 2019

فلسطين اليوم

بقلم: عوزي برعام

الحكومة التي يسعى نتنياهو الى تشكيلها هي حكومة غير شرعية بشكل واضح. يبدو أنه من الصعب اعتبار هذه حكومة تحظى باغلبية برلمانية وتعكس رغبة الشعب. ومع ذلك فان غياب الشرعية يصرخ حتى عنان السماء.

من الواضح للجميع أنه لا يوجد شر وظلم عام نتنياهو غير مستعد لتنفيذه من اجل التهرب من ذعر قرار الحكم. حيث أنه قبل شهرين فقط قال إنه سيأتي الى جلسة الاستماع وهناك سيحطم كل الاتهامات الموجهة ضده حتى لا يبقى منها سوى الغبار الذي سيذهب مع الريح. في محيطه ضحكوا بارتياح، جميع المتملقين الذين يملأون قائمة الليكود.

بعد الانتخابات ظهرت الحقيقة. نتنياهو عرف أن لوائح الاتهام ضده قوية وثابتة، وأن هناك شهود ملكيين كما يبدو سيجرمونه. لذلك اتخذ قرار – امامنا ساعة طواريء وتشكيل الحكومة سيتم صياغته وفقا لذلك. نتنياهو اختار عدم اظهار موقفه في أي قضية باستثناء ما يمكن أن ينقذه من المثول للمحاكمة.

رغم الصعوبات المتوقعة في تشكيلها، إلا أن الحكومة المستقبلية ستتم قيادتها من قبل مجموعتين، مسيحانية وحريدية، ليس لهما أي علاقة بالروح الاسرائيلية. الحريديون هم الاعداء اللدودين للحداثة، والاندماج في العالم الكبير وبالاساس الاندماج في الاسرائيلية.

بتسلئيل سموتريتش لا يمثل تل ابيب وحيفا وريشون لتسيون ورمات غان ونتانيا، بل هو يمثل الخليل. والخليل تمثل الشوفينية القومية، أو الغطرسة اليهودية. سموتريتش ليس سوى مبعوث الحاخام ليئور وحاخامات آخرين، الذين تم الكشف عن عورتهم الايديولوجية في مناسبات كثيرة. حتى ناخبي الليكود لم يفوضوا بيبي ببيع قيم دولتهم للحاخام دوف ليئور.

الربط بين الحاخام ليئور وبين كبار الحاخامات ومجلس كبار التوراة يشكل خطر حقيقي. وهذا ما يحول الحكومة الى غير شرعية. إن اختيار هذا الدمج ليس فقط يتجاهل جمهور الناخبين الكبير، بل يتجاهل ايضا الجمهور الهام في الدولة – الذي يحرك الاقتصاد ويدير الجيش ويشكل الروح العلمية والثقافية لها. وهم ايضا الذين يؤيدون المساواة بين الرجال والنساء والذين صدموا من المطالبة باقصائهن. عدد منهم فخورون بأن اسرائيل تحولت الى احدى بؤر الحج للمثليين، وأن حربهم ليست فقط على حرية الجنس، بل على حرية اختيار ذلك كنهج حياة.

ايضا الحاخام ليئور والحاخامات الحريديين يطمحون الى تشريع "فقرة الاستقواء" ليس بسبب الرغبة في تهريب نتنياهو من مصيره، بل لأنهم معنيون بأن لا تقع قوتهم السياسية تحت انتقاد القضاء: سواء بالنسبة لقوانين التهويد أو التجنيد، وبالنسبة لقانون الضم الزاحف والفوري. تشريع فقرة الاستقواء بصورة تستطيع فيها الكنيست تجاوز رفض قانون من قبل المحكمة العليا باغلبية عادية وليس باغلبية خاصة، يعطي الحرية للاستبداد والفساد.

يجب عدم تجاهل حقيقة أن جزء بارز من الرأي العام لا يتأثر من الاتجاه غير القانوني، طالما أنه سينقذ نتنياهو من مصيره. هذا الجزء هو ثمرة التحريض القومي المتطرف ضد شرعية محكمة العدل العليا.

هناك من يحاولون تبرير التغييرات كمحاولة لاعادة الدولة الى عهد ما قبل "الثورة القضائية" لاهارون براك. صحيح أن براك ربما هو رجل القانون الذي أثر اكثر من أي شخص آخر على تشكيل العلاقات بين السلطة القضائية والسلطة التشريعية، ولكن ايضا قبل فترة ولايته كان هناك قضاة في القدس لم يسمحوا لبن غوريون بأن يغلق "صوت الشعب"، وأن يغلق للحريديين التلفاز في يوم السبت.

حاخامات "يشع" وبني براك لم يؤيدوا في أي يوم العمل الاجنبي الذي يسمى ديمقراطية. إن وضع مفاتيح تشكيل طريقنا في أيديهم هو الذي يحول الحكومة الى حكومة غير شرعية. بيبي فضل نتنياهو على اسرائيل.