خبر الألغام والصواريخ غير المنفجرة تحول دون عودة أهالي المناطق الزراعية إلى منازلهم

الساعة 07:41 ص|26 يناير 2009

فلسطين اليوم-غزة

بعد حوالي شهر قضاه هو وأسرته مشرداً، تارة يحط لدى ذوي زوجته وتارة أخرى لدى أحد اخوته، عاد زويد النعيمات أول من أمس الى منزله المتاخم للخط الحدودي مع إسرائيل في قرية جحر الديك، التي تقع بين مدينة غزة، ومخيم البريج للاجئين، وسط القطاع.

وعلى الرغم من أن دماراً جزئياً قد لحق بالمنزل، إلا أن زويد قرر العودة الى هناك واستصلاح غرفة أو أكثر للإقامة فيها حتى يتخلص من الحرج الشديد الذي اصابه واسرته لدى الإقامة لدى أقاربه الذين حط عندهم خلال ايام العدوان الـ22.

لكن ما أن وصل زويد للمنزل حتى لفت نظره وجود قنبلة ضخمة مغروسة في باطن الأرض

على الجهة الجنوبية من منزله. تأكد زويد أن الحديث يدور عن قنبلة تزن نصف طن أطلقتها خلال الحرب الأخيرة على غزة طائرة اسرائيلية نفاثة من طراز أف 16. وبينما كان يتأمل هذه القنبلة حتى صرخت عليه زوجته لتخبره أن قنبلة أخرى تنغرس بمحاذاة الطرف الشرقي للمنزل، لم يكن هناك ثمة خيار أمام زويد إلا أنه قفل راجعاً للإقامة لدى احد أقاربه حتى تتم إزالة هذه القنابل خشية أن تنفجر وتؤدي الى دمار المنزل.

 وكما يقول زويد فإن القنبلة من هذه القنابل كفيلة بتدمير مبنى ضخما من اربعة طوابق، فما بالك ببيت مثل بيته مكون من طابق واحد. ولم يكن زويد الوحيد من الفلسطينيين الذين يقطنون في المناطق الريفية ولم يتمكنوا من العودة الى منازلهم بعدما اكتشفوا وجود صواريخ وقنابل ضخمة ألقتها في محيط منازلهم. ففي منطقة أم الجمال، التي تقع الى الشرق من مخيم المغازي للاجئين، لم يتمكن الفلاحون الذين يملكون أراضي زراعية هناك من جلب الأشجار التي دمرتها جرافات الاحتلال واستعمالها كحطب، عندما تبين أن هناك عددا كبيرا من الصواريخ والقنابل لم تنفجر في المكان.

فلم يتمكن عدنان الرجدي الذي قام جنود الاحتلال بتدمير كرم الزيتون الذي يملكه في المنطقة، من جلب الأشجار على عربة الحمار التي يملكها، حيث يخشى أن تنفجر هذه القنابل وتلك الصواريخ أثناء دوس عربته عليها.

وأدى ما خلفه العدوان من متفجرات حتى الآن الى مقتل طفلين في بلدة بيت حانون، اقصى شمال القطاع، لكن العدد القليل من الضحايا ناجم عن الحذر الشديد الذي يبديه الناس الذين يتحركون في المناطق الزراعية الحدودية. يذكر أن طائرات الإف 16 ألقت مئات الأطنان من المتفجرات في هذه المناطق حتى لا يواصل المقاومون استخدامها في إطلاق الصواريخ على العمق الإسرائيلي.

وكان وزير الزراعة في الحكومة بغزة الدكتور محمد الآغا قد أعلن أن وزارته قلقة من تداعيات قصف طائرات الاحتلال للأراضي الزراعية وتأثير القصف على خصوبة الأرض مستقبلاً، مشيراً إلى أن هناك كثيرا من المخاطر تكتنف العمل الزراعي حالياً بسبب عدم انفجار بعض الصواريخ التي قصفت بها المناطق الزراعية ويصعب الكشف عن مكان وجودها لعدم وجود الإمكانيات اللازمة لذلك. وأشار الى ان الجيش الإسرائيلي دمر عشرات الآلاف من الأشجار ومعظم مزارع الإنتاج الحيواني بالإضافة إلى مئات الآبار والبنى التحتية الزراعية، موضحا أن هذه الأضرار نجمت جراء توغل الدبابات الاسرائيلية عبر المناطق الزراعية. وأضاف الآغا أنه وحسب التقديرات الأولية فإن الخسائر التي لحقت بالقطاع الاقتصادي خلال الحرب على غزة تجاوزت المائة مليون دولار.