مقاتلو "السرايا" و"القسام".. يدٌ تقاوم.. وأخرى في الخير تساهم

الساعة 03:11 م|26 مايو 2019

فلسطين اليوم


يعتبر العمل العسكري المشترك بين فصائل المقاومة من أروع الصور التي جسدتها الأجنحة العسكرية للمقاومة خلال السنوات الماضية وخاصة بين "سرايا القدس" و"كتائب القسام"، ولكن في الفترة الأخيرة لا سيما مع بدء مسيرات العودة، لم تقتصر قصص التلاحم والعمل المشترك بين الفصائل على الجانب العسكري فقط بل اتخذ أشكالاً وصوراً أخرى لتؤكد على وحدة الدم والهدف والقرار.

وقدمت "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، و"كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة حماس، لوحدة مشرفة في التآخي والتعاون في تقديم الخير في رمضان فتجدهم قبيل الافطار يوزعون وجبات سريعة للمتأخرين عند غروب الشمس، كما ظهر تعاون لافت بين هذين الجناحين في التواصل الاجتماعي من خلال زياراتهم لعوائل الشهداء والأسرى في صورة جمليه ترسمها المقاومة الفلسطينية.

في سياق التوحد والتعاون المشترك، تحرص فصائل المقاومة على الرباط والانتشار على طول حدود قطاع غزة، لمنع أي محاولة غدر من قبل العدو الصهيوني بحق أبناء شعبنا، عبر التنسيق العالي بين الوحدات العاملة في أرض الميدان، حيث ظهر تواجد مشترك في العديد من النقاط لمرابطي "سرايا القدس" و"كتائب القسام".

 

قلب رجل واحد

القيادي في "سرايا القدس" أبو مصعب: يرى أن هذا التلاحم والترابط والانسجام الكبيرين بين "سرايا القدس" و"كتائب القسام" يحمل دلالات كبيرة ومعانٍ هامة، أبرزها الوحدة الميدانية بين أكبر قوتين عسكريتين في فلسطين والتي تعكس أداءً رشيقاً وقوة أكبر، وكذلك الانسجام في اتخاذ القرارات، الأمر الذي يقلق العدو وقيادته المهزومة.

وأكد أبو مصعب لـ"الاستقلال"، أن ما توصلت اليه المقاومة الفلسطينية من ابداعات ونجاحات وخاصة في المعارك الأخيرة يرجع إلى وحدة القرار والعمل المشترك، وخاصة بعد ظهور غرفة العمليات المشتركة، والتي كانت بمثابة التتويج لهذا العمل الوحدوي بين فصائل، حيث استطاعت المقاومة من خلالها فرض معادلات جديدة أدت لكبح جماح هذا العدو المتغطرس والحيلولة دون اختراقه للجبهة الداخلية عبر استغلال بعض الثغرات الأمنية.

وشدد على أن "سرايا القدس" و"كتائب القسام" وكافة الأذرع العسكرية ضمن غرفة العمليات المشتركة، باتت على قلب رجل واحد وما جرى في الجولة الأخيرة من تنسيق مسبق وآني خلال المعركة أربك العدو بشكل حقيقي على صعيدي السياسة والعسكر، معتبراً ذلك ثمرة من ثمار الترابط والتنسيق بين فصائل المقاومة الفلسطينية".

وأضاف القيادي في سرايا القدس" أن الرسالة التي نريد إيصالها للعدو الصهيوني، أن الزمن الذي تنفرد به آلة الحرب الصهيونية بفصيل دون الآخر قد انتهى والى الأبد، ونحن بدأنا مرحلة جديدة ومهمة في تاريخ الصراع مفادها توحيد كافة الجهود القتالية والعسكرية لمواجهة مخططات العدو وقد رأى وسيرى الجميع التنسيق على أعلى مستوياته بين السرايا والقسام في الأيام المقبلة بمشيئة الله".

وأشاد أبو مصعب بشعبنا الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة، ودعاهم إلى مزيد من الصبر والصمود والاحتساب، قائلاً: "فما خاب الرهان يوماً عليكم وأنتم الحاضن الوفي على الإطلاق في التصدي لكافة المؤامرات"

وتابع القيادي في سرايا القدس "أن هذا العدو لن يهنئ بالسلام والأمن والأمان إلا بالرحيل عن فلسطين المحتلة وأن أيدينا على الزناد ونعمل بكل قوة لتحقيق مصالح شعبنا وحرية الأرض والإنسان" مشيراً إلى أن هذا أصبح واضحاً من خلال أعمال المقاومة الميدانية الوحدوية المشتركة التي لا تنقطع.

 

تعزيز للقوة

وبدوره عبر أحد مجاهدي "كتائب القسام" عن سعادته بهذا الانسجام الحاصل بين "سرايا القدس" و"كتائب القسام" والذي ظهر جلياً من خلال الرباط المشترك على الثغور جنباً إلى جنب، والمشاركة في إفطار الصائمين في شهر رمضان، والزيارات الميدانية لعوائل الشهداء والأسرى، والسحور معاً على أرض الرباط ، مشيراً إلى ذلك يدل على تماسك وقوة المقاومة ومدى الوعي الحاصل أن بالوحدة نستطيع عمل المستحيل.

وقال المجاهد القسامي: "إن عملنا الموحد في الميدان عزز من قوتنا ووحدتنا وساهم بشكل كبير في جعل العدو الإسرائيلي يتخبط أمام ضربات مقاومتنا الأشد بأساً بالاتحاد والتعاون المشترك" مشيراً إلى أن ذلك ظهر خلال الجولات السابقة وخاصة الأخيرة حيث بدت تلك الوحدة ظاهرة بشكل لافت وظهر تناغم كبيرين بين "سرايا القدس" و"كتائب القسام" كان له الأثر المهم في حسم المعركة مع الاحتلال.

وأوضح أن توحد رجال المقاومة في الميدان يعبر عن مدى التعاون الموجود فعليا على الأرض، مؤكداً أن المرحلة القادمة ستشهد تكثيفاً للإجراءات التي تبرز مدى التعاون الفعلي بين عناصر المقاومة الفلسطينية لان عدونا واحد وهذا الإجرام الصهيوني يجب أن يقابل باصطفاف فلسطيني يلتف حوله الجميع.