هل تتجه شبكة الإنترنت العالمية نحو التفكك؟

الساعة 03:10 م|26 مايو 2019

فلسطين اليوم

ظلت شبكة الإنترنت لفترة طويلة قائمة على فكرة إلغاء الحدود والقيود، بحيث يمكن لأي شخص في أي مكان إرسال واستقبال أي مضمون، لكن دولاً حول العالم تحاول جاهدة بناء هياكل جديدة مختلفة المعايير في الفضاء الإلكتروني، ما يطرح تساؤلات حول بداية تفكك الإنترنت كما عرفناها دائماً.

روسيا والصين... تجارب بارزة

في الشهر الماضي، أقرت روسيا مشروعي قانون يفرضان خطوات تقنية وقانونية لعزل الإنترنت الروسي. سبقتها قبل ذلك الصين التي بنت سوراً عظيماً حول مواطنيها بشكل يعزلهم تماماً عن بقية الفضاء الرقمي العالمي، وطورت تطبيقاتها المستقلة عن المنافسين.

وبحسب ورقة تحليل نشرها موقع "بي بي سي"، فإن هناك عددا متزايدا من البلدان بات يرفض الإنترنت التي يسيطر عليها الغرب.

ومشاريع هذه الدول الراغبة في الانعزال مدعومة بالتطورات التكنولوجية والمخاوف العالمية حول ما إذا كان الإنترنت المفتوح فكرة جيدة. وتعمل بالقدرات الخاصة للدول وبناء التحالفات بين البلدان المتشابهة في التفكير من أجل شبكة موازية للإنترنت العالمية.

نحو تقليد روسيا والصين

يقر معظم الخبراء بأن هدف روسيا والصين الأساسي هو زيادة سيطرتهما على مواطنيهما في الداخل، لكن إجراءاتهما قد يكون لها عواقب عالمية أيضاً، ويبدو أن قائمة البلدان التي تجد نفسها منجذبة إلى إدارة أكثر استبدادية للإنترنت آخذة في الازدياد.

ويمكن لجيران روسيا، مثل جمهوريات آسيا الوسطى، أن يستفيدوا بالتأكيد من التقنيات الروسية. ويسعى اثنان من أكبر بلدان "العالم الرقمي"، وهما البرازيل والهند، منذ فترة طويلة إلى إيجاد طريقة للتعامل مع الإنترنت العالمية التي لا تعتمد على "القيم المفتوحة" للغرب ولا على الشبكات الداخلية المغلقة، إذ حاول كلاهما التوصل إلى بديل قابل للتطبيق للنسختين المتعارضتين من الإنترنت.

وتم التلميح إلى هذا الابتكار في عام 2017، عندما أعلن موقع الدعاية الروسية "روسيا اليوم" أن البرازيل والهند ستتكاتفان مع روسيا والصين وجنوب أفريقيا، لتطوير بديل يشار إليه باسم "إنترنت البريكس"، وزعمت روسيا أنها تنشئ هذه البنية التحتية "لحمايتها من التأثير الخارجي".

وفشلت هذه الخطة لأن كلاً من روسيا والصين كانتا مهتمتين، لكن باقي الدول كانت أقل حماسة، كما أن تغير القيادة في البرازيل جعل الخطة تخرج عن مسارها.

كلمات دلالية