جيهان الحسيني تكتب : نكبة القرن والسقوط المدوي

الساعة 10:24 ص|26 مايو 2019

فلسطين اليوم

لا شك أن معظم الفلسطينيين يشعرون بالحزن والأسى لما آلت إليه قضيتهم وللمخاطر غير المسبوقة التي تتهددها، ويتزامن ذلك مع الذكرى الـ 71 للنكبة.

فهل سنشهد في الأيام المقبلة نكبة جديدة، ومن سيتحمل مسؤوليتها نحن أم أمريكا التي رهنا لها إرادتنا طوعاً، رغم علمنا علم اليقين بأنها تتبنى المواقف "الإسرائيلية" تماماً ( قص ولصق)؟!

ما سأكتبه هنا هو ملخص لما يتداوله كثير من أبناء الوطن في الداخل فيما بينهم وفي مجتمعاتهم المغلقة ، فهم لا يجرؤون على الإفصاح بآرائهم علناً تجنباً للأذى الذي قد يتعرضون له أو خشية من خسارة وظائفهم فيفقدوا لقمة عيشهم وتشرد أسرهم أو أو، لقد آثروا السلامة فهم منشغلون بهمومهم الحياتية، ولم تعد تعنيهم شؤون السلطة، فالكثير منهم يعتريه اليأس في ظل غياب الخيارات والمستقبل الغامض.

سقوط مدوي.. ‏نحن في لحظةٍ فارقةٍ من تاريخ القضية الفلسطينية التي تشهد تراجعاً غير مسبوق ومؤامرات "عيني عينك"، لكن أصحاب القضية أو بالأصح الذين يقودون المشروع الوطني الفلسطيني والذي لم يعد (على أياديهم ) وطنياً ولا فلسطينياً هم وحدهم الذين يتحملون المسئولية ليست أمريكا أو "إسرائيل".

الشعب الفلسطيني يحصد الشوك الذي زرعوه على مدى سنوات طويلة ترسخ خلالها الانقسام بسبب غياب الجدية ، فلا توجد إرادة حقيقيه لتوحيد شطري الوطن ولن توجد ! والحقيقة أن الانقسام قرارٌ "إسرائيليٌ" يجب الالتزام به ومن يقول غير ذلك "عبث"، لذلك سيظل طريق المصالحة وعراً، ولن يتوقفوا عن اختلاق الحجج والذرائع، بينما التصالح مع العدو أقصد التعامل مع العدو "الإسرائيلي" سلس وجذاب بل ومرغوب..

ما أقبح هذه الصورة..! عندما تعم المحسوبية ويتم التجاوز عن الانحرافات وتغيب المحاسبة..! ولكن من سيحاسب من؟. ناهيك عن هؤلاء الذين أدمنوا التجارة بالوطن..

نحن نعيش أجواء مريبة غير سوية، المسئول يتباهى بعلاقاته بالعدو ويجد من يحميه بل وهناك من يكافئه على ذلك !!

سادت تجارة شراء الأراضي في الضفة الغربية المحتلة، وكذلك شراء البيوت في القدس المحتلة عبر التحايل على المواطنين ومن ثم يتم تسريبها للمستوطنين من أجل تحقيق مكاسب بعشرات الملايين من الدولارات، فئة بعينها متورطة في ذلك العار. ولذر الرماد في العيون يتم تشكيل لجان تحقيق لكنها بالطبع وهمية. فئة فاسدة تنهش في جسد الوطن..اليوم يفتعلون مندبة ويلطمون على خيبتهم، وبعد كل ذلك يريدون أن يضعوا أنفسهم في خانة واحدة مع الشعب الفلسطيني.. "هزلت".

يجب أن لا تراهن الإدارة الأمريكية كثيراً على الأنظمة العربية فتعتقد أنه بإمكانها أن تفرض أموراً رغماً عن رغبه الشعوب، هذا لن يطول، كذلك لن تنعم "إسرائيل" بالأمان طالما الشعب الفلسطيني لم يحصل على حقوقه المغتصبة، و ستظل كياناً غير مشروعاً.