تعرف على سيرة المفكر حمودة الذي بكته فلسطين ومنصات التواصل

الساعة 05:41 م|25 مايو 2019

فلسطين اليوم

ما أن أشيع خبر وفاة المفكر الدكتور سميح حمودة ظهر اليوم السبت، حتى تحولت مواقع التواصل الاجتماعي في فلسطين إلى منصات للحزن والنعيَّ وللحديث عن مناقب وأعمال المفكر حمودة التي خدم فيها القضية والمقاومة الفلسطينية.

ورحل المفكر والمؤرخ الدكتور سميح حمودة بعد صراع مع مرض السرطان، وهو من مواليد بيت لحم سنة 1960، وتخرج من جامعة بيرزيت وجامعة جنوب فلوريدا في العلوم السياسية وعلم الإنسان.

عمل في جمعية الدراسات العربية بالقدس (1985-1992)، ومركز دراسات الإسلام والعالم في تامبا/فلوريدا (1993-1995)، حاضر حتى وفاته في دائرة العلوم السياسية في جامعة بيرزيت.

وخلال أكثر من ثلاثين عاماً من العمل أصدر حمودة العديد من الأبحاث المهمة والكتب التي أفادت الباحثين والمهتمين من كتابه الأول حول عز الدين القسام، مروراً بأوراق داود الحسيني وصولاً إلى رام الله العثمانية، إضافةً لنشره مئات الأوراق الارشيفية وتحريره للعديد من الكتب والدوريات التي أغنت وأضافت الكثير لحقل الدراسات الفلسطينية.

المفكر حمودة الذي تخرج من جامعة جنوب فلوريدا، تعرض للاعتقال والملاحقة من قبل السلطات الأمريكية التي اتهمته بدعم المقاومة من خلال قنوات خيرية وتطوعية لترحله لاحقاً.

وكان مدير تحرير دورية "حوليات القدس" التي كانت تصدرها مؤسسة الدراسات الفلسطينية في رام الله، قبل توقفها في آب 2015، ونشر فيها عدداً من الدراسات والمقالات والوثائق.

ويعيد الكتاب، من خلال قراءة متأنية للمصادر التاريخية، النظر في تطور النسيج الاجتماعي لسكان رام الله، وذلك ضمن عدد من القضايا، من أهمها: توطين عائلات من منطقة الكرك في رام الله، وعلاقة هذه العائلات الزراعية بالإقطاعَين: التيماري (العسكري)، والالتزامي (العشري) الذي شمل أراضي الوقف الإسلامي؛ العلاقة بين فلاحي رام الله والبيرة وموظفي الدولة من المسؤولين عن جباية الضرائب ولاحقاً عن التجنيد العسكري؛ العلاقات الطائفية بين مسيحيي رام الله ومسلمي المناطق المجاورة.

ونعت حركة الجهاد الإسلامي المفكر والأكاديمي الفلسطيني د. سميح حمودة والذي وافته المنية ظهر اليوم السبت في مدينة رام الله المحتلة بعد معاناته مع المرض.

وقالت الحركة في بيان لها: "إن الدكتور حمودة كان واحداً من أولئك الذين أسهموا في تعميق الوعي بالمقاومة والقيم الوطنية، وهو واحد من الجيل الأول في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وقد تعرض للملاحقة والاعتقال في السجون الأمريكية الظالمة بسبب مواقفه الوطنية ودعمه للمقاومة في فلسطين".

كما نعت جامعة بيرزيت الأكاديمي حمودة، بصفته أستاذا فيها، حيث عمل لسنوات محاضرا في قسم العلوم السياسية في جامعة بيرزيت، وكان من المهتمين بتدريس القضية الفلسطينية.

وأصدرت الهيئة القيادية العليا لحركة الجهاد في السجون بيانا صحفيا، وصل الحدث نسخة منه، نعت فيه الأكاديمي والمؤرخ حمودة كأسير محرر من أسرى الحركة الذين اعتقلوا في السجون الأمريكية.

وفي ذات السياق قال الشيخ خضر عدنان القيادي في حركة الجهاد الإسلامي: "إن فلسطين ومقاومتها تودع اليوم المفكر الرباني الدكتور "سميح حمودة" من البيرة في رام الله، ونودعه أخا ووالداً وصديقاً ومعلماً مؤسساً ورفيقاً للشهيد الدكتور فتحي الشقاقي والرعيل الأول".

وأضاف: "الدكتور سميح حمودة من أشّر ووجه لسيرة العالم المجاهد عز الدين القسام مُبْكِرا في كتابه ("الوعي والثورة: دراسة في حياة وجهاد الشيخ عز الدين القسام") وزرع في وعي ووجدان المجاهدين الاوائل كيف السبيل لتحرير فلسطين والثورة بإسلامنا الحنيف".

كما قال الشيخ عدنان: "تبكيك القلوب التي تفضلت بعلمك عليها، تبكيك المنابر التي ارتقيتها وصدحت فيها بحقنا الاصيل بفلسطين، تبكيك بيرزيت وزواياها وطلبتها ومحاضريها وكل من عرفك ودماثة خلقك ورقة وعذابة طرحك وحديثك".

وفاة المفكر سميح حمودة شكل حالة من الحزن على منصات مواقع التواصل الاجتماعي، حيث بكاه كل من عرفه ومن تلقى العلم منه.

إحدى الطالبات في جامعة بيرزيت علقت بالقول: "مع أنه ما علمني الأستاذ سميح حمّودة، بس شعور مش حلو أبداً إنك تكون يومياً بتشوف شخص بنفس المبنى وبنفس الكلية وبعدين يحكولك إنه توفّى، رحمة الله عليك يا أستاذ سميح".

كلمات دلالية