خبر « الأونروا » رصدت 350 مليون دولار لإعمار غزة والأمم المتحدة تطلب ضمانات

الساعة 06:14 ص|26 يناير 2009

فلسطين اليوم : بيت لحم والوكالات

سيطر «دمار غزة» على الجلسة الافتتاحية للدورة 81 لمؤتمر المشرفين على شؤون فلسطين الذي عقد في القاهرة أمس، وأطلقت نداءات عدة للمساعدة في إعمار القطاع بعد العدوان الإسرائيلي على غزة، فيما استعرض المؤتمر الخسائر المادية والبشرية بسبب العدوان. وتمنى متحدثون على الفلسطينيين العمل على إعادة وحدتهم بما يمكن المجتمع الدولي من مساعدتهم.

وندد الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشؤون فلسطين والاراضي العربية المحتلة السفير محمد صبيح بالجرائم البشعة التي ارتكبتها اسرائيل في غزة والتي استعملت فيها المحرمات وانتهكت فيها كل القوانين. وحيا في كلمته «أونروا»، موضحا أن إسرائيل تريد أن تعتدي على الوكالة ووجودها لأنها لا تريد لها ان تعمل لتنهي قضية اللاجئين الفلسطينيين، مشددا على أن «أونروا» لها مكانة رفيعة لدى الجامعة العربية والأمين العام.

من جانبه، قال نائب المفوض العام لـ «أونروا» فيليبو غراندي إن الوكالة أعدت خطة عاجلة لإعادة إعمار قطاع غزة تستغرق 9 أشهر بتكاليف تصل إلى 350 مليون دولار، موضحا أن الخطة تركز على مدارس الوكالة ومخازنها ومقارها، وأن الوكالة تلقت ثلث المبلغ المطلوب. وحدد ثلاث أولويات للعمل في المرحلة الراهنة هي: الوحدة الفلسطينية، وشرعية الحكومة الفلسطينية في غزة، وأخيرا ضرورة إدخال الأموال إلى القطاع.

وأعلن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية ومنسق الاغاثة في حالات الطوارئ جون هولمز أنه سيتم اطلاق نداء عاجل في الثاني من شباط (فبراير) من جنيف لجمع أموال لتمويل الحاجات العاجلة للسكان المدنيين في غزة، مضيفا ان النداء سيركز على مواجهة الحاجات الأكثر إلحاحاً وإعادة تأهيل الخدمات الاجتماعية الاساسية.

وقال في مؤتمر صحافي عقده في القاهرة أمس في ختام محادثاته مع مساعد وزير الخارجية المصري السفيرة وفاء بسيم إنه كان يعلم ان الوضع في غزة سيئاً، «لكن بعد زيارة (القطاع) وجدت أن الأمر مفزع وصادم للغاية من هول ما تم الحاقه من دمار بالقطاع»، مشيرا إلى أن هناك مناطق في غزة تم تسويتها بالأرض، وأن مئة ألف شخص في غزة اصبحوا نازحين طبقا للتقديرات المتوافرة حتى الآن ويعيشون مع أقاربهم أو في الملاجئ.

وأضاف أن عمليات إعادة الإعمار في غزة «ستكون على المدى الطويل وهي مسألة صعبة».

وطالب بفتح كل المعابر الى قطاع غزة بحرية ومن دون عوائق بيروقراطية للسلع التجارية، وقال: «يجب أن تكون هناك تجارة حتى تعود الحياة لغزة»، وأضاف أنه خلال زيارته لإسرائيل طالب بإيجاد آلية مرنة وسريعة لفتح هذه المعابر، خصوصا أن اسرائيل مسؤولة عن ذلك. وأوضح أنه بالنسبة الى الحاجات الانسانية العاجلة، فيمكن للامم المتحدة ومنظماتها ان تلعب دوراً رئيسياً فيها مع منظمات المجتمع المدني لتقديم المساعدات مباشرة للفلسطينيين، وأن برنامج التنمية للأمم المتحدة والبنك الدولي سيلعبان دوراً مهماً في عملية اعادة الاعمار، وكذلك المانحين من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، لكن كيف سيتم ذلك، هذا لم يتحدد بعد.

وقال: «هناك حاجة لوجود سلطة فلسطينية موحدة... الدول المانحة يجب ألا تختار بين السلطة الشرعية وحركة حماس المسيطرة بل يجب أن تتحدا معا، ونطالب بضمانات حتى لا يتعرض ما يتم بناؤه للتدمير مجددا».

في غضون ذلك، توجه وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أمس إلى بروكسيل لطرح المبادرة المصرية في شأن الشرق الأوسط وأزمة غزة على اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي. وقال أبو الغيط إن الهدف من هذا الاجتماع هو طرح الرؤية المصرية مع الوزراء الأوروبيين في ما يتعلق بتثبيت وقف إطلاق النار والسعي الى التهدئة بين الفلسطينيين فى غزة وشرح التحرك المصري.

وأوضح أن «المصالحة بين الفصائل الفلسطينية ستأتي فور تحقيق التهدئة الكاملة، لننطلق مرة أخرى لجمع الفصائل الفلسطينية لاستعادة الوحدة الفلسطينية، وإنشاء حكومة وحدة وطنية أو ما ترضى به جميع الفصائل».

ولفت إلى أن الهدف من مؤتمر إعادة إعمار غزة المقرر أن تستضيفه القاهرة الشهر المقبل ليس فقط الحصول على منح الإعمار، بل الاتفاق على الآلية التنفيذية لإعادة بناء غزة، مشيرا إلى أن أصحاب المنح سيقررون ما يرغبون في تحقيقه ومصر لها رؤية، مؤكدا فى هذا الشأن أن مصر ستستخدم الآليات التي تتفق عليها الفصائل الفلسطينية لإعادة بناء الوحدة الوطنية.

ويزور المفوض الاعلى للسياسة الخارجية والأمنية المشتركة في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا القاهرة اليوم ضمن جولة تشمل الأردن واسرائيل ورام الله.

وفي رفح، أكد شهود في محيط معبر رفح تكثيف الوجود الأمني هناك، مشيرين إلى وصول عشر شاحنات محملة بنحو 500 من عناصر الأمن المركزي لدعم قوه تأمين المعبر.