خبر الكثير من أهالي غزة ينامون فوق ركام منازلهم بعد أن ضاق بهم الحال

الساعة 12:09 ص|26 يناير 2009

فلسطين اليوم: غزة

يعيش آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة حالة من الضياع والتيه بعد تدمير منازلهم خلال العدوان الإسرائيلي، خصوصاً عقب إفراغ مدارس وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا»، من اجل عودة الفصل الدراسي الثاني. ودفع الوضع الجديد العديد ممن لم يجدوا لهم مأوى وفشلوا في العثور على منازل لاستئجارها، أن يعودوا الى منازلهم المدمرة والنوم فوق ركامها.

 

وقال المواطن الفلسطيني محمود إسماعيل كفينة، 35 عاماً، الذي دُمر منزله وأصيب ابناه وزوجته، ويقضي نهاره بين مستشفى الأطفال بحي النصر في مدينة غزة حيث يوجد طفله الرضيع وزوجته، ومستشفى كمال عدوان شمال القطاع حيث يوجد طفله أحمد بن الستة أعوام، لـ«الشرق الأوسط» إنه يركن سيارته آخر الليل على جانب الطريق وينام فيها بعد أن فشل في ايجاد مكان لينام فيه، بينما ينام أبناءه الستة الآخرين في بيت جدهم لامهم. وأضاف أن الأونروا دفعت له مبلغ 600 شيكل قبل أن يغادر مدرسة أبو حسين شمال القطاع ليستأجر بها منزلا أو شقة.

 

وأكد أن وضعه ازداد صعوبة بعد أن قطع راتبه منذ شهرين من قبل السلطة الفلسطينية برام الله، متمنياً أن يعود اليه ليستطيع أن يتماشى مع الوضع الاقتصادي الصعب، خصوصاً وانه لا يقدر على العمل بفعل الإصابات التي تعرض لها في الانتفاضة الأولى.

 

أما حامد توفيق رضوان ذفانه ينام الى جانب ركام منزله في منطقة العطاطرة شمال قطاع غزة، بعد أن فشل هو الآخر في استجار منزل يستر أسرته المكونة من ستة أشخاص. وقال لـ «الشرق الأوسط»: «إن منزل أهل زوجتي ضيق ورغم ذلك يعيش أبنائي وزوجتي عندهم، أما أنا فلم أستحمل نظراً لضيق المنزل وقررت النوم الى جانب ركام منزلي». وأضاف أنه لا يعرف ماذا يفعل أمام هذه الأزمة. وحال كفينة ورضوان لا يختلف عن أوضاع عائلة وائل لخالدي الذي لا يغادر ركام منزله في حي الإسراء بمنطقة العامودي شمال القطاع لا في ساعات الليل ولا ساعات النهار. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن أفراد أسرته مشتتين عند أقاربهم ولا يدري كيف يجمع شملهم المكونة من ثمانية أفراد بينهم شقيقه المعاق الذي لا يقدر على الحركة، وفقد مقعده المتحرك تحت أنقاض منزله. وتساءل شقيقه المعاق عن الذنب الذي اقترفه وعائلته ليدمر جيش الاحتلال منزله ويفقده كرسيه المتحرك. ويعاني قطاع غزة من مشكلة في البناء منذ عدة سنوات بعد أن أحكمت إسرائيل حصارها على القطاع عقب فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية في يناير 2006، ومنعت دخول مواد البناء، الأمر الذي أدى إلى اعتماد الفلسطينيين على استئجار الشقق في الأبراج.

 

من جهته قال عدنان أبو حسنة الناطق الإعلامي باسم «الأونروا» لـ«الشرق الأوسط»: «الأونروا عملت كل ما باستطاعتها من تقديم مساعدات وإيواء اللاجئين منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية، بالإضافة إلى تقديم مساعدات نقدية عندما طلبت منهم مغادرة المدارس»، مؤكداً أن الوكالة ستعمل على دفع أمول نقدية ضمن آلية معينة لكافة اللاجئين المتضررين.

 

وأكد أن حل مشكلتهم تكمن في إعادة بناء منازلهم، وهذا الأمر لن يتم إلا بفتح المعابر لدخول مواد البناء. وقال إن لا قيمة للتبرعات المادية بدون مواد بناء، مشيرا إلى أن «الأونروا» لديها مشاريع بقيمة 93 مليون دولار لإعمار منازل المواطنين في جنوب رفح التي دمرها جيش الاحتلال قبل سنوات ولم تستطع استكمال المشروع بسبب إغلاق المعابر وعدم السماح لمواد البناء بالدخول للقطاع منذ عدة سنوات.