ما الهدف من تسريبات الاحتلال حول اتفاق تهدئة في غزة في هذا الوقت؟

الساعة 10:18 م|20 مايو 2019

فلسطين اليوم

شكك محللون سياسيون في التسريبات التي نشرتها القناة العبرية الـ 12 حول اتفاق على وقف اطلاق نار شامل لمدة 6 أشهر بين حماس و "اسرائيل".

و اعتبر المحللون بأن الرواية التي قدمتها القناة العبرية تأتي في إطار الصراع الداخلي في كيان الاحتلال، و عدم تمكن نتنياهو من تشكيل الحكومة، و في محاولة لطمأنة المستوطنين في غلاف غزة.

من ناحيته قال الكاتب و المحلل السياسي، ثابت العمور بأنه حتى لو كان هناك اتفاق قيد التنفيذ، فإن هذا الاعلان عليه ملاحظات، من بينها ان التهدئة لا يمكن ان بتوقيت معين، كما ذكرت القناة العبرية حول مدة 6 أشهر لوقف اطلاق النار في قطاع غزة.

و تساءل العمور في حديث لــ "وكالة فلسطين اليوم الاخبارية" حول ما اذا كانت الحرب ستبدأ بعد 6 شهور، ام أن اسرائيل ستنهي استعداداتها للحرب على غزة بعد انتهاء هذه المدة..!!

و أوضح بأنه لا يمكن اختصار أي اتفاق تهدئة بين حماس و "اسرائيل"، مشيرا الى أن الجهاد الاسلامي شريك عسكري و سياسي في كل ما يحدث في قطاع غزة، و أن حركة حماس تحرص على دوره فيما يجري في القطاع، كما أن هناك وسطاء و ضامنون للاتفاق، لم تتحدث عنهم الرواية الاسرائيلية، ان صحت هذه الاخبار.

و أشار الكاتب الى أن الرواية "الاسرائيلية" تستحضر دائماً القدرات و الامكانيات لحركة الجهاد الاسلامي، و تحرض عليه، و هذا يؤكد ان ما اعلنته القناة العبرية أمر مشكوك فيه.

و رأى العمور بأن ما قامت بإعلانه القناة العبرية اليوم بالون اختبار، او محاولة لإذابة الجليد للعلاقات السياسية الداخلية للكيان الذي يعيش على وقع تشكيل الحكومة، وسط مزاج سياسي، حيث أن الكل يريد تدمير غزة، و هذا البالون ربما لاختبار رد فعل و معرفة ما الذي يذهب اليه ليبرمان و الاحزاب السياسية و كيف سترد المقاومة.

و قال: "هناك خلافات على الاولويات داخل الكيان الاسرائيلي، فهناك من يريد ان يلتهم غزة مرة واحدة، و منهم من يريد التهامها على وجبات، و الجميع يريد ان يحقق انجازات على الارض، و يريد طمأنة المستوطنين للعودة للحياة الطبيعية، وفقا لرواية القناة العبرية، و التي أرادت ان تقول بان الكيان حاول التوصل الى اتفاق تهدئة لمدة ستة اشهر.

و أكد بأن رواية القناة العبرية تتزامن مع ما قيل قبل عدة ايام حول حدوث اختراق في ملف صفقة تبادل للأسرى، مبيناً ان الاحزاب السياسية تريد ان تسجل نقاط و أن تقول للراي العام الاسرائيلي انها موجودة و ستنجز اتفاق تهدئة و صفقة تبادل.

 "ربما ان هناك اتفاق، لكن الامر اعقد من مجرد اعلان تهدئة لمدة 6 شهور"، يقول الكاتب، لكنه اشار الى أن التهدئة و الاشتباك مع العدو مجمد في هذه المرحلة.

و لفت الى أن هناك جانب مهم غاب عن الرواية و هو الاطراف التي وقعت على الاتفاق، و من هم الوسطاء، و ماذا الذي ستقدمه اسرائيل، و ما هي الضمانات لهذا الاتفاق، مشيرا الى أن الخروج الى قرار تهدئة لا يقل اهمية عن قرار الخروج للحر، و لا يمكن توقيع اتفاق تهدئة بجرة قلم.

من جهته شكك الكاتب و المحلل السياسي اياد القرا في رواية القناة العبرية حول اتفاق تهدئة بين حماس و "اسرائيل"، مؤكداً بأن تسريب الإعلام العبري حول التهدئة لمدة 6 شهور، هو جزء من مناكفات داخلية، يبرز فيها دهاء نتنياهو في مواجهة ليبرمان.

و قال القرا في تغريدة  له عبر حسابه الشخصي على "فيسبوك": "بعلمي لا يوجد أي تهدئة بهذا الشكل".

و كانت القناة 12 العبرية قالت بان كلاً من "اسرائيل" وحماس توصلتا لاتفاق لوقف النار لمدة نصف عام.

و بحسب القناة العبرية، فقد تم الاتفاق على ان يكون وقف النار شاملا بوقف المواجهات قرب السياج الفاصل ووقف اطلاق البالونات الحارقة، و الإبتعاد 300 متر عن السياج، و توقف الإرباك الليلي، بالاضافة الى وقف فعاليات الحراك البحري زيكيم..

اما "اسرائيل" بدورها، وافقت على زيادة مساحة صيد الاسماك  لمسافة 15 ميل  وادخال ادوية ومساعدات  والبدء بمفاوضات حول قضايا اخرى.

ووفقا للقناة العبرية، فان تم الحفاظ على الهدوء وتشعر حماس بالتقدم،  يتم البدء بمفاوضات  جدية للتوصل لصفقة تبادل اسرى.

واضافت القناة بان الوسطاء بين "اسرائيل" وحماس هما مندوبي المخابرات المصرية ومبعوث الامم المتحدة نيكولا ملادينوف.

,و رد داود شهاب، القيادي في حركة الجهاد الاسلامي على المزاعم الإسرائيلية بالتوصل لإتفاق تهدئة مع غزة قائلاً: "ما تناقلته وسائل الاعلام الاسرائيلية حول وقف لإطلاق النار لمدة ستة أشهر، كلام عارٍ عن الصحة".

 وأضاف شهاب: ما تم هو وقف لإطلاق النار مقابل التزام الاحتلال بوقف العدوان وتنفيذ تفاهمات كسر الحصار".

كما المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم الأنباء التي نشرتها وسائل إعلام عبرية حول بنود التفاهمات بينها وبين إسرائيل، برعاية مصرية وأممية.

وأوضح المتحدث باسم الحركة قاسم في تصريح خاص لمراسل "فلسطين اليوم"، أن ما تناقلته وسائل الإعلام العبرية حول تهدئة لمدة ستة أشهر، لا أساس له من الصحة.

وأكد على أن وقف إطلاق النار بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي كان مقابل التزام الاحتلال بتنفيذ التفاهمات.