خبر « لا نعرف أين نتوجه ولمن نلجأ » .. عبارة يرددها فلسطينيون مشردون فى غزة

الساعة 06:01 م|25 يناير 2009

فلسطين اليوم: وكالات

"لا نعرف أين نتوجه ولمن نلجأ" عبارة يرددها فلسطينيون يعيشون حياة مشردة مع أسرهم بعد أن دمر الجيش الإسرائيلي منازلهم في مشروع بني عامر شمال مدينة غزة . وقال رشاد العسلي "54 عاما" في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) بالقرب من أنقاض منزله الذي سوي بالأرض"لقد ضاع شقاء عمري في لمح البصر".ويجلس العسلي على رقعة من أرضه الرملية وبجانبه يحيط به أولاده وهو هائم بالتفكير في مستقبله ومصيره.

 

وأضاف بالقول :"لا اعرف أين أتوجه ولمن الجأ أنا وأسرتي البالغ عددها عشرين شخصا أصبحنا مشردين ونعيش في غرفة واحدة في مدرسة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (اونروا)".وأكثر ما يؤلم العسلي هو تلك الأشجار التي كان يزرعها في بستان منزله خصوصا شجر الزيتون والبرتقال والمشمش التي اقتلعتها الدبابات والجرافات الإسرائيلية من جذورها.وفي محيط منزل العسلي بدا المشهد كأن "زلزالا" أصاب المنطقة.

 

وجلست نسوة وأطفال ورجال طاعنون في السن القرفصاء على التراب وأنقاض المنازل يتجاذبون أطراف الحديث بعد أن سئموا واقعهم ومستقبلهم المجهول. فيما انهمك العشرات من الناس صغارا وكبارا يزيلون الكتل الخرسانية والحجارة للبحث عن مقتنيات يمكن الاستفادة منها بعد أن طمرت تحت الأنقاض.

 

ويقوم هؤلاء بتعبئة عربات تجرها الحمير فيما قام آخرون بتجميع مقتنيات منازلهم على مقربة من الشارع الرئيسي.

 

وقال محمد داود "29 عاما" الذي لم يمر على زواجه سوى عام واحد ويقطن في نفس المنطقة أن الطائرات الإسرائيلية دمرت خمس شقق له ولعائلته.

 

وأضاف محمد انه لم يكن وزوجته الحامل في الشهر الثامن وباقي أسرته بالمنزل عندما استهدف بعدة قنابل وقذائف حارقة أتت عليه ودمرت أجزاء منه.

 

وتابع بالقول :" لم يتبق أي شيء في المنزل كل شيء ذهب حتى سرير وملابس ابني التي اشتريتها انتظارا لمولده خلال الشهر القادم مزقت وأحرقت".

 

وكان محمد يقطن في منزل والد زوجته عندما وقع الهجوم . وقال لدى عودتي للمنزل بعد الانسحاب الإسرائيلي :"وقعت مغشيا علي لم أتحمل المنظر" .

 

ويشير محمد إلى الأنقاض في المكان الذي كان منزله وقال :"فوق كانت شقتي وعلى اليمين كانت غرفتي".

 

وقال سكان فلسطينيون في وقت سابق أن معارك عنيفة وقعت بين المقاتلين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي الذي توغل في داخل المنطقة.

 

وشهدت بلدات وقرى أخرى مثل السلاطين والعطاطرة وبيت لاهيا وجباليا وعزبة عبد ربه إلى الشمال والشرق من مدينة غزة خرابا ودمارا واسعا جراء القوة المفرطة التي استخدمتها إسرائيل.

 

وقال مسئولون أن إسرائيل دمرت "أحياء بأكملها".

 

وقام أعضاء في المجلس التشريعي وقياديون في حركة حماس بجولة في المناطق التي دمرتها القوات الإسرائيلية.

 

وقال مشير المصري القيادي في حركة حماس أنه بالرغم من الخسائر التي تكبدها قطاع غزة فان "المقاومة الفلسطينية والمواطن الفلسطيني ظل صامدا وانتصرت المقاومة على آلة الحرب الإسرائيلية".

 

وتشجع أبو محمد(مواطن فلسطيني) عندما وجد أوراق وكاميرات وقد جاء مسرعا من الشارع الآخر صارخا بعدد من الصحفيين بلهجة غاضبة تعالوا " لمشاهدة منزلي ، هل تسجلون أرقام الهويات لجلب مساعدات"؟ رد عليه ساكن أخر "لا إنهم صحفيون .. فطأطأ أبو محمد رأسه وعاد يجر أذيال الخيبة، وما زال يتحدث عن خسائره".

 

وقالت حركة حماس أنها ستشكل لجنة وطنية عليا لإغاثة المتضررين بمشاركة ممثلين عن فصائل فلسطينية ومؤسسات من المجتمع المدني، لتكون الجهة الوحيدة المخولة بالإشراف على توزيع المساعدات للمتضررين.

 

وقال طاهر النونو المتحدث باسم الحكومة المقالة في غزة في بيان صحفي إن حكومته قررت البدء في تقديم مساعدة عاجلة لإيواء الأسر التي هدمت وتضررت منازلها حيث ستقدم الحكومة بدءا من الأحد القادم مبلغ أربعة آلاف يورو لكل رب أسرة هدم منزله أو شقته بشكل كامل، ومبلغ ألفي يورو لمن تضرر منزله بشكل جزئي ولم يعد صالحا للسكن.

 

وأضاف أن إجمالي هذه المساعدات يبلغ ما بين 35 إلى 40 مليون دولار، وهذا المبلغ لجهود الإيواء وليس تعويضا عن المنازل المهدمة.

 

وتابع يقول:"ستصرف الحكومة المقالة مبلغ ألف يورو لكل أسرة شهيد ومبلغ 500 يورو لكل جريح من جرحى هذه الحرب المدمرة".

 

وتحاول حركة حماس تعزيز موقفها بعد الهجوم الإسرائيلي بعد انتقادات وجهت إليها تحملها مسئولية هذه المعركة والتي استمرت 23 يوما وقتل فيها 1330 فلسطينيا وأصيب أكثر من 5000 آخرين.

 

وقال مسئولون في السلطة الفلسطينية إن إسرائيل منعتها من تحويل مبلغ 60 مليون دولار نقدا إلى قطاع غزة لدفع رواتب موظفيها وغيرهم ممن أضرت بهم الحرب التي بدأت في 27 كانون أول/ديسمبر الماضي .

 

وتشير الإحصائيات غير النهائية إلى تدمير حوالي 16 ألف منزل منها خمسة آلاف منزل غالبيتها دمر بشكل كلي، وحوالي 20 وزارة ومستشفى ومستودعين للأدوية وحوالي أربعين مسجدا بتكلفة تفوق المليارى دولار .