الصبر هو ما نحتاجه مع غزة- اسرائيل اليوم

الساعة 10:45 ص|16 مايو 2019

فلسطين اليوم

بقلم: تل جلعاد

الشكل المدروس الذي يتصدى به الجيش الاسرائيلي لحماس لا يرتبط بالضعف او بالضمير اليهودي الرحيم، ولا حتى بلاهاي او بمحكمة العدل العليا. الصبر، يا احبابي، الصبر. هذا هو كل ما نحتاجه الان.

نشهد مسيرة في سياقها حددت غزة لنفسها مكانة المنبوذ الذي لا يرغب احد في الاقتراب منه. وهي آخذة في التفكك بالتدريج، تتبدد ببطء، وما يبقيها على قيد الحياة هي ايران، والتنفس الاصطناعي من قطر. على ايران تمارس الولايات المتحدة ضغطا اقتصاديا وسياسيا هائلا. وهي تغرق في الضائقة وبعد قليل ستنفد قواها حتى للحم المدافع الغزي.

أخيرا بدأوا يفهمون بان لا معنى لعض العصا، بل من يمسك بها. خطوات ترامب ضد ايران، الاعلان عن الحرس الثوري كمنظمة ارهابية، العقوبات ضد المتاجرين مع ايران – كله جزء من ذات الميل. لزمن اطول مما ينبغي يتحدثون عن "معاقبة المسؤولين" بالمعنى الضيق من حيث العثور على الخلية التي اطلقت الصاروخ او مطاردة اخرى لمنفذي العمليات بدلا من معالجة رأس الافعى. فواضح، ودائما كان واضحا، بانه خلف منظمات الارهاب تقف دول، تشغلهم وتمولهم كسلاح، تضرب تحت الحزام، مع العلم ان الطرف الاخر لن يتخذ اساليب مشابهة. اما اسرائيل فتفعل بالضبط ما ينبغي لها أن تفعله – تنظر الى الخريطة من فوق. ترد وتتصرف مع حماس بالتقنين السليم لوقف نار الصواريخ في المدى القصير، ليس الا. وغزة، مثل شخص دائف يزحف على الارض ويعض قدمك. لن تركله ولن تضيع دقيقة زائدة على "تلقنه درسا لن ينساه في حياته". بل تزيحه عنك وتسير في طريقك. حتى لو صرخ وراءك متبجحا واعلن عن انتصاره، مثل الفارس الاسود في معركة مونتي فايدون. حسنا، سمعناك.

 

أولن تنتبهوا للصمت المطبق في العالم كله، وفي العالم العربي بخاصة، على الجولة الاخيرة؟ حتى عرب الضفة تعبوا منه. عمليا، ردود الفعل القليلة نددت بالذات بنار الصواريخ على اسرائيل. احد لم يعد معنيا بغزة باستثناء اردوغان وبعثة ايسلندا الى الايروفزيون .

 

وبالتالي اذا كنتم تتساءلون لماذا يخيل ان اليمين اصبح يسارا واليسار يمينا، الجواب هو – احد لم يتغير، وكل شيء بالضبط كما كان. اليسار يريد غزة عزيزة، مقاتلة، باعثة على العطف والاهتمام العالمي، واليمين يفهم باننا ننهي بصمت غزة ايضا وكذا وهم الدولتين، ونكمل الحصار – الصغير على غزة، والكبير على ايران، رأس الافعى. اليمين يريد بلاد اسرائيل واليسار لا؛ اليمين يريد الحياة العادية واليسار يريد الفوضى. لا جديد تحت الشمس.

 

ونعم، هذا ايضا من اجل الايروفزيون. بالطبع. فهو أهم من تصفية السنوار، بلا مفارقة. حدث دولي كبير، من المهم جدا ان نري انه يمكن ان يجرى في اسرائيل دون خوف. فلماذا نلغية من اجل غزة؟ ما القصة التي تجعلنا نغير ايا من سلوكنا بسبب المجرم – الدنيا الذي يسكن في البيت المقابل، حجر الشطرنج برتبة نفر التابع لرجل المافيا الايراني.

 

وبالمناسبة، فان كليشيه "قصفنا كثبانا" مغلوط. فقد جرت هجمات دقيقة على اهداف استراتيجية، ولحق بحماس ضرر بالضبط حيثما يجب، بالسلاح وبالمال. واضح ان شيئا لن يرضي من يعتقدون بان الرد المناسب هو 2000 قتيل وبلدوزر، اولئك الذين لا يفكرون مترا الى الامام، على أن نكون راضين لحظيا من "حطمنا لهم الوجه". إذن مثلما يشرحون لنا دوما، توجد اوضاع من الحكمة اكثر رد الاشباعات اللحظية. الصبر، يا رفاق، الصبر.