في ذكرى ال 71 للنكبة ... اللاجئون: العودة حق وليست خيار

الساعة 02:13 م|15 مايو 2019

فلسطين اليوم

 

 

كانت الحاجة " لطيفة شهوان" على دوار المنارة وسط جموع المشاركين في أحياء ذكرى النكبة، تحمل في يدها ورقة كتب عليها " أنا من القدس"، وكانت تهتف للعودة. شهوان عمرها يقارب من عمر النكبة، خرجت من القدس مع عائلتها في 1948 وعمرها عامين، وسكنت مدينة بيرزيت القريبة من رام الله من حيث قدمت اليوم للمشاركة في هذه المناسبة التي تعتبرها "واجبا" عليها.

لا تذكر شهوان ماذا حصل في النكبة من عمليات تهجير، ولكنها سمعت من أبويها الكثير حول أيام الهجرة، وتعتبر أن العودة ليست خيارا وإنما حق لها ولكل الأجيال من بعدها.

تقول ل"فلسطين اليوم": "تهجرنا من أحياء غربي القدس في العام 1948، جزء من عائلتي سكنت بالقرب من المسجد الأقصى في البلدة القديمة شرقي القدس، ونحن انتقلنا للعيش هنا".

شهوان كانت من بين الالاف الذين تجمعوا على دوار المنارة وسط رام الله ظهر اليوم الأربعاء لأحياء الذكرى ال71 للنكبة الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين من بلادهم الأصلية في فلسطين المحتلة عام 1948، بمسيرة ومهرجان خطابي شاركت فيه قيادات من سياسية ووطنية ودينية.

في هذه المسيرة التي انطلقت من مقر المقاطعة باتجاه دوار الساعة وسط رام الله، ومنها إلى دوار ياسر عرفات، حمل الصغار الاعلام الفلسطينية ومفاتيح العودة وأسماء قراهم الأصلية، بينما أتكأ الكبار على الصغار ليتحملوا حرارة الشمس الشديدة وعطش رمضان، معلنين لكل العالم صغارا وكبارا تمسكهم بحق العودة وعدم الرضوخ لصفقة القرن أو أيه محاولات لتصفية قضيتهم العادلة.

"فريهان فرحات" من مدينة القدس كانت من ضمن المشاركين في المسيرة أيضا، تقول ل"فلسطين اليوم" أنها لم تعيش النكبة لا هي ولا عائلتها، ولكنها تشعر بواجب المشاركة في هذه الفعاليات، فالنكبة ليست على اللاجئ الذي ترك بيته وأرضه فقط، وأنما على كل الشعب الفلسطيني كما قالت.

وانتقدت فراح طريقة أحياء هذه الذكرى قائلة:" هذه الذكرى تؤلم كل فلسطيني نحن هنا لنذكر الأجيال أنه في هذا اليوم سلبت منا أرضنا، يجب أن يكون هذا اليوم يوم اشتباك مع العدو وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة".

وتابعت: "علينا أن نعمل على توعية الأجيال بالنكبة، وبرامج ممنهجة غير مقتصرة على شهر النكبة فقط، وأنما زرع الذكرى بقلب وعقل أطفالنا".

وتشير فراح أن أهل القدس يعيشون نكبتهم الخاصة كل يوم، "نحن من القدس وكل يوم نعاني من ويلات الاحتلال الذي يسعى لتهجيرنا، والأن نسمع عن صفقة القرن وكل ما يجري من استيطان وتهويد لتحقيق هذا الهدف، ولكننا نؤكد إن هذه الصفقة لن تمر الا على أجسادنا ولن نعيش نكبة جديدة".

من بين المشاركين كان القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ سعيد نخلة، وهو الذي هجرت عائلته في العام 1948 من بلدته الأصلية بيت نبالا القريبة من مدينة الرملة، ويسكن حاليا مخيم الجلزون شمال مدينة رام الله.

في حديث ل"فلسطين اليوم" قال إن هذه الذكرى والحرص على أحيائها يدل على أن الشعب الفلسطيني لا يزال يذكر كل المؤامرات التي تكالبت عليه، ولا يزال يحلم بحقه بالعودة الذي يجب أن يتحقق لو بعد حين".

وقال نخلة إن فكرة العودة ستتحقق مهما طالت السنوات ولكن ليس بالمفاوضات والحديث مع المحتل، فهذا الشعب فقد أرضه بالقوة والسلاح فعليه أن يستعيد أرضه وحريته بنفس الطريقة، وتابع: "هذه العودة بحاجة لمقاومة وجهاد واشتباك مع العدو حتى الوصول إلى الحق بالعودة ".