في الذكرى الأولى لنقل السفارة الأمريكية للقدس.. هل ترى صفقة القرن النور؟

الساعة 09:29 م|14 مايو 2019

فلسطين اليوم

في مثل هذا اليوم من العام الماضي، أقدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على اتخاذ قراراً مخالفاً لكل القوانين والمواثيق الدولية، بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس المحتلة، رغم معارضة الدول الاوروبية والعربية والاسلامية، فيما كان جيش الاحتلال الإسرائيلي يرتكب مجزرة بحق الفلسطينيين الذين تظاهروا سلمياً ضد القرار على طول الشريط الشرقي لقطاع غزة قبالة جنود الاحتلال، واستشهد قرابة 70 فلسطينياً من بينهم أطفال وشيوخ.

ولم ينته الأمر بترامب بنقل السفارة إلى القدس المحتلة، فأقدم على اتخاذ قرارات أخرى مخالفة للقوانين والمواثيق الدولية، حيث قلص الدعم لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) تدريجياً إلى أن وصل لإلغاء الدعم بشكل كامل، وكذلك الدعم للسلطة الفلسطينية، في خطوة تأييد ومناصرة ودعم لامحدود لإسرائيل ذات الملف الحافل بالجرائم الإرهابية ضد الفلسطينيين.

وفي تعليق لترامب في هذه المناسبة، غرد على حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قال:" يمر العام الأول على نقل سفارتنا للقدس، فسفارتنا الجميلة تعتبر بمثابة ذكرى نفتخر بها فهي تدل على مدى العلاقات الوطيدة مع "إسرائيل" وتدل على أهمية الإيفاء بالوعد من أجل الحقيقة.

في ذات السياق، أكد الفلسطينيون بكل توجهاتهم على رفضهم للقرار الأمريكي واعتبروه أنه حبراً على ورق ولا ينتقص من كون القدس هي القضية المركزية للأمة، وأنها العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، وأنهم سيعملون بكل ما بوسعهم لإفشال المشروع الأمريكي المسمى "صفقة القرن"، وعليه انطلقت مسيرات العودة وكسر الحصار، للتأكيد على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هجروا منها عام 48 من قبل العصابات الصهيونية.

ورغم أن مستشار ترامب غرينبلات، صرح مؤخراً بأن حركتي حماس والجهاد الإسلامي يمثلان العقبة الأساسية في وجه صفقة القرن، وأن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة هي أمر واقع لا يمكن تغييره، تؤكد الحركتان على أن صفقة القرن لن ترى النور وستبوء بالفشل كما المشاريع والمؤامرات السابقة ضد القضية الفلسطينية.

ومع أن صهر الرئيس الأمريكي جيراد كوشنير، أعلن أن صفقة القرن سيتم الإعلان عنها عقب إجازة عيد الفطر، رغم مقاطعة السلطة الفلسطينية للأمريكان ورفضها إلى جانب الفصائل الفلسطينية الأخرى المشروع الأمريكي، ينتظر الفلسطينيون ما ستؤول إليه الأوضاع فيما لو أعلن الأمريكان عن مشروعهم، خاصة أنهم أعلنوا أكثر من مرة على مدار العامين الماضيين عن الجاهزية للإعلان لكنهم كانوا يؤجلون.

ورغم أن خبراء وسياسيون يرون أن صفقة القرن التي يجري الحديث عنها، يتم تطبيقها على الأرض دون إعلان رسمي، وأن نقل السفارة الأمريكية للقدس هي جزء من المشروع الأمريكي، إلا أن الإصرار الفلسطيني والرفض لكل المشاريع التصفوية في ظل الصمت العربي والدولي أمام ترامب هو السلاح الأقوى لإفشال الصفقة.

كلمات دلالية