تقرير مسحراتي البيرة ... مبادرة شبابية لإحياء التراث الرمضاني الفلسطيني

الساعة 09:39 ص|13 مايو 2019

فلسطين اليوم

يستعد الشاب ضياء عابد كل فجر للإنطلاق مع زملائه لرحلة المسحراتي، يجوب فيها شوارع وأحياء مدينتي رام الله والبيرة كما أعتاد طوال ثلاث سنوات مضت في كل شهر رمضان.

عابد (22 عاما) وخمسة شبان أصدقاء من حارة الهاشمية في مدينة البيرة شكلوا قبل ثلاث سنوات فرقة "مسحراتي البيرة" بمبادرة ذاتية، بدأت عملها بإمكانيات بسيطة، حتى تطورت الأن وأصبحت تجوب كل شوارع البيرة ورام الله أيضا، كما يقول، حيث تبدأ جولتهم من الساعة الثالثة فجرا وحتى الساعة الرابعة إلا 15 دقيقة.

وفجر اليوم كان الشبان المسحراتي في قلب مدينة رام الله على دوار المنارة، وقبلها في شارع الأرسال ما بين المدينتين، تميزهم ملابس التقليدية الخاصة بالمسحراتي:" تبرع لنا العام الفائت أحد رجال الخير بلباس المسحراتي التقليدي نلبسه خلال قيامنا بجولاتنا" قال عابد.

وتابع: “الفكرة بدأت حينما لاحظنا عدم وجود "مسحراتي " في منطقتنا قبل ثلاث سنوات، فاتفقت أنا وملائي على الخروج فجرا لأيقاظ أهالي منطقتنا، في السنوات اللاحقة أصبحنا نجوب كل أحياء البيرة، وهذا العام توسعنا أكثر حيث أصبحنا نصل لأحياء رام الله".

وعلى صفحتهم على الفيس بوك كتب الشبان الستة تعريفا بالفرقة:" نحن مجموعة شبابية مستقله قمنا بهذه المبادرة في محاوله الحفاظ على جزء من التراث الشعبي القديم وإعادة الزمن الجميل من خلال المسحراتي كونه جزء اصيل من تراث شعبنا ".

وبحسب ما جاء على الصفحة تعتبر الفرقة أن ما تقوم به يعكس تمسك شباب البيرة بتراثها الشعبي وتجسيد الروح التطوعية وصولا لخدمة لأهالي المدينة وخاصة في شهر رمضان الفصيل.

وينادي الشبان الستة بالتهاليل والأناشيد المعروفة خلال السحور " يا نايم وحد الدايم" و" قوموا لسحوركم"، وأحيانا يتوسعوا فيها إلى الاستعانة بالموروث العربي المحيط كالأناشيد السورية المتعلقة في السحور" نستخدم أحيانا ما كان يردده أبو غالب في باب الحارة من أناشيد، وأحيانا نلجأ لليوتيوب للتجديد في الأناشيد". يقول عابد، وفي بعض منها باللهجة المصرية.

ويستخدم الشبان الستة، وجميعهم يتراوح أعمارهم ما بين 20-22 عاما، طبل الكشافة "الدرامز" خلال تجوالهم، يساعدهم في ذلك كونهم من أفراد الكشافة في السابق ولديهم خبرة في استخدام الطبل.

ويشير عابد إلى تجاوب كبير من المواطنين مع مبادرتهم، فلا اعتراض من سكان الاحياء، على العكس يكون هناك تفاعل منهم:" الناس تنتظرنا حتى نمر ونلحظ فرحة الأطفال وهم يراقبوننا من الشبابيك بفرح، ويسألوا عنا عندما نغيب".

ورغم أن كل منهم يعمل في وظيفته صباح اليوم التالي، إلا أن عابد وأصدقائه حريصون على المواظبة على الخروج كل يوم في شهر رمضان، ويأملوا مستقبلا أن يتوسع نطاق عملهم في المخيمات و البلدات المحيطة بمدينتي رام الله و البيرة.