بالصور غزة.. أطفال يستغلون طقوس رمضان لبيع "نبتات خضراء"

فلسطين اليوم

تجدهم جالسين على الطروقات يرفعون أصواتهم حيناً ويصمتون حيناً اخر، تراهم مرات عدة يهرولون فجأة تجاه المارة محاولين اقناعهم لشراء ما يملكون من نباتات خضراء.

ففي صبيحة كل يوم يتجه الأطفال بعضهم دون سن البلوغ إلى الأسواق الشعبية أو أمام المولات التجارية الكبيرة في قطاع غزة، يحملون "صينية خشبية" مليئة بالنباتات الخضراء ذات الألوان الزهية الجذابة التي تفتح شهية الصائمين.

ويلجأ الأطفال -باعة متجولون- لاستغلال حاجة المواطنين من طعام وشراب خلال أيام شهر رمضان إضافة إلى استغلال رغبة المواطنين في ممارسة الطقوس الرمضانية بتزين موائد الإفطار بالنباتات الخضراء التي يتربع عليها الجرجير.

ويمتلك الباعة من الأطفال مهارة فطرية عالية جداً في بيع ما يملكون، فهم يدركون تماماً أن الشخص الذي يقف أمام "بسطة" الخضروات أو الفواكه هو الشخص المناسب لشراء "ضمة جرجير أو بقدونس أو جرادة" التي يبلغ سعرها شيكل واحد فقط.

إحصائية

ولا ييأس الأطفال في لحظات ضعف الحركة الشرائية للناس، فبعضهم يهرول تجاه المارة ويسير معه بضعة خطوات وينتقي هذه المرة كلمات لجذب انتباه المارة بأن تلك النباتات من شأنها تمنحك الصحة والعافية لما تتمتع به من فائدة عظيمة وبعضهم ينتقي المثل المشهور للحديث مع المارة لإقناعهم بالقول (لو المرأة تعرف فائدة الجرجير لزرعته تحت السرير).

ويبلع عدد الأطفال ذكوراً واناثاً في قطاع غزة وفقاً لمسح أجرته القوى العاملة في مركز الإحصاء الفلسطيني عام2018 حوالي (950.697)، فيما يبلغ عدد الأطفال العاملين من الفئة العمرية (10-17) نحو 1.3% في قطاع غزة.

ويعاني قطاع غزة أوضاعًا معيشية واقتصادية صعبة متفاقمة منذ أكثر من عشر سنوات نتيجة الحصار والانقسام الفلسطيني، ويُعدّ العام 2018 الأشد كارثية مقارنة مع السنوات الماضية كما وصفته غرفة تجارة وصناعة غزة ومركز التجارة الفلسطيني "بال تريد".

وبلغت نسبة البطالة في قطاع غزة خلال الربع الثالث من العام 2018 إلى 47.7%، بحسب جهاز الإحصاء الفلسطيني وبحسب تقارير البنك الدولي فان معدلات البطالة في القطاع تعتبر الأعلى عالمياً لاسيما وأن معدل البطالة ضمن الفئة العمرية بين 20 - 24 عاماً وصل إلى 67.8%.

طقوس رمضانية

في المقابل تجد كثيراً من المواطنين يهتمون بزراعة "الجرجير، البقدونس، البصل الأخضر، الخس، اللفت، الجرادة.." وجميعها من فصيلة النباتات الخضراء التي تتميز خلال شهر رمضان المبارك بكثرة محبيها سواء اعتبرت من طقوس شهر رمضان أو لما تتمتع به من فوائد كبيرة لصحة الانسان.

ولا تخلو موائد الإفطار في بيوت الأغنياء أو الفقراء خلال أيام شهر رمضان من وجود النبتات الخضراء، التي تضفي نوعاً من الجمال على مائدة الطعام لتفتح شهية الصائم.

فوائد النباتات الخضراء

وتعد النباتات الخضراء مصدر غذاء رئيس لعدد كبير من الكائنات الحية، كما أنّها مصدر غذاء غير مباشر لعدد آخر من الحيوانات، وهي غذاء رئيس للإنسان، وتوفر النباتات الخضراء العديد من الفوائد للإنسان، فهي تزوّده بما يحتاج إليه من فيتامينات، وكربوهيدرات، وأملاح، وألياف، ودهون، وأحماض، وبروتين، حيث يحتاج الإنسان هذه المواد من أجل الحفاظ على صحته سليمة معافاة.

ومن فوائد الجرجير أنه يُساعد على تخفيف خطر الإصابة بالسرطان، وزيادة صحَّة العظام، وتحسين صحَّة البصر والجلد، وكذلك فإنَّه يرفع من أداء الدماغ والنظام المناعي، وشرب عصير أوراق الجرجير وأكل بذوره اللاذعة، مثل الخردل، وكذلك أكل أوراقه الغضَّة، له فوائد عديدة مُختلفة.

ومن فوائد البقدونس، تحسين سكّر الدّم في حالات السكّري، خفض الأضرار التأكسديّة التي ترافقه، بما فيها سُميّة الكبد، يلعب البقدونس دوراً في محاربة السّرطان، فقد وُجِد لمادة الأبيجينين (Apigenin) المستخلصة منه قدرة على كبح خلايا سرطان الرّئة، والقولون، والثّدي، والبروستاتا، والدّماغ، والجلد، واللّسان، واللّوكيميا.