خبر بلبلة في « إسرائيل » بشأن التعامل مع إدارة أوباما

الساعة 06:08 ص|25 يناير 2009

فلسطين اليوم – القدس المحتلة

في الوقت الذي يرصد فيه الإسرائيليون كل حركة وكل قرار وكل خطاب للرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما، تبدو الحسابات في القيادات السياسية الإسرائيلية مبلبلة. وقادة الدولة العبرية حائرون في إعطاء تقويم دقيق واثق للأجواء في واشنطن، وهناك من يرى أن السياسة الأمريكية العامة تجاه إسرائيل لن تتغير، ولكن هناك من يرى أن التغيير في الإدارة الأميركية يستدعي تغييرا عاجلا في السياسة الإسرائيلية.

ويلاحظ أن اليمين الإسرائيلي، الذي يتوقع فوزه في الانتخابات القادمة، هو أكثر الواثقين بأن التغيير في الولايات المتحدة لن يؤثر على إسرائيل. وحسب قول داني أيلون، السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن والمرشح لعضوية الكنيست عن حزب «إسرائيل بيتنا» اليميني المتطرف، إن «الإدارة الأميركية ليست مؤلفة من رئيس فحسب، بل أيضا من مؤسسات مهنية لا تتغير بتغيير الرئيس، ومن مجلس نواب ومجلس شيوخ قويين جدا. وإسرائيل قوية هنا وهناك، وتتمتع بموقع مهم كحليف متين وكشريك لأميركا في القيم الديمقراطية والحرية، وشريك في المصالح الاستراتيجية».

ويقول أيلون بحذر إنه لا يقلل من شأن الرئيس أوباما أيضا، ويعتبره صديقا صدوقا لإسرائيل، ويلفت النظر إلى تصريحات أوباما التي شدد فيها على حرصه على أمن إسرائيل. ولكن أضاف أنه في حالة توجه الرئيس إلى تغيير جذري في سياسته تجاه إسرائيل، سيجد نفسه في مواجهة عشرات النواب «المقاتلين»، الذين سيقيمون الدنيا في واشنطن.

ولكن وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، التي تعتبر نفسها اليوم قائدة للتيار الليبرالي الوسطي في السياسة الإسرائيلية، تقول إن الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة أوباما تأتي برياح جديدة، فيها إصرار على تصفية البؤر المتوترة في العالم، وتريد من أصدقائها التعاون معها وليس عرقلة جهودها. وإنها -أي ليفني- تخشى من صدامات مباشرة مع واشنطن في حالة وصول شخصية يمينية متطرفة، مثل بنيامين نتنياهو، إلى رئاسة الحكومة في إسرائيل، لأن نتنياهو سيصطدم مع سياسة أوباما حتما.

ويحذر أهرون ميللر، اليهودي الأميركي الذي عمل مستشارا للرئيس بيل كلينتون لشؤون الشرق الأوسط، أنه من الاطلاع عن قرب على إدارة أوباما يجد أنها لن تكون مؤيدة لإسرائيل بنسبة 100 %، مثلما كانت إدارة الرئيس جورج بوش. ويشير إلى أن اختيار جورج ميتشل مبعوثا خاصا للشرق الأوسط يدل على أن أوباما يتفهم مشكلات إسرائيل واحتياجاتها، ويتفهم بالمقدار نفسه مشكلات الفلسطينيين واحتياجاتهم.

وكانت قضية تعيين ميتشل قد أثارت جدلا خاصا في إسرائيل، حيث إنه دبلوماسي معروف بقدراته على تسوية النزاعات (قاد فريق الوساطة في أيرلندا)، ويفعل ذلك بالحرص على مصالح جميع الأطراف. وهو معروف بتأكيده عدة مرات على أنه يعتبر نفسه عربيا أميركيا، لكون والدته لبنانية. وقد خبره الإسرائيليون في سنة 2001 عندما أعد تقريرا حول فرص تسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، أكد فيه على ضرورة ضمان الأمن لإسرائيل وللفلسطينيين معا، وعلى وجوب وقف البناء الاستيطاني في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقد أثار انطباعات سلبية في إسرائيل بسبب ذلك.

ويقسم الإسرائيليون طاقم الرئيس أوباما ما بين «كشير» (حلال) و«غير كشير»، فنائب الرئيس جو بايدن هو أب لشاب متزوج من امرأة يهودية. وقد سجلوا له تصريحاته حول إسرائيل بقوله: «عندما أتحدث عن إسرائيل فإنني أتحدث من خلال معرفة بيتية عائلية». ورئيس طاقم البيت الأبيض رام عمانوئيل، هو مواطن إسرائيلي سابق، وعائلته ما زالت تعيش في إسرائيل، ومع أنه يؤيد «مبادرة جنيف»، التي تطرح حلا متكاملا للصراع الإسرائيلي الفلسطيني على أساس دولتين للشعبين، إلا أنه لم يتخلّ عن انتمائه الإسرائيلي.

بالمقابل هناك الجنرال جيم جونس، مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، الذي كان قد أرسله الرئيس السابق جورج بوش إلى الشرق الأوسط؛ لإدارة التنسيق الأمني بين إسرائيل والفلسطينيين في شمالي الضفة الغربية، وقد نجح في مهمته. وبفضل نجاحه في بناء قوة أمن فلسطينية جيدة تم انسحاب إسرائيل من المنطقة، ولكن الإسرائيليين لا يغفرون له طرحه فكرة وضع قوات دولية في الضفة لضمان خروج إسرائيل ومستوطناتها منها.

وهناك وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، التي تعتبر صديقة لإسرائيل، ولكنها في الوقت نفسه شخصية مستقلة وصارمة، وستحاول ألا تختلف مع إسرائيل، ولكن إذا اختلفت فإنها لن تتردد في التعبير