خبر افتتاح اليوم الدراسي.. « أيها التلاميذ من فقد أبيه أو أمه في الحرب يتقدم خطوة للأمام »

الساعة 11:12 م|24 يناير 2009

فلسطين اليوم – غزة

أيها التلاميذ “تقدموا خطوة إذا استشهد والدكم أو والدتكم”. وأضاف “تقدموا خطوة إذا دمر منزلكم”. هكذا خاطب مدير مدرسة رياض مليحة في غزة تلاميذه عبر مكبر الصوت، مع عودة أكثر من 200 ألف طفل في غزة إلى مدارسهم بعدما توقفت المحرقة التي أودت بآلاف الشهداء والجرحى، ثلثهم من الأطفال.

 

تقدم أكثر من عشرين طالباً خطوة الى الأمام لتسجيل أسمائهم لدى “اونروا” لتستفيد أسرهم من مساعدة خاصة. وبين هؤلاء الطلاب إناس عباس وهو فتى خجول في ال 12 من العمر.

 

وقال “هدموا منزلنا وقتلوا خمسة من جيراننا. كان اليهود قريبين جداً من منزلنا”.

 

وكالأولاد الآخرين يتذكر محنته بعبارات مقتضبة وغالبا ما يجيب عن الأسئلة بكلمة واحدة كأنه يحتفظ لنفسه بما عاناه. وقال مدير المدرسة إن الأيام الأولى من استئناف الدراسة ستخصص لجلسات يحاول فيها الأساتذة تشجيع الطلاب على التعبير عن مشاعرهم. وأضاف “سيشجعونهم على التحدث عما حدث وان يرسموا أو يكتبوا للتعبير عن تجربتهم. تصوروا ماذا يدور في أذهان عشرات الأولاد الذين عاشوا تجربة صعبة ويعودون اليوم الى مقاعد الدراسة”.

 

ويطرح الأطفال على ختام عزيز المعالج النفسي في المدرسة، أسئلة حول آثار النزاع مثل القاعة التي دمرها الحريق او الآثار التي خلفتها القذائف في الجدران. وأوضح “يسألونني لماذا قصفوا المدرسة ويقولون انهم يخافون من أن يعود “الإسرائيليون”. ونقول لهم ان اليهود لن يهاجموا المدرسة مجددا وانه يجب عليهم إلا يخافوا وبإمكانهم أن يلهوا براحة بال”.

 

عاد التلاميذ ومعهم صور المحرقة التي دمرت عدداً كبيراً من مدارسهم ومنازلهم ومنازل أقربائهم أو أصدقائهم. وأعادت 221 مدرسة تديرها الأمم المتحدة في القطاع فتح أبوابها أمام التلاميذ علماً أنها أيضاً ملجأ لعشرات آلاف من الفلسطينيين الذين ألقتهم المحرقة في العراء.

 

وفي مدرسة “الذكور” في بيت لاهيا، تجمع الأولاد في باحتها حاملين حقائبهم وهم يصرخون ويلهون بمحاذاة قاعة أحرقت بقذيفة “إسرائيلية”. وأصيبت هذه المدرسة وأحرقت قبل أسبوع، واستشهد فيها صبيان في الخامسة والسابعة وأصيب العشرات بجروح بينهم والدتهما التي بترت ساقاها. وكان 1600 شخص احتموا في هذه المدرسة من القصف. والمدرسة هي إحدى المدارس الثلاث التي طالها القصف. وكانت هذه المدرسة الواقعة في جباليا في شمال القطاع تعرضت للهجوم الأكثر دموية في السادس من يناير/ كانون الثاني ما أدى الى استشهاد اكثر من أربعين فلسطينياً مدنياً.

 

وصرح كريستوفر غانيس المتحدث باسم الاونروا أن الوكالة تريد ان تعود الحياة الى طبيعتها في القطاع وان تعيد فتح المدارس حتى إن لم تنته أعمال الترميم.