خبر دوائر إسرائيلية: المرحلة الثالثة من الحرب كانت احتلال مدينة غزة وعوامل عدة منعت ذلك

الساعة 04:27 م|24 يناير 2009

فلسطين اليوم – غزة

ذكرت مصادر إسرائيلية نقلا عن ضابط كبير في قيادة المنطقة الجنوبية ، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي كان ينوي الانتقال إلى المرحلة الثالثة من العمليات الحربية وهي احتلال مدينة غزة بالكامل وملاحقة قيادة حماس والقضاء على حكمها في قطاع غزة.

 

وقالت المصادر إن أيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي كان يدعم بشدة الانتقال الى المرحلة الثالثة ، واحتلال مدينة غزة ومحور صلاح الدين ، الا ان عدة عوامل حالت دون استكمال الجيش للحملة العسكرية بمراحلها الثلاث.

 

ومن بين هذه العوامل، الفترة الزمنية وتردد المستوى السياسي مع بداية العملية الجوية والانتقال الى العمليات البرية حيث كانت المرحلة الزمنية طويلة، فالعملية البرية كان من المفروض ان تبدأ بعد اربعة ايام فقط من عمليات القصف الجوي، غير انها بدأت بعد أكثر من اسبوع ، مما أفقد قيادة الجيش العديد من العوامل العسكرية أهمها عنصر المفاجأة البرية واستغلال الصدمة على الارض بفعل العمليات الجوية، اضافة الى عامل الوقت.

 

وأضافت المصادر ان تردد المستوى السياسي في اتخاذ قرار الانتقال الى المرحلة الثانية "العمليات البرية" ينبع من عدم القدرة والخوف من تحمل مسؤولية نتائج العمليات وقالت المصادر أن ضغوطا كبيرة مارسها المستوى العسكري وبعض الدوائر السياسية من أجل اقناع اصحاب القرار السياسي بضرورة اصدار الاوامر الفورية للانتقال الى المرحلة الثانية.

 

وكشف المسؤول العسكري عن أن المرحلة الثالثة هي الأهم في العملية العسكرية والاكثر خطورة، فهي مرحلة الحسم وتحديد من هو المنتصر ومن هو المهزوم، الا ان صراعا كبيرا داخل القيادة السياسية (باراك ، اولمرت وليفني) أدى الى الغاء الانتقال الى المرحلة الثالثة واستبدالها بوقف اطلاق النار من جانب واحد، وقد خضع اولمرت لرغبات باراك وليفني في انهاء العمليات العسكرية خوفا من التورط والانجرار الى عمليات وخطوات غير مضمونة .

 

واعترف الضابط العسكري الاسرائيلي في قيادة المنطقة الجنوبية بان حماس تعرضت لضربات غير انها لم تهزم، وهذا ما يؤكده ايضا المستوى الاستخباري والعسكري ، وفي المشاورات عشية وقف النار، أكدت رئاسة هيئة الاركان بأن المهمة لم تنجز وأن الانتصار لم يحسم، ولم يكتمل.

 

وأشار الضابط الإسرائيلي إلى أن مذكرة التفاهم الأمني والاستخباري بين إسرائيل والولايات المتحدة ساهمت في إقناع بعض المعارضين لوقف النار داخل المستوى السياسي والعسكري بالموافقة على وقف النار. إلا أن هذه المذكرة لا تعالج الأوضاع على محور صلاح الدين وإنما تعتبر انجازا عسكريا وأمنيا لإسرائيل فيما يتعلق بمكافحة ما يسمى "الإرهاب" وملاحقة الجهات التي تزود وتدعم حماس بالسلاح والمال، والمذكرة لا تمنح إسرائيل ضمانات بالتزام مصر بمحاربة التهريب، كما أن هذه المذكرة لا تحتوي على آلية واضحة للقوة التي ستعمل على محاربة تهريب الأسلحة عبر محور "فيلادلفيا" ، فالجانب المصري يؤكد ان مذكرة التفاهم تقتصر على الملاحقة الساخنة في البحار القريبة من اسرائيل لشحنات الاسلحة والوسائل القتالية.

 

وافادت المصادر إن القيادة العسكرية في اسرائيل طلبت مدة اسبوعين لاستكمال مهمتها الا ان المستوى السياسي لم يعد قادرا على مواجهة الضغوط الدبلوماسية ومطالب بعض الدول للوصول الى وقف سريع لاطلاق النار اضافة الى حسابات انتخابية ومخاوف من انزلاق الامور الى مستويات غير مرغوب بها.