دلالات عميقة ورسائل عديدة..

ماذا وراء تهديدات "النخالة" ورسالة "سرايا القدس"؟

الساعة 11:44 م|02 مايو 2019

فلسطين اليوم

أكد محلل سياسي وآخر عسكري أن تصريحات الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة ومقطع الفيديو الذي نشرته سرايا القدس يحمل دلالات عميقة ورسائل عديدة في أكثر من اتجاه.

وأوضح المحللان أنَّ رسالة النخالة التي نشرتها سرايا القدس ترسخ قاعدة أن غزة ليست كأي مكان في المنطقة يمكن العبث به وقتما يريد الاحتلال الإسرائيلي، وأنَّ غزة باتت رقماً من الصعب تجاوزه.

الباحث والكاتب بالشأن العسكري رامي أبو زبيدة يرى أن تصريحات النخالة ورسالة سرايا القدس تحمل القدرة من يفكر بإيلام غزة ومقاومتها، وأنَّ الرسالة تتضمن رسائل داخلية لطمأنه المواطن في غزة أن مقاومته قوية وقادرة على حماية مصالحه، وعلى أصحاب الرؤوس الساخنة لدى العدو ان يعوا ان سرايا القدس قادرة على اتخاذ القرار .

وبين ابو زبيدة أنَّ اي تجاوز باستهداف المقاومة (جنود أو قادة)، سيرتد عليه إخفاقاً مركباً سواء بالجانب الاستخباري أو العملياتي، ويرسخ قاعدة أن غزة ليست كأي مكان في هذا العالم وغير مسموح بهم العبث بأمنها .

وقال ابو زبيدة: تصريحات القائد النخالة ورسالة السرايا هي سلاح ردع وحربا نفسية مبنية على تأسيسات مدركة وخبيرة بالعدو وقدراته ونقاط قوته وضعفه، في موازاة إدراكها معنى الحروب النفسية وفاعليتها، بما ينسحب على الجمهور والمستويات القيادية، في اتجاهيها السياسي والعسكري.

وأشار ابو زبيدة رسالة السرايا تؤكد جاهزيتها لتنفيذ مهمات قتالية طبقا للهدف المطلوب تحقيقه والفكر والموقف، وأنها رهن الإشارة اذا ما تطلب الامر وستكون المدن الكبرى بالكيان هي الهدف لصواريخها .

الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو اتفق مع سابقه في أن تصريحات القائد النخالة ورسالة سرايا القدس تحمل عدة دلالات في أكثر من سياق، وجميع الدلالات تشي أنَّ المقاومة أصبحت قادرة على إيلام "إسرائيل"، وأنها اتخذت قراراً بالرد على أي عدوان إسرائيلي مهماً كان سواء صغيراً أو كبيرة.

وبين عبدو أن الرسالة التي أرسلها النخالة رسالة واضحة ولا تحتمل أي ليس أو خطأ، مشيراً إلى ان الرسالة وصلت واضحة للاحتلال الإسرائيلي مفادها أن أي مساس بصفوف المقاومة وقياداتها يعني أن سرايا القدس ستتحرك ميدانيا للرد على أي اعتداء مهما كلفها من ثمن وتحديات.

وأشار عبدو إلى أن الرسالة التي أراد النخالة ايصالها أنَّ المقاومة وسرايا القدس سترد على أي اعتداء ضد قطاع غزة دون اعتبار للتفاهمات التي أبرمت أو التي ستبرم، لافتاً إلى أنَّ سرايا القدس أرادت أن توصل رسالة للاحتلال بأن لا يشكك في رد سرايا القدس، وان يأخذ التهديدات على محمل الجد.

وبين أن التناغم الحاصل بين تصريحات النخالة ورسالة سرايا القدس المعنونة بـ#رهن_الإشارة تشي بأن سرايا القدس تلقت تعليمات واضحة من جميع المستويات التنظيمية بالرد على أي عدوان إسرائيلي محتمل على قطاع غزة.

وذكر أن سرايا القدس والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة أرادوا ارسال رسالة أن بحوزتهم أسلحة رادعة، وارادوا من خلال رسائلهم أن لا يتركوا مجالاً للاحتلال بأن يشكك باستخدام السلاح، وهو تحد قائم بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي.

وبين أن تهديدات النخالة بشأن رفع الحصار هي محل إجماع الكل فلسطيني، ونقطة التقاء جميع الفصائل الفلسطينية السياسية والعسكرية، متوقعاً ان المقاومة الفلسطينية لن تسلم بمعادلة الهدوء مقابل الهدوء طالما ان الحصار مفروض على قطاع غزة.

وأوضح أن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة باتت جبهة مؤثرة على الكيان الإسرائيلي وتقلق المنظومة الأمنية والعسكرية والسياسية الإسرائيلية، وتؤثر على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وتملك من العتاد والقوة والاستعداد النفسي للقتال الشيء الكثير، لافتاً إلى أنَّ المقاومة في قطاع غزة استطاعت أن تحفظ أمن القطاع من العبث الإسرائيلي وعطلت قدرة جيش الاحتلال -لاسيما بعد حرب 2012- الاعتداء على قطاع غزة بعد أن كانت غزة حقل رماية.

وذكر ان تصريحات النخالة ورسالة سرايا القدس جاءت في الوقت الذي يحاول فيه الاحتلال التملص من تفاهمات التهدئة، مشيراً إلى أن تصريحات النخالة انعكست ايجاباً على الحاضنة الشعبية الفلسطينية لرغبة كل الفلسطينيين في وقف مسلسل المماطلة الإسرائيلية برفع الحصار وتنفيذ التفاهمات.

وكان الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة، أكد أن حركته لن تقبل بحالة الهدوء مقابل الهدوء في ظل استمرار الحصار على قطاع غزة. مشددًا على "أنها ستمس بالأمن الإسرائيلي".

وقال النخالة في رسالة مسجلة بثتها سرايا القدس؛ الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي مساء اليوم الخميس، "سيدفع العدو الإسرائيلي الفاتورة في المعركة، لن ندفع وحدنا الفاتورة، لن نقبل أن يبقى الشعب الفلسطيني محاصرًا".

وأضاف: "نقبل أن نستشهد في المعركة أفضل ألف مرة من أن يقتل أطفالنا من الجوع وأن يقتل المقاومين في ميدان المعركة نتيجة حاجاتهم الإنسانية".

وأردف: "نفضل الاستشهاد في المعركة على الاستسلام تحت وطأة الحصار".

وتابع: "كما نحن نتألم نستطيع أن نؤلم العدو في كافة مستوطناته المحاذية لقطاع غزة، (..) إن هذه الصواريخ تمس يوميًا بهيبة إسرائيل التي تفرضها على العالم".

وأضاف: "إسرائيل تعتبر نفسها دولة عظمى في المنطقة، حركات المقاومة تمس بهيبة إسرائيل وتجعل منها دولة بلا قيمة لها في المعيار الإقليمي والدولي".

وأكدت "سرايا القدس"، في ختام كلمات النخالة، أنها رهن الإشارة باللغتين العربية والعبرية.

 

 

 

كلمات دلالية