خبر حطام وركام وخسائر جمة.. حال أصحاب المنازل في تل الهوا

الساعة 08:12 ص|24 يناير 2009

فلسطين اليوم- غزة(تقرير خاص)

كانت صدمة المواطن أبو خالد الجبالي من تل الهوا غرب مدينة غزة، أكبر من أن يحتملها وهو يرى بأم عينه منزله الذي مازال يدفع تكاليف تجهيزه وشرائه يحترق دون أن يقدر على فعل شئ سوى أن يلملم ماتبقى من أثاثه وممتلكاته التي اصطبغت باللون الأسود.

المواطن الجبالي كغيره من آلاف المواطنين الذين تعرضت منازلهم للقصف بالطائرات الإسرائيلية والدبابات خلال أيام العدوان على قطاع غزة حيث كانت تتمركز الدبابات أمام البرج الذي يقطن فيه خلال توغل قوات الاحتلال في منطقة تل الهوا.

يقول الجبالي لـ"فلسطين اليوم":" لقد حطمت الصورايخ الإسرائيلي أملي في العيش في بيت جميل يأويني وزوجتي وأولادي وكلفني شرائه وتأثيثه مايقارب 50 ألف دولار مازلت أسدد فيها حتى الآن، لأعاود البحث من جديد عن منزل قابل للسكن".

ويضيف الجبالي، أن زوجته أولاده يسكنون الآن في بيت ذويها بعد أن هجرته أثناء العدوان على غزة خوفاً على أطفالها من الموت المحقق الذي طال البشر والحجر والشجر وكل ما يمكن أن يقف أمام الدبابات والطائرات الإسرائيلية.

"حسبنا الله ونعم الوكيل" هو كل ما قاله المواطن أبو شادي نشوان وهو يقف بين ركام وحطام منزله الذي تعرض للقصف والتدمير بفعل الصواريخ الإسرائيلية، ومازال ينظر بحرقة وألم إلى غرف المنزل التي تحطمت وكانت تأوي أولاده الذين هجروا البيت إلى أقاربهم خوفاً من بطش الاحتلال وصواريخه.

وبحسرة وألم أخذ ابنه يلملم الأحجار والزجاج الذي تكسر وتحطم في المنزل وماتبقى من أشيائه الصغيرة وألعابه البسيطة التي تحطمت وضاعت بين ركام المنزل.

أما جاره أبو خميس قدوم فأخذ يتفقد ملابسه التي تبعثرت في غرفة نومه بعد تحطم خزانة ملابسه بفعل الصواريخ الإسرائيلية والقذائف التي انهالت على المنزل ليشكر الله على أنه استطاع إخراج زوجته ونجليه من المنزل قبل أن تطالهم الصورايخ والقذائف.

تقول زوجته أم خميس:" عندما رأيت منزلي أصبت بانهيار عصبي فالمال يعادل الروح، والمنزل هو كل مايملك الإنسان وهو المكان الذي يأويني وأطفالي ولايمكن أن يرتاح الشخص إلا في منزله ولكنني أشكر الله على سلامة زوجي وأطفالي".

ومازلت الآلاف من الأسر والعائلات تحاول لملمة ماتبقى من منازلها فيما عجز الكثيرون عن إيجاد إلى بقايا لمنازلهم بعد أن تدمرت بشكل كامل بسبب استهدافها بشكل مباشر من قبل الدبابات والطائرات الإسرائيلية لتكون الخيمات ومدارس وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأنروا" مأوى لهم.