خبر غزة: الحاجة حليمة الـمزعنن دفنت تحت أنقاض منزل أخيها

الساعة 06:54 ص|24 يناير 2009

فلسطين اليوم-غزة

"كانت الدبابات تتوغل في المنطقة والشوارع شبه خالية والسكان يراقبون من منازلهم ما يجري من تدمير شامل للمكان، حين وجد جنود الاحتلال عمتي حليمة (60 عاماً) بالقرب من البيت وأردوها رمياً بالرصاص".

بهذه العبارات وصف الشاب محمد عمر المزعنن جريمة القتل العمد التي تعرضت لها عمته أثناء تواجدها قرب منزل شقيقها عمر المزعنن في عزبة عبد ربه شقر جباليا.

قال المزعنن: في بداية عملية التوغل استهدفت قوات الاحتلال المنازل والأماكن القريبة من منزلنا، وفجأة أصابت المنزل عدة قذائف، هربنا بعدها لننجو بأنفسنا.

وأضاف: كانت عمتي قد جاءت للاطمئنان علينا، فقبض عليها الجنود وقتلوها ثم أهالوا عليها التراب ودفنوها على بعد 10 أمتار من مكان القتل.

وأكد المزعنن أن قوات الاحتلال قامت بعد ذلك بتفجير المنزل المكون من طابقين ويحتوي على ثماني شقق ومصنع للخياطة.

وقال: لقد تجاهلوا نداءات وتوسلات أمي التي كانت في مكان قريب وأصروا على تدمير المنزل والمسجد المجاور.

وأشار المزعنن إلى أن فرق الإسعاف عثرت على جثة عمته بعد ثلاثة أيام من الانسحاب الإسرائيلي.

وتعيش بالقرب من مكان منزل المزعنن عشرات الأسر الفلسطينية التي فقدت أحبتها أو منازلها وأصبحت بلا مأوى.

ودمرت قوات الاحتلال ما يزيد على 95% من المنازل الواقعة في عزبة عبد ربه التي تعرضت إلى تدمير شامل ضرب كل مناحي الحياة للسكان الذين يعيشون من خلال الاعتماد على العمل في الزراعة.

بعد أيام من الانسحاب الإسرائيلي مازال المواطنون في عزبة عبد ربه يعيشون وقع الصدمة التي أصابتهم بعد أن عادوا إلى منازلهم في اليوم الأول للانسحاب ليجدوا كل شيء قد أصبح خراباً.

"لقد دمروا كل شيء"، قال عمر رجب عبد ربه (49 عاماً) وهو يفترش الأرض قرب ركام منزله الذي سوته الجرافات بالأرض.

وتابع: أجبرونا على ترك المنزل بعد أربعة أيام من التوغل البري.

وقال: ذهبنا إلى مدارس الوكالة في جباليا ولم نجد فيها أي مكان شاغر، وبدأنا نبحث في منازل الأقارب عن مكان يؤوينا، لكن العائلة توزعت على عدة منازل.

ويعيش في منزل عائلة عبد ربه ستة أشقاء ووالدهم مع عائلاتهم ويشكلون 38 فرداً يعتمدون على العمل في الزراعة.

منذ أيام يأتي عبد ربه إلى المنزل ويتفقد ما فيه من ممتلكات يمكن أن يتم انتشالها من بين الركام، لكنه حتى الآن لم ينتشل سوى ستة أغطية فقط.

وقال: كل ما نملك مازال تحت الركام، ونتناوب النوم هنا حتى لا نفقد شيئاً منه.

ويشعر عبد ربه كما قال بالحزن الشديد على ما أصابه، قائلاً: ضاع كل شيء في لحظة واحدة، لكننا لن ننهزم وسنواصل البقاء على أرضنا.

في مكان مقابل لمنزل عبد ربه جلس أبناء عائلة الحاج حسين أبو ناموس تحت خيمة بسيطة بنيت على عجل بجوار منزلهم المدمر.

في المكان جلس الشاب رأفت (35 عاماً) الذي أمضى 17 عاماً في سجون الاحتلال بسبب انتمائه لحركة فتح.

كانت ملامح وجهه تشير إلى عمق المصيبة التي تواجهها أسرته المكونة من 56 فرداً بعد هدم منزلها.

قال: أحاطوا بالمنزل وبدأوا في إطلاق النار علينا وطلبوا أن نفتح لهم المنزل فرفضنا.

وتابع: بعد دقائق أحضروا لنا مكبر صوت وطلبوا الخروج قبل أن يفجروه فوق رؤوسنا، ففعلنا خوفاً على أطفالنا.

وأكد أبو ناموس أن جنود الاحتلال رفضوا السماح لهم بأخذ هوياتهم ووثائقهم الضرورية وحتى الأموال وأجبروهم على تركها في المنزل والمغادرة.

وقال: كذلك منعونا من أخذ الكرسي الخاص بوالدنا المقعد، واضطررنا أن نحمله ونسير به ما يزيد على كيلو متر لنصل إلى مكان شبه آمن.

وتابع: هناك تلقينا اتصالاً من أحد الأشخاص الذي كان يراقب المنطقة وأبلغنا أن قوات الاحتلال دمرت منزلنا ومنزل جارنا خالد عبد ربه.