خبر إسرائيل : اليمين يتقدم في الاستطلاعات والصحف تنصّب نتنياهو رئيساً للحكومة

الساعة 06:43 ص|24 يناير 2009

فلسطين اليوم-القدس

تستعد الـمعارضة اليمينية في إسرائيل بقيادة بنيامين نتنياهو لحصد نتائج الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة في الانتخابات التشريعية الـمقبلة، وما زالت متقدمةً في استطلاعات الرأي، قبل ثلاثة أسابيع من الاقتراع.

وأشار استطلاعان للرأي أُجريا بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في غزة ونشرتهما، أمس، صحيفتا (معاريف) و(يديعوت إحرونوت) إلى أن حزب الليكود ــ برئاسة بنيامين نتنياهو الذي يشغل 12 مقعداً من أصل 120 مقعداً في الكنيست ــ سيحصد بين 28 و29 مقعداً.

وبفضل دعم الأحزاب الدينية وارتفاع شعبية حزب اليمين الـمتطرف إسرائيل بيتنا، سيحصد اليمين أغلبية ضئيلة قوامها 62 أو 63 نائباً.

ونال إسرائيل بيتنا، الحزب العلـماني، الذي أسسه متحدّرون من أصول سوفياتية ويقوده الـمتشدّد أفيغدور ليبرمان بين 14 ــ 16 مقعداً، مقابل 11 مقعداً في البرلـمان الحالي.

وفي الـمقابل، سينهار اليمين الديني الـمتطرف.

وحصل ائتلاف كاديما (وسط يمين) الحاكم بقيادة وزيرة الخارجية تسيبي ليفني على 24 ــ 25 مقعداً، مقابل 29 مقعداً حالياً.

كما حصد حزب العمل (وسط يسار) الذي يقوده وزير الدفاع إيهود باراك بين 16 ــ 17 مقعداً، مقابل 19 حالياً. وبذلك قلّص الحزب خسائره في استطلاعات الأشهر الأخيرة بفضل ارتفاع شعبية باراك بعد الهجوم الإسرائيلي على غزة الذي استمرّ ثلاثة أسابيع.

وقد نصّبت وسائل الإعلام نتنياهو رئيساً للوزراء من الآن.

وعنونت (معاريف): "باتجاه حكومة نتنياهو ــ ليبرمان"، بينما أكدت (يديعوت أحرونوت) أن إسرائيل "ترصّ الصفوف باتجاه اليمين".

وعلى الرغم من أن العملية الـمدمرة ضد حماس اعتبرت في إسرائيل نجاحاً على الصعيد العسكري حصراً، يسجل حزب كاديما تراجعاً.

وتتهم الـمعارضة اليمينية ــ التي دعمت الهجوم ورفعت شعار: "قلنا لكم إن هذا سيحدث" ــ الحكومةَ بأنها توقفت في منتصف الطريق وخيّبت أمل الجيش في انتصار؛ عبر وقفها الهجوم قبل القضاء على سلطة حماس.

وهذه الذرائع التي يبدو أنها تؤثر على الرأي العام، يعرضها الليكود ونتنياهو وأكبر الأحزاب اليمينية الـمتطرفة، إسرائيل بيتنا، الذي تتوقع استطلاعات الرأي أن يحقق اختراقاً.

ويبقى نتنياهو الـمرشح الأوفر حظاً لتشكيل الحكومة الـمقبلة، سواء أكانت حكومة وحدة وطنية ــ وهو الخيار الذي يفضّله ــ أم بالاعتماد على اليمين الـمتطرف.

وفي هذا السياق، يبدو رئيس الوزراء الأسبق وكأنه قائد فوق الجميع، ويسمح لنفسه حتى بتقديم شهادة حسن سلوك لوزير الدفاع إيهود باراك للطريقة التي قاد بها رئيس الأركان السابق هذا الهجوم على غزة.

ويعد نتنياهو ــ وزير الـمالية السابق ــ الناخبين بخفض كبير في الضرائب؛ لـمواجهة الأزمة الاقتصادية العالـمية التي بدأت تؤثر على إسرائيل.

وهو يبقي على الغموض بشأن عملية السلام بتأييده منح الفلسطينيين حكماً ذاتياً واسعاً لكن باستبعاده إقامة دولة فلسطينية تملك الصفات الحقيقية للسيادة.

ويؤكد نتنياهو أن "إسرائيل لن تقدم أي تنازل جديد في الـمستقبل دون مقابل من الفلسطينيين".

وهو يرى أنه على أساس هذه القاعدة، لن يواجه أية مشكلة مع الإدارة الأميركية الجديدة التي يرئسها باراك أوباما مع أن الرئيس الجديد تعهد بالعمل "بفاعلية وجرأة" من أجل عملية السلام.

أما خصومه ــ مثل رئيس كتلة كاديما في الكنيست يوئيل حسون ــ فيؤكدون أن حكومة يرئسها نتنياهو ستكون رهينة لليمين الـمتطرف وستنتهي بالاصطدام بالولايات الـمتحدة التي تطالب بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وتجميد الاستيطان.

ويتضح أن ليفني التي كانت تطمح إلى أن تحسّن وضعها من خلال الحرب هي الخاسر الأكبر؛ إذ إضافة إلى أن حزب كاديما خسر من شعبيته بعد الحرب فإن 26% فقط من الإسرائيليين قالوا إنهم راضون عن أدائها، أما النجم فكان باراك الذي ليس فقط حسّن فرص حزب العمل في الانتخابات بما يزيد على 5 مقاعد، إذ قال 73% من الإسرائيليين إنهم راضون عن أدائه، وقال 69% إنهم راضون عن أداء أولـمرت و68% قالوا إنهم راضون عن أداء زعيم الـمعارضة نتنياهو.

ولـم يأت العامل الـمصري ضمن العوامل التي قادت الحكومة الإسرائيلية إلى اتخاذ قرار وقف إطلاق النار، بالنسبة إلى من استطلعت آراؤهم، إذ قالت نسبة 32% إن الضغط الدولي هو السبب في القرار يليه 21% قالوا إن التخوف من خسائر عديدة تقع للجيش الإسرائيلي هو السبب ثم قال 19% إن السبب هو تسلـم الرئيس الأميركي باراك أوباما مهام منصبه و16% قالوا إن السبب هو التخوف من أن تنجر إسرائيل من جديد لاحتلال غزة لزمن طويل وقال 4% إن السبب هو استمرار الإصابات وتشوش الحياة في الجبهة الداخلية.

وقال 37% من الإسرائيليين إن جولة أخرى من القتال ستتم خلال عام أو عامين في حين قال 36% إن ذلك قد يتم إلا أنهم غير متأكدين وفقط 18% قالوا إنهم يظنون أنه لن تكون هناك جولة أخرى و8% قالوا إنهم غير متأكدين.